|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() شابّ فاقد الأمل في الحياة أ. أريج الطباع السؤال عندي استفسار وأودّ فِعلاً مشورتَكم عن كيفيَّة التَّعامُل مع مثل هذه الحالات: - مريض عمره 25 سنة غير موظف، وهزيل البِنْية، يدخن 20 - 25 سيجارة في اليوم. - مريض بالسُّكَّر ولا يتابع العلاج أو الحمية. المسألة أنَّه فَقَدَ أخوين اثنين، وهما في نهاية العشرينيات من مُضَاعَفَات السُّكَّر، وحالة عائلتِه الاجتماعيَّة كما فهمت منه أنَّ أباه مطلق أمه، وهو يعيش مع أبيه، ويدخُل في مناقشات عقيمة مع أبيه وزوجته عن أمه، فيهيم على وجه, ويرتفع ضغْطُه, ويبدو أنه منَ النَّوع الحَسَّاس والمنقاد لأي كلمة ممكن أن أقولها. أتمنَّى بشدة مساعدته؛ ولكني لا أعرف كيف أبدأ معه؟ هل أدله على طبيب نفسي؟ أم أبدأ معه في الكلام عن الثقة وتطوير الذات والتعامل مع المشاكل؟ أتمنى الإفادة. الجواب بدايةً اعذرينا لتأخرنا عليكِ، رغم اهتمامنا برسالتكِ.. عادةً يصعب علينا أن نساعدَ شخصًا آخَر غيْرَ الذي يعاني؛ لأنَّ صاحب المشكلة هو وحده القادر على حلها، ويجب أن تكون لديه الرَّغبة لذلكَ. علاقتكِ به تُحَدِّد الأمر كثيرًا، فما مدى قرابتكِ له؟ وهل هو مَحْرَمٌ لكِ أصلاً أم لا؟ منَ الصَّعْب أن تَتَواصَلِي مع شخص منَ الجِنْس الآخر دون علاقة شَرْعِيَّة تربط بينكما، حيثُ يُوَلِّد العلاجُ والعون نوعًا منَ الأُلْفَة؛ تتَحَوَّل لعاطفة يصعب التَّخَلُّص منها بسهولة، وتعرفين ولا شكَّ خطورة ذلك منَ النَّاحية الشَّرعيَّة. أكاديميًّا نَتَّبع طريقةً لكي لا يصل أصلاً المريض النفسي لمرحلة التَّعَلُّق، من أي جنس كان، حيث يحصل هذا كثيرًا خاصَّة مع النَّوع الذي ذكرته منَ الحالات. وحيثُ إنَّكِ تبدينَ شخصيَّة مُمَيّزة طموحة تَسْعى لمساعدة الآخرين، اسمك يُميز بكِ الانطلاق، وحب الحياة والحرية؛ كذلك كلماتكِ أَوْحَتْ لي شعوركِ بالآخرين. وكل هذا منَ السِّمات المميزة لذلكَ. احرصي على نفسكِ أن تنميها بشكل إيجابي يطوركِ أنتِ أيضًا، واحرصي في تعامُلاتكِ أن تساعدي الآخرينَ دون أن يضُركِ ذلكَ أو يورطكِ فيما لا ترغبينَ بالوصول له. أمَّا عن هذا الشَّخص الذي ترغبينَ في مساعدته، فهو حقًّا يستحقّ التَّعاطُف، فأن يقود المرء نفسه للتَّهْلُكَة أمْر مُرْعب، وأن يفقد الأمل بالحياة فهذا أيضًا مُؤْلم! فكيفَ بصاحب تجارب سلبيَّة بالحياة فَقَد بها أخوين وأسرة واستقرارًا! يحتاج أن يقتنعَ أنَّ الله خَلَقَنا بِهذه الدار لابتلاء وامتحان، قد يكون امتحان خيرٍ أو امتحان شرٍّ {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: 35]. فكونُه لا يضمن الحياة، ولا يَجِدُ بِها لَذَّة، فهذا أَدْعَى أن يَبنيَ لآخِرَتِه ولما يقربه لها، لستِ أنت مَن سيساعده، فانتبهي ألاَّ يتعلَّق بكِ؛ لكونه أصلاً فاقدًا للعاطفة وللأسرة الطبيعيَّة. انصحيهِ أن يتابعَ عند طبيبٍ أو مُعَالج نفسي، فهو بحاجةٍ لهذا ليعينه على تَخَطِّي الصَّدَمات التي تَعَرَّضَ لها، ويساعده على تجاوز مشكلاته. وأن يهتم بأن يطور نفسه ويستزيد بكل ما يقربه منَ الله، قد يفيده أيضًا طلب العلم الشرعي، ووضع أهداف يسعى لها بحياته. يجب أن يكون له أهداف يسعى لها، وأن يكون هدفه الرئيس الجنَّة وما يقرب لها من قول وعمل.. وألاَّ يتعلَّق بإنسان أيًّا كان؛ بل يسعى لما يريده هو، فتعلُّقه سيعرضه للمزيد منَ الصَّدَمات بحياته وهو بغنى عنها. ويبقى بيدنا أن ندعوَ له اللهَ أن يريَه الطَّريق الصَّحيح. في النِّهاية لا بُدَّ لي أن أهمسَ بأُذُنكِ ألاَّ تثقي مائة بالمائة بما يقوله لكِ؛ خاصة لو كانت علاقة عن طريق المرسال أو الهاتف، حيث إنَّ كثيرًا منَ الشَّبَاب يُمارسون هذا الدَّور لجَذْب الفتيات للتَّعاطُف معهنَّ! وإن كنتُ آمل ألاَّ يكون من هذا النَّوع، وألاَّ تكوني ممن يسهل خداعهنَّ أيضًا. كوني قويةً وحَصِّنِي نفسكِ مِمَّا يُمكن أن يَجرَّها لما لا تريد، أو ما لا يرضي الله، وفي نفس الوقت اغتنمي قوة تَعَاطفكِ ومحبتكِ للآخرين بتطوير هذا الجانب لديكِ؛ لتكوني ممن يمد يد العون بطريقة سليمة وصحيَّة لمن حوله. وفَّقكِ الله ورعاكِ.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |