|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لا أستطيع تقبل خطيبي أ. محمد شوقي السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة مخطوبة لشاب لكنها غير مرتاحة لشكله ولا تشعر تجاهه بأي راحة، وتسأل: هل أستمر معه أو أفسخ الخطبة؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة في الثلاثين من عمري، خُطبتُ لشابٍّ منذ 8 أشهر صديق أخي، ولم تكنْ تربطني به أي علاقة مِن قبلُ، هو شاب متدين وذو خُلُق، لكن المشكلة أنني لَم أسْتطعْ تقبُّل هذا الشاب شكلاً، فهو ليس وسيمًا، ولا أحس بأي شيء تجاهه، حتى إنني أنفر منه! حاولتُ أن أتأقلمَ مع الوضع، وصليتُ كثيرًا صلاة الاستخارة، لكن لَم أرتحْ لوضعي، وأخشى إن تَمَّ الموضوع واستمر الزواج أن ينتهي إلى الطلاق. أرجو منكم إرشادي لأخْذ القرار الصائب، هل أكمل الخطبة أو لا؟ وجزاكم الله خيرًا الجواب عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. نُرحِّبُ بك أختنا الفاضلة في شبكة الألوكة، سائلين الله تعالى أن يُوفِّقَنا في إعانتك، والوقوفِ معك في حيرتك. اعلمي بدايةً أن شرْعَنا المُطهَّر لم يَتْرُكْ أمرَ الزواج واختيار الزوج هباءً، بل وضَع له معاييرَ نتتبعها إذا ما دخلت الحيرةُ قلوبَنا، واختلفت الآراء أمامنا؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتاكم مَن ترضَوْن دِينه وخُلقه فزوِّجوه، إلا تفعَلُوا تكن فتنةٌ في الأرض وفساد عريض))؛ فالأساسُ المتين في اختيار المرأة للرجل أن يكونَ مَرْضِيَّ الدين والخُلُق، والحمدُ لله الشابُّ المتقدِّمُ كما وصفتِه: متدين، وذو أخلاق عاليةٍ، فليس عليه من غبار في هذه الناحية. إلا أن الراحة النفسية والقبول بين الطرفين شرط آخرُ من شروط نجاح الحياة الزوجية؛ إذ ستعيشُ المرأة في كَنَفِ رجل حياة كاملة، وليست معرفةً عابرة يلتقيان اليومَ ويفترقان غدًا؛ لذا كان القبول النفسي والشكلي شرطًا آخرَ. ومما يُعبِّر عن هذا المعنى تعبيرًا دقيقًا قولُ الأديب الكبير الرافعي في "وحي القلم": "إعجابُ المرأة برجل من الرجال مفتاحٌ من مفاتيح قلبها"، فإذا لم تُعْجَب المرأة بالرجل أُغلِقَ قلبُها من ناحيتِه، ولم تكمل الراحة النفسيَّة والقبول المطلوب، ومِن ثَمَّ فإن قَبِلَت امرأة هذه الحياة وهي غير مرتاحة وغير متقبِّلة له، فلربما أدَّى ذلك بها إلى الطلاق، كما أشرتِ في نهاية رسالتك، أو إلى مفاسدَ أكبر من الطلاق. طلبُك للجمال ليس بدعةً مِن الأمر، وليس حكرًا على الرجل أن يختارَ الفتاةَ الجميلة ويترك غيرها ممن هنَّ أقل جمالاً، بل للمرأة الحق في ذلك أيضًا، لكن اعلمي حفظكِ اللهُ أن الجمال شيءٌ نِسبيٌّ، فقد يكون الشابُّ وسيمًا في عين غيرِك، قبيحًا في عينك والعكس، وأوَدُّ منك أختي الفاضلة ألا تكونَ نظرتُك ضيِّقةً لمفهوم الجمال، فلا يكونُ الجمال بالشعر الناعم، والعيونِ الزرقاء، وبياض البشرة، والطول والعرض، وغيرها من الصفات التي قلَّما تتوافر في إنسان (رجلاً كان أو امرأة)، لكنَّ الجمال المناسب أن يكون حَسَنَ الوجه والجسد، شكله متناسِقًا، وجهه طبيعيًّا، ليس فيه عيب ظاهر يُؤرِّقُك، ويُقلِّله في عينك؛ لأنك إذا نظرتِ ودققتِ النظرَ في كل خاطب متقدم لك فلن تعدمي عيبًا، فلا ترغمي نفسَك على الكمال، ولا تشترطي على نفسك شيئًا ليس موجودًا. نعم من حقِّك طلبُ الجمال؛ حتى تغضي بصرك عن الرجال، ولتحققي قول الله تعالى: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَات يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ﴾ [النور: 31]، لكن الوَسامة والجمال لا بد أن يكون في حدود وطاقة البشر، فضعي لنفسك أختنا الفاضلة مواصفات للوسامة التي تطلبينها، وانظري فيها واحدة واحدة، هل هي طبيعيَّة أو مُبالغ فيها، ثم احذفي منها ما ترينه مبالغًا فيه. قارني ورجَّحي بين سلبيَّات وإيجابيات المتقدِّم (سواء كان هذا الشاب أو غيره)، وضَعِي ما لا يمكنُك الاستغناء عنه في قمة قائمتك، واحرصي كلَّ الحرص أن تضعي الدين والخُلُق في بداية أولويَّاتك، ثم انتقي من الصفات التي تحبينها دونَ تَشدُّد أو مبالغة. ولا تنسَيْ صلاة الاستخارة؛ فقد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا همَّ أحدُكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرُك بعلمك، وأستقدِرُك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلمُ ولا أعلمُ، وأنت علاَّم الغيوب، اللهم إن كنتَ تعلم أن هذا الأمرَ خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجله - فاقْدُرْه لي، ويسِّره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمرَ شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدُرْ لي الخير حيث كان، ثم أَرْضِني به، قال: ويسمِّي حاجته)). ليس دوري هنا أن أوجِّهك للاستمرار في خطبتك أو رفضها، لكن دوري أن أفتحَ لك الطرق أمام عينك لعلَّها أغفلتْ طريقًا . وأخيرا أقول لك: إن وجدتِ نفسَك قادرةً على الاستمرار معه ومرتاحة له فتوكَّلي على الله ولا تردِّيه. وإن كانت الأخرى فأسأل الله تعالى أن يُبدِلَك خيرًا منه
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |