كلام الناس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4952 - عددالزوار : 2055794 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4527 - عددالزوار : 1323607 )           »          احمى أسرتك وميزانيتك.. دليلك الشامل لشراء أفضل اللحوم الطازجة والمجمدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          4 خطوات تقلل من شيب الشعر وتجعله صحيا وحيويا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          4 وصفات سموزي مناسبة للرجيم.. نكهات لذيذة لحر الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          طريقة عمل الفراخ في المقلاة الهوائية بطعم حكاية.. السر في العسل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح الأندر أرم.. تقشير آمن وترطيب للبشرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          4 أفكار مختلفة لتصميمات مطبخ عصري.. موضة 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          خلصي بيتك من السموم في 5 خطوات.. أهمها تغيير أدوات الطهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          7 خضراوات تحتوي على فيتامين سي أكثر من البرتقال.. هتنور وشك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-12-2020, 08:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي كلام الناس

كلام الناس




فاروق بيطام





هو عنوان عريض قد غاص فيه دهر طال من البشر.

إن الله عز وجل غني عزيز، خلق الدنيا، وأورثها لبني البشر، فعمَّروها.

هل سألت يومًا نفسك ماذا عمَّرت؟
موقف صعب جدًّا وأنت يومئذٍ بين يدي قوي متين، فماذا أعددت كجواب لكل سؤال؟
أين كلماتك؟
أنت أخي، أو ربما أنت شقيقتي، إي نعم.
دعني أتحسر لحظة، ولنكمل.

كم مرة قد أخطأت؟ وكم مرت أنا عفوت؟
كم مرة أنت تكلمت، وأنا سكتُّ؟ ليس ضعفًا، ولكن سبيل آخر قد ابتغيته سبيلاً أردت به أن تكون من يقص، من يحكي، وأنا كذلك دور شيخ كبير، أنهكه العمر، ولقَّنه من كل درس رشفة، أتقمص.

فحين تحدثني وأنا أسكت، نكون - حينئذٍ - قد صنعنا معًا من عدمٍ شيئًا جميلاً.
في مرات عديدة، وددت لو أخبرتك مدى الحب الكبير الذي أُكِنُّهُ لك، فماذا قدمت أنت لي؟
لِمَ تُصِرُّ دائمًا تلقيني جرعة أكثر مما أطيق؛ جرعة من ألم، وحزن، وموت؟ لم وكأنك تود إخباري أن كلامنا كان لمجرد الكلام؟

هل أصبح واقعنا سيئًا لهذا الحد؟
لماذا لا تتركني آخذ بيدك إلى حيث الزمن الجميل، إلى حيث سكنت طفولتنا؟
أو لماذا لا تأخذ أنت بيدي إلى حيث السجن، إلى حيث سكن العصفور المجنح الملائكي خاصتك؟
لماذا أنت مُصِرٌّ على العناد؟ هل لديك شك أن الكلمات لا تصنع شيئًا؟
تأكد أن الريح إذا ما هاجت، فإنها لا تفك عقدة خيط فتلتها بيدك، كذلك تصنع الكلمات إذا ما كانت مجردة إلا من سمعنا ونسينا.

الكلمات - يا عزيزي - تكسر الأقفال، تنزع غشاء الظلمة، إذا ما نيطت يومًا بقلبك، تجعل منك قوة وعزة.

الكلمات لا تخبئك وراء هياكل الصمت، والجبروت، وقوة الجبناء.

الكلمات أكبر من ذلك بكثير، هي التي تعلمك كيف تكون رجلاً، هي التي تخلدك بعد أن تفنى وتنتهي.

أمَا سألت نفسك يومًا أي بؤرة نور تلك التي سطعت عليك مذ كنت طفلاً صغيرًا، همُّه الوحيد حِضن أمه، ورغيف خبز، يُشبع بهما شغف رُوحه؟
لا تيئس، أَمَا علمت أن وراء الكلمات جدارًا سميكًا من الأمل، يكسر فؤاد القنوط؟!

فلتعلم - ثكلتك أمك - أن لليأس فؤادًا ما طال عمرك، سيروم دومًا لو يحضنك، لو أنك تيئس لحظة فيتلبسك، لو أنك ترفع الراية البيضاء شامخة؛ كي يأتي بثوب الصديق العزيز القديم؛ حتى يشاركك مراسم تعزية ضميرك لفؤاده المنتحب.

لا تستغرب من فؤاده، بدل فؤادك أنت.

فاليأس يدفن قلبك حيث فؤادك أولاً، ثم ينبض بداخلك كقلبك أنت، كفؤادك أنت، فيصيرك من والد يبكي على فراق صبيه، إلى والد يبكي لفراق قاتل صبيه الوحيد، فاختر أنت ما تريد أن تكون، بعيدًا عن أمور علم النفس، وخبايا العقل الباطن؛ فهي - من كثرة التعقيد الذي يختلجها - قد تدخلك في غياهب من التعقيد والفهم المستحيل الذي يستعصي تلقينه.

ودعني أخبرك بسر بسيط: أنت حقيقة هو أنت حينما تكون وحدك، فهل تستطيع أن تخبرني بسر بسيط آخر: من تكون أنت؟

لا تبحث عن كلمات تكون لك درعًا تُنمِّق بها هيبة اللقاء الأول بيننا، فكونك جبانًا أمر معقول، لكن بحق الألفة التي جمعتنا لا تكن خائنًا، خائنًا لكلماتك، خائنًا لحقيقة كونك وحدك، خائنًا لشخصين مختلفين، هما حين يجتمعان أخيرًا لا يكونان إلا حقيقة زائفة مُرَّة، هي أنت، بين أمسك وحاضرك الآن.

فكي تكون رجلاً - أو تكوني امرأة - فتأكد أنه لا تكوين إلا ما كانته في يوم كلماتك الصادقة الصرفة، تلك التي تُبعث من جنات التلقائية البريئة خاصتك، طاهرة كانت أو مدنسة.

فإن صنعت جميلاً، فتأكد أننا قد رأينا جميلاً، وإن صنعت ما دون ذاك، فلا تخن عهدنا، لا تخن كلماتك، وأخبرني أن كوني ها هنا، فهلا أصغيت لي؟ فإني وددت لو أنا تكلمت.

أرأيت كيف ذهبنا، وكيف أننا عدنا إلى حيث السطر الأول، إلى الكلمة الأولى؟ ما بين كل تلك السطور كلمة وراء كلمة تُشكِّل عمرًا يا صديق، وحتى ولو طال بنا الأمل، وغابت أعيننا بين زخارف الحياة، فلا بد من يوم نحمل فيه كتاب أيامنا، ولا بد كذلك من قراءته، لا تلتفت إلى حيث أخطأت بنا الإملاء والتلقائية، بل التفت إلى حيث السطور العريضة، تلك التي كنت قد سطرتها؛ كي تكون عُنوانًا عريضًا لحياتك، فهذا مجرد كلامك، بينك وكلماتك ونفسك.

فماذا أعددت كي يكون كلامًا من كلماتك بين كلام الناس؟ فلنضع نقطة أخرى، ولنعد إلى السطر الأخير من حياتك، من كلماتك.

قد قيل قديمًا: المعاملة مثل الأخوة، والحساب مثل العداوة، قد كان ولا بد من قصة عمرك التي عشتها، أن تكون أدركت أنك وحيد في عالم ممتلئ بالبشر، تكون كمن يخوض معركة ضد جيش بسيف واحد، أو كمن يحاول حل معادلة من الدرجة الثانية بحلين، وقد علم مسبقًا أن مميزها قد آل إلى حيث يسكن الركن السالب من العدد.

لا تتعب نفسك في معركتك، وفي معادلتك، فالحل الأوحد لكل هذا أن تكون اجتماعيًّا بدرجة أولى، مميزًا بدرجة ثانية، متمكنًا من فن الكلام بدرجة ثالثة جامعة.

فبما سبق فقط أمكنك العيش، ومما سبق كذلك سوف تتأكد أن جوهرك أنت هو حقيقة ما تعامل الناس به، وبما تحب أنت لو أنهم يعاملونك به.

وكذلك فلتعلم أنك لن تنصهر مع شيء إلا إن آمنت به، ولن تؤمن به إلا أن تكون قد أحببته، فحين كونك قد أحببته، عاملته طيبًا، وأسكنته أعلى مراتب الود المخلوقة بين أضلع فؤادك.

وماذا ستتوقع ممن رميته بالطيب والمسك، إلا أن يرميك هو الآخر بأحلى العطور، وأزكى النسمات؟ بل وبالورد والزهر كذلك سيرميك.

إذًا كخلاصة لهذا، أخبرك أنك لو زرعت طيبًا، فكذلك مغنمك لن يكون - بمشيئة الله - إلا طيبًا.

أَمَا وقد آن وقت الحساب، فهلا سمحت لي بلحظة أو اثنتين للتفكير!



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.37 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]