|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() إنا كفيناك المستهزئين (قصة) يزيد عبدالرحمن جعيجع عجوز عُرِفت منذ شبابها بسوء أخلاقها، وأذاها الشديد لجيرانها، وحتى غير جيرانها من القرى المجاورة. آذتْ أقرب جاراتها وأَكرَمَها يدًا عليها، مَنْ كانت تُمِدُّها بالقمح والعنب وسائر المطعومات. لها أبناء من زيجات مختلفة، منهم الصالحون ومنهم دون ذلك. وتربِّي ديكة وخنازير أيضًا. أصابها الزهايمر في آخر عهدها، وتدنَّت بأخلاقها إلى الحضيض بعد أن كانتْ ذات زمن تتشدق على غيرها بالفضيلة، وأنها تعْرِف الله. قررت أن تجمع الخنازير مثنى مثنى، ذكرًا مع ذكر، وأنثى مع أنثى؛ ذلك أنها سئمت التزاوج التقليدي، ودأْبها أن تكون السبَّاقة في العصرنة. ثم انطلقت إلى شأنٍ آخر: ضعف بصرها وبصيرتها، وحسدت جيرانًا مبصرين لطالما وعَظُوها أنْ تُجْريَ عمليةً على أيدي متخصصين وعلى نفقتهم، عساهم يزيحون من ظلامها اليسير أو أكثره. لكنها أزمعت وأبرمت أمرها وقررت أن...... تحجب الشمس؛ لئلا يرى غيرُها، فتستوي معهم في العمى. وعلى أن الفكرة لم تعجب بعض جاراتها الشريرات، وأيقَنَّ بتخريف العجوز، إلا أنهن مضَيْن.... آه... نَسِينَ الله الأعلى، وبصقْنَ على الشمس وهي في كبد السماء، ولا ريح ولا رياح. وأيًّا كان التدبير والسعي من بعدُ إلا أن المسكينة حين رجعت إلى البيت وجدتْه خربة: خربت الخنازير والأولاد الحمقى المفسدون البيت والمزرعة، واقتتلوا حتى هلكوا جميعًا. لا تسألني عن الريح ما فعلت! ومضت الديكة والأولاد الصالحون بعد إذ استيْئَسوا إلى دار غير تلكم الدار، في جوارٍ غير ذاك الجوار.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |