نفسي اجتماعي ديني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1329 - عددالزوار : 138070 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42209 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5462 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18-12-2020, 10:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة : Egypt
افتراضي نفسي اجتماعي ديني

نفسي اجتماعي ديني


د. ياسر بكار


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أود أن أشكركم على ما تَبذُلونه من جهد، وبارك الله فيكم وفي أعمالكم وأوقاتكم!


أكتب إليكم مشكلتي وبداخلي من الحزن ما الله به عليم، وأنا أُحِسُّ أنني داخل شَرْنَقَة من الهموم، وذلك عندما يأتيني الحزن مما كنت أتوقع منه الهنا والسعادة، واللطمة مما كنت أتوقع منه الحُنُوَّ!!


مشكلتي بدأت عندما تزوجتُ فلم أُحِسَّ بمُتعة الزواج، فقلت ربما يتحسَّن الأمر مع الأيَّام، المُهِمُّ بعد خمسين يومًا من الزواج سافرتُ إلى مكان عملي، وبعد ما يَقْرُب من شهر أرسلتُ إلى أهلي ليرسلوا إليَّ زوجتي، وليتني ما فعلت! حيث وجدتُ مُمانعة من أمي، وأن عليَّ أن أنتظر إلى إجازة منتصف العام، فكَظَمْتُ غيظي؛ ولكني لم أستطع لأني كنت قد وصلت إلى حالة من الضيق! حيث إني مغترب لي ثماني سنوات، فقلتُ لنفسي: وما فائدة هذا الاغتراب وأنا حبيس هذه الغرفة؛ لا مُعين، ولا رفيق؟! هل انحسر دَوْرِي في النزول كل عام محمَّلاً بالهدايا؟! عِلمًا بأنّي مُقَصِّر في حقِّ نفسي من ناحية الترفيه، فدخلتُ في مقارنات بيني وبين زملائي الذين تصادف زواجهم معي؛ فهم يُعِدُّون العُدّة لإحضار زوجاتهم، وهم يصغرونني بكثير!


وبين والدتي ونساء أخريات، وكيف أنهن تَرَكْنَ لأبنائهن الفُرَصَ لقضاء شهر العسل، وأنا مَرَّت علي السنوات الطوال وأنا أُلِحُّ على والدتي وإخوتي أن يَرَوْا لي عَرُوسًا وهم مُماطلون، وعندما تمَّ ذلك يكون هذا هو موقِفَهم! وأنا بين هذه المقارنات وأحاسيس الإحباط الداخلية انتابني شعورٌ بالكراهية تجاه نفسي، والتذمّر تجاه والدتي، وبعد يومين تقريبًا جاءتني فكرة الطلاق بطريقة مُلِحَّة لا أستطيع دفعها، وأنا أخاف من طَيف هذه الكلمة؛ حتَّى إنني كنت أَعْجَبُ لحال البائعين والسائقين وجُرْأتهم في استخدام هذه الكلمة، حتى إني كنت مُوَطِّنًا نفسي من قَبْلِ الزواج أن أتحمَّل زوجتي مهما كان منها ما دام أن الأمر بَعُد عن الإساءة لوالدتي، أو ما يتعلق بالأخلاق.


المُهِمّ في إحدى الليالي اشتدَّ عليَّ الأمر ووضعت قطعة من القماش في فمي خوفًا من خروج هذه الكلمة! ولم تخرج؛ ولكني بعد ذلك بدأت أُجْرِي حوارات مع نفسي، وكأنَّ أُمِّي أمامي وأنا أخبرها بأني قد طلقت زوجتي، وتكرَّر هذا الأمر وبعدَ كلِّ موقف لم أكن أَجْزِمُ: هل خَرَجَ اللفظ أم لا؟


فقَصَدْتُ العُلماءَ أسألهم، وبدايةً لم أشأ أن أُخْبِرَ المفتي بأن الأمر لم يصل عندي إلى حد الجزم؛ ولكَوْنِي لا أحب أن تكون علاقتي بزوجتي بها شُبهة، فأفتاني بالطلاق، ولمَّا كان الأمر لا يتعلَّق بي فقط؛ بل بغيري فذهبت إلى دائرة الإفتاء فأفْتَوْني بعدم الطلاق؛ لعدم الجزم، ولكن الأمر لم يتوقَّف؛ بل بعد يَومَيْنِ رجعت أقول ربما يكون الطلاق قد حدث، فرجعت أسأل مرة ثانية وثالثة.


ومع الأيام أصبح السؤال عن الطلاق يتجدَّد، ومجرَّد تلقّي جواب عن سؤال قديم إلا ويكون قد تجدَّد لي سؤالٌ جديد، والأكثر من العلماء يقولون لي: إنَّ هذه وَسْوَسَةٌ ينبغي الإقلاع عنها، أو الذهاب إلى طبيب، وذهبتُ وأخذتُ علاجًا مُدَّةَ سَنَةٍ تقريبًا، وأصبح لي ما يقرب من الكتاب من الأسئلة والأجوبة في هذا الشأن!


وبعد أن أذهب إلى لجان الإفتاء وأعاهدهم على حرق هذه الأسئلة، وأذهب من عندهم لا أبقى بعض الوقت إلا ويتجدَّد لي أمر جديد، وغالبًا ما يكون سببه أني أقول: كلُّ ما أعاني منه سببه أمي، ولو تركتْنِي وحالي ما حدث لي ما حدث! وبمجرد أن أستغرق في هذا التفكير إلا وأكون مُحتاجًا إلى جواب عن سؤال آخَرَ قد تَجَدَّدَ، وإلى الآن؛ حتى أصبحت لا أدري أمطلِّقٌ أنا أم متزوِّجٌ؟!

فمرَّت سنتانِ ونصف من زواجي وأنا على هذا الحال، وأنا الآن أمامي عدة خيارات:

الأول
: الطلاق الجازم: وهذا آفَتُهُ أني أكون قد ظلمت إنسانة لا ذنب لها إلا أنَّ حظَّها العاثر أوقعها معي، وهي الصابرة كل هذه الفترة، وتُمنِّي نفسها بأنَّ الوضع قد يتغيَّر، عِلْمًا بأنّي قد عملت تحاليلَ واتَّضح أنَّ عندي مشاكلَ بالنسبة للإنجاب، فقلتُ قد تطلب الطلاق بنفسها، وسأخرج عن تأنيب الضمير؛ ولكنّها لم تفعل، ومتمسّكة بالأمل في الإصلاح الطبي والنفسي.


الثاني
: الأخذ بأيسر الفتاوى، وأنه لا طلاق لي إلا إذا ذهبت إلى المأذون وأوقعتُه، أو أشهدتُ على ذلك، وآفَتِي أنا أنّي أقول إنَّما أفتاني مَن أفتاني بهذه الفتوى للخروج مِمَّا أنا فيه، ولا تناسب شخصيتي التي طالما تَنْزِع إلى الأخذ بالأحوط في مثل هذه الأمور، كما سيصاحبني دائمًا نوعٌ من عدم الراحة، كما أنَّها تَحتاج مني لقُوَّة إرادة لا أمتلكها، فبعد فترة أرجع مرة ثانية للبحث، ويكون قد تجدَّد لديَّ سؤال جديد يحتاج لفتوى جديدةٍ، فأندم وأقول وضعي قبل هذا السؤال كان أفضلَ، وأعتزلُ زوجتِي إلى أن يأتيني الجواب، وفي إحدى المرات وصل الأمر إلى خمسة شهور!!


فخذوا بيدي، وأنيروا لي طريقي؛ فأنا أحيانًا أشعر بكراهية لنفسي! وأخرجوني من حالة التشتُّتِ التي أنا فيها بطريقة جازمة قاطعة؛ فأنا أحس أنِّي بهذا الوضع أخسر ديني ودنياي!


ملحـوظة
: قبل زواجي بأربع سنوات كنتُ قد تعرَّضت لوسوسة متعلقة بالدين وأنا في الحج، واستمرت لبعض الوقت، بالإضافة أنه أحيانًا كانت تأتيني وسوسة في الوضوء والغسل مرَّات أتغلب عليها.


قد أكون ضعيفًا لا أستطيع اتّخاذ القرارات، وأتمنى أحيانًا أن تكون أموري الحياتية قَدَرِيَّة لا اختيارية. قبل الزواج كان قد حدثت أشياء من سوء التفاهم بيني وبين أهْلِ زوجتي، أرجو إرسال الرد على البريد الإلكتروني!


وللحكم على وضعي من الجانب النفسي هل يعتبر وسوسة أم لا؟


وشكرًا آملاً منكم سرعة الرد!


الجواب
الأخ الكريم، مرحبًا بك في موقع "الألوكة" وأهلاً وسهلاً.

ماذا تريدني أن أقول؟! إنَّ المزيد من الإفتاءات والاستشارات النفسية والاجتماعية لن تخفِّفَ من قَلَقِكَ إلا لبضعة أيام (أو أقلَّ من ذلك!!)، ومن ثَمَّ ستعود الأفكار لتُلحَّ عليك من جديد، بحيث يصعب عليك التحكمُ بها، وإبعادها عن ذهنك، أودُّ أن يكون الأمْرُ أمامَكَ واضحًا لا لبس فيه:


أنت تعاني مشكلة نفسيَّة منتشرة بكثرة في عالمنا العربي والعالم أجمع، ونعالج منه كل يوم عددًا مِمَّن يعانون مشكلة مماثلة لمشكلتك، إنها الوسواس القهري الذي تعرفه جيّدًا، إن ثلاثة من كل مائة شخص في أي مجتمع، وفي أي مكان مصابون بهذا المرض المزعج للغاية؛ ولكن يمكن علاجه، والتخفيف من حدته إلى حد كبير.


أقول هذا بوضوح، والأمر بين يديك إذا أردت أن تَضَعَ حَدًّا لهذه المعاناة التي ليس لك فيها يد، إنها ابتلاء كسائر الابتلاءات التي تصيب بني البشر على اختلاف أشكالهم وألوانهم.


أمامك الآن طريقان لا ثالث لهما
:

الأول: أن تعترف بما يقوله العلم بأن هذه مشكلة نفسية مَرَضِية، وتحتاج إلى علاج دوائي ونفسي، وتحتاج إلى مراجعة طبيب متخصّص، والمتابعة المستمرّة إلى حين التخلّص منها، وعدم إيقاف الدواء إلا بمشورة الطبيب، والاستعانة بمن لديه الكفاءة من الأطباء في علاج هذه المشكلة.


والطريق الثاني: هو أن ترفض هذه الحقيقة، وتواصل العيش في نفس الدوامة، ونفس التوهان الذي تعيش فيه منذ فترة طويلة! دعني أُكَرِّر: حل هذه المشكلة بيدكَ أنتَ وحدكَ، واختياركَ هو الذي سيصنع مستقبلك.



تَقبَّل تحياتي ودعائي لك بالتوفيق والسداد في قرارك الذي سيغير حياتك


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.73 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.47%)]