|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لغتنا الخالدة فاطمة بنت محمد خلدون الحسني قال تعالى: ﴿ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [فصلت: 3]. أعظمُ لغةٍ... أجملُ لغةٍ... أرقى لغةٍ... أقوى لغة... إنها لغةُ الضَّاد... لغةُ القرآنِ الكريم... لغةُ النبيِّ الكريم... اللُّغةُ العربيَّةُ الخالدة. لغةٌ سَما أهلُها وعظُمَ شأنُهم بها... إنَّها اللُّغةُ الأصيلةُ... الصَّامدة... الباقية إلى يومِ البعث... لغةٌ حُقَّ لأهلها الاعتزازُ بروعتها والافتخارُ ببيانها وغِناها... كيفَ لا؟! وقد استأثرَت بأروعِ الصِّفاتِ الَّتي قد حوَت بقيةُ اللُّغات جزءًا منها, فقد شَمِلَت العربيَّةُ كلَّ المعاني، وما تعبِّر عنه بكلمةٍ واحدةٍ؛ يُمكنك في اللُّغة العربيَّةِ أن تعبِّرَ عنه بعَشرِ ألفاظ (مترادفات) أو حتَّى ربَّما بمئةِ لفظة! ولعلَّ أبرزَ الصِّفاتِ الرَّائعة لهذه اللُّغةِ الَّتي ميَّزتها عن غيرها من اللُّغاتِ: هي أنَّ معظمَ كلماتها لا تكاد تخلو من التَّناغُمِ والفَصاحةِ والبَلاغةِ مع السَّلاسةِ والسُّهولةِ واللُّيونةِ... بل إنَّنا نجدُ أيضًا أنَّ لكلِّ كلمةٍ إيقاعَها الموسيقيَّ الخاصَّ بها، وهذا يُضفي جمالاً ورونقًا خاصًّا على هذه اللُّغة الجميلة... وهذا ما جعلَ الحُسَّادَ والطُّغاةَ والغُزاةَ الَّذين جعلوا من عبارةِ: "إذا أردتَّ أن تقتلَ شعبًا, فعليكَ أن تقتلَ لغته" شعارًا لهم، يُضمرونَ لهذه اللُّغةِ العريقةِ الشَّرَّ والمكيدةَ والخيانة... يُريدونَ أن يجعلوها مَنسيَّةً مهجورةً مُهملةً من قِبَلِ أهلها! فكادوا لها ونصَبوا الفِخاخَ! ويؤسفني أن أقولَ: إنَّنا - نحن العربَ - قد وقَعنا بها! فبضَعفِنا وبُعدنا عن ديننا، وباحتِلالهم العديدَ من أراضينا, صارَت أغلبُ متطلَّباتِ حياتنا تأتينا من عندهم؛ فالغذاء والدَّواء واللباسُ والأدواتُ والسيَّارات والأجهزة... كلُّها من عندهم وكلُّها بلغتهم, وهذا كان له أثرٌ كبيرٌ وواضحٌ في حياتنا! لقد دخَلَت بعضُ كلماتهم إلى معجمنا اللُّغويِّ (قاموسنا) بل نَسينا ما يُقابلها في اللُّغة العربيَّة, ليصلَ أولئك الماكرونَ إلى غايتِهم... ضَياعِ اللُّغة العربيَّة واندثارِها... رمزِ قوَّتنا وعزَّتنا.. ولكن مهما فعَلوا وحاوَلوا لن يستطيعُوا تضييعَها؛ لأنها اللُّغةُ الباقيةُ الخالدة! ولا بدَّ من يومٍ تطلعُ فيه شمسُ لغتنا ويغرُب مَكرُهم, ولكنَّ هذا ليس بالأمرِ السَّهلِ أبدًا, فهو يتطلَّبُ جهدًا كبيرًا، وإرادةً وعزيمةً ومقاومةً، وممارسةً صَحيحةً للوصول إلى ذلك اليوم... فلنكُن معَ من بادرَ بالتحدِّي للحفاظِ على مَجد هذه اللُّغةِ رمزِ القوَّة والعزَّة كما حافظَ عليها أسلافُنا, ونكون بهذا خيرَ خَلَفٍ لخَيرِ سَلَف. والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |