سحر الحب قتلها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 579 - عددالزوار : 65521 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14267 - عددالزوار : 755360 )           »          مواقف بين النبي وأصحابه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1373 )           »          ما أعظم ملك الله وقدرته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الإسلام يدعو إلى التكافل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حكم التفضيل بين الأنبياء عليهم السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          دعوة إلى الإصلاح ووحدة الصف والمصير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          لا تنس هذه الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الدرس الخامس والعشرون: ليلة القدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تحريم ترك الوفاء بنذر الطاعة لله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-12-2020, 04:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,773
الدولة : Egypt
افتراضي سحر الحب قتلها

سحر الحب قتلها
هدى حمودة


سحرني الحب حتى ذقت حلاوته، ولم أدرِ أنه سمٌّ يسري ليقتلني، هكذا كانت كلماتها الأولى لي وهي تروي قصة حياتها.
تقول لي: كنت فتاة هادئة، صديقاتي معدودات، لا ألتفت سوى لدراستي، ولا يشغلني شيء سواها، إلى أن تبدل حالي من حال إلى حال، فبدأت مشاعر الغيرةِ تسلَّل بداخلي، لتملأ قلبي، فكل صديقاتي خُطِبن وتزوجن، أما أنا، فلا!.
ونظرات عين أبي تلاحقني حيثما كنت، وكأنها تلومني: لماذا لم تتزوجي إلى اليوم؟!
خاصة أني الأولى في أخواتي، ويريدون أن يسعدوا بي، ولكن ما عساني أفعل، وليس بيدي شيء.
شعور كاد يقتلني، وكانت هذه بداية تحولي.
سكتت قليلاً وهي يعتصرها الألم، ثم أكملت حديثها قائلة:
تخرَّجت في الجامعة، وجلست بالبيت، ومرت سنتان ولم يتقدم لخطبتي أحد، وزادت مشاعر الغيرة والحسرة بقلبي، كلما سمعت عن صديقة لي تزوجت أو أنجبت، فكانت تلك السنتان أصعب سنين حياتي، خاصة أني ليس لي أخوات بنات أُحدِّثهن وأشارك حياتي معهن، وحاولت جاهدة أن أشغل نفسي، وكان عالم النت وقتها قد بدأ يسحرني بجانبه المبهر وقتها، وهو الشات، فصرت أقضي يومي كله أمامه دون ملل، وظننت وقتها أني وجدت هناك حياتي، وكانت تجذبني محادثات الرجال معي، وكلامهم المعسول، حتى نسيت نفسي وديني، وضيعت حق أهلي وحق ربي عليَّ.
ومرَّتِ الأيام، وصرت أغرق ببحر المعاصي دون حدود، حتى لم أعد أتذكَّر كم عدد الرجال الذين حدَّثتهم.
كانت تحدثني وقلبي يتقطع حسرة وألمًا، أردت أن أجعلها تتوقف، إلا أنها أبَتْ وأصرت أن تكمل حديثها، فتركت لها المجال لتكمل، فأكملت قائلة: فعلت كل معصية ممكن أن تتخيليها!.
بدأ الأمر من أجل سراب الحب، فانتهى بي في ظلمات المعاصي والذنوب، هذا من أجل الحب الذي ظننت أني سأجده بذلك العالم القاسي، ظللت على هذا الحال 5 سنوات، لا أستطيع وصفها إلا بسنوات الضياع، فلم أكن وقتها أميِّز بين الحق والضلال، بين الصواب والخطأ، صار كل شيء مباحًا، لم أعد أشعر وقتها بحزن المعصية؛ فقد مات قلبي ومات معه الإحساس، فبعدما كنت الفتاة التي يشهد بحيائها، صرت الفتاة التي لا تعرف معنى الحياء.
هامت بخيالها وهي تحدِّثني، وتذكرت قول الله - تعالى -فيمن ظلموا أنفسهم وهم في نار جهنم بسورة المؤمنون: (رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ)[المؤمنون: 107]!
يا الله، ارحمنا.. إنها النار، إنه العذاب، كيف غفلت عنها ظنًّا منها أنها ستجد الحبيب والزوج بطريق مزيف حقير، فتبعت هواها في ذلك، وقد حذرنا الله من اتباع الهوى؛ قال -تعالى-: (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا)[الفرقان: 43].
ثم أفقتُ على كلامها وهي تقول: لم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، وإلا كان هينًا، فبدأت وقتها علامات الدهشة على وجهي، وكاد قلبي يتوقف، وأحسست الحياة تتوقف من حولي، حاولت أتكلم فلم أستطع، فجاهدت نفسي، فقلت لها: أيعقل أن بعد كل هذا هناك ما هو أسوأ؟
قالت: نعم، اصبري وستعرفين.
صمتُّ وسكتُّ، والدموع تسبقني، أحاول منعها، وأردد بنفسي: يا ترى ماذا حدث؟ وكان دماغي وقتها يفور به الدم كالماء المغلي لحالها، فوجدتها تكمل، قالت:
تعرَّفت على رجل، وأحببتُه حبًّا شديدًا، حبًّا صادقًا من كل قلبي، حتى أصبحت لا أرى غيره من الرجال، واتَّفق معي أن أقابله ذات يوم، فذهبت وتقابلنا وجلسنا نضحك ونتحدث، ثم أخذني بسيارته فذهب بي إلى شقته، ولا أدري كيف وافقت ونزلت معه؛ فقد أعماني الحب وسحرني، دخلت معه وصارت معنا أمور حطمت حياتي، ضاعت حياتي، وضاع حلم أهلي بي، ضيعت نفسي وأهلي، قتلت حياءها وماتت وإن كانت حية ترزق.
كم من فتاة رخَّصت نفسها بصحبة شاب؛ لأنها ظنت أنها بذلك ستتزوج؟! ألم تعِ قول الله -تعالى-: (وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ)[النساء: 25]؟.
وكم من فتاة ظنت أن "المكياج" والتزين ووضع العطور عند الخروج سبب لإعجاب الرجال بها؟.
وكأنها لم تسمع قول الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم -: ((أيما امرأة استعطرت فمرَّت على قوم ليجدوا ريحها، فهي زانية، وكل عين زانية))[رواه النسائي].
يا رباه، زانية، فقط لأنها وضعت العطر.
فما بالنا بمن تزيَّنت ومشت تُظهِر أناقتها ولبسها وجمالها، فلتسمع ماذا قال الحبيب محمد صلوات ربي وسلامه عليه، فقد قال: ((صنفان من أهل النار لم أرهما أناس معهم سياط يضربون بها الناس - يعني ظلمًا - ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)).
وقد فسَّر العلماء هذا الحديث بأنهن كاسيات من نعم الله، عاريات من شكرها.
وقال جماعة في تفسير الحديث: كاسيات بالثياب الرقيقة والقصيرة، عاريات؛ لأن هذه الملابس لا تستر، فهن في حكم العاريات، وهذا منكر عظيم، يجب على المرأة أن تتستر بالستر الكامل، وهذا أمر جلل؛ لأنه ربما كانت المرأة كاسية لا يُرَى منها شيء، لكنها مقصرة عارية عن شكر الله، بعيدة عن ذلك، فلنستَفِق جميعًا، ولنعدِ النظر في حياتنا.
وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((مائلات مميلات))، فمعناه عند أهل العلم، مائلات عن الصواب، عن الحق، عن العفة والاستقامة إلى الفساد والفحش، مميلات لغيرهن إلى ذلك.
فلنحذر ذلك جيدًا، ولنحاسب أنفسنا وأفعالنا.
أما ((رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة))، فهذه علامة لهن، من علاماتهن تنصيب الرؤوس، يجمعن عليها أشياء تضخمها وتكبرها.
فلتضَع كلُّ فتاة نُصْب عينيها أن رضا الله ومرضاته وتقواه سيجلب لها خير زوج، وأما مَن تناست حق الله عليها، وأرضت هواها، وظنت أن الحب لا بد أن يكون قبل الزواج، فلا تلومن إلا نفسها، فقد أضاعت نفسها ودنياها وآخرتها، ولن تجد ما حلمت به أبدًا في معصية الله.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.06 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]