
16-12-2020, 09:18 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,513
الدولة :
|
|
عشرون ضابطا في الفتن
عشرون ضابطا في الفتن
كيف يتعامل المسلم مع الفتن ضوابط شرعية
1-الضابط الاول :لا تتبع العاطفة وقيدها بالشرع
العاطفة اخي المؤمن قد تكون عاصفة بالانسان تعصف به في الانحراف والانسان العاقل هو من قيد العاطفة بعقله وقيد عقله بالشرع
يقول الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله" العاطفة إذا لم تُضبط صارت عاصفة "
2-الضابط الثاني :اياك والعجلة والزم الاناة
فالعجلة اخي المسلم سبب للوقوع في الفتن والاناة سبب للعصمة والسلامة منها
قال اللَّه تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ الآية.
قال الشَّافِعِي رحمه الله: "فأمر اللَّه من يمضي أمره على أحد من عباده، أن يكون مستبيناً قبل أن يمضيه"
قال السمعاني في تفسيره :"وَقَوله: ﴿فَتَبَيَّنُوا﴾
وَقُرِئَ: " فتثبتوا " ومعناهما مُتَقَارب، وَهُوَ ترك العجلة، والتدبر والتأني فِي الْأَمر. ففي هذه الاية يامرنا الله بالتبصر والاناة والتثبت والتمحص
ومنها قوله تعالى ﴿كَلا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) ﴾
قال الشوكاني رحمه الله في تفسيره :"كَلَّا لِلرَّدْعِ عَنِ الْعَجَلَةِ وَالتَّرْغِيبِ فِي الْأَنَاةِ"
3-الضابط الثالث: اياك والجهل واحرص على العلم الشرعي
اعلم ان الفتن من بضاعة الشيطان وبضاعة الشيطان لا تروج الا بالجهل ومع العلم لا تروج لان العلم حاصن ومانع وكاشف فمن تعلم امن مكايد الشيطان لان العلم سلاح المؤمن ويطرد الشيطان فيدفع الشبهات ويضعف الشهوات
قال السعدي
اعلم هديت أن أفضل المنـن *** علم يزيل الشك عنك و الدرن
و يكشف الحق لذي القلوب *** و يوصل العبد إلى المطلــوب
قال الناظم في شرحه: "فالشبهات تورث الشك الشهوات تورث درن القلب و قسوته؛ و تثبط البدن عن الطاعات، فعلامة العلم النافع أنه يزيل هذين المرضين العظيمين؛ و يجلب للعبد في مقابلتهما شيئين ؛ وهما: اليقين الذي هو ضد الشكوك و الإيمان التام الموصل العبد لكل مطلوب؛ المثمر للأعمال الصالحة؛ الذي هو ضد للشهوات ، فكلما ازداد الإنسان من العلم النافع؛ حصل له كمال اليقين و تمام الإرادة، ولا تتم سعادة العبد إلا باجتماع هذين الأمرين، ويهما تنال الإمامة في الدين،قال تعالى: ﴿و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون﴾[السجدة:24]".
و قد يجتمع المرضان في العبد معا، وقد ينفرد أحدهما و يلم به، و جمع الله في سلامة النفس منهما في قوله ﴿إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر﴾[العصر:03]. فالحق يزيل الشبهات، و الصبر يكف عن الشهوات.."
" شرح كتاب "القواعد الفقهية" لابن سعدي رحمه الله تعالى
ففي هذه العجلة قدمنا ثلاث ضوابط وسيتبع ان شاء الله بالبقية
والحمد لله رب العالمين
4-الضابط الرابع عند الاختلاف والفتن اياك والصغار وان كانوا طلبة علم وعليك بالكبار الذين رسخت اقدامهم في العلم
فالكبار اهل علم وحكمة وبصيرة فلا يصدرون الا عن راي قد احكموه وعلم علموه فهم عن العلم يصدرون وعن الحكمة يفهمون وهذا لا يتيسر في الشباب لان الشباب معروف بالطيش والحدة
قال تعالى " هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُوا الألْبَابِ"آل عمران : 7
قال سماحة المفتي
"والرد إلى الراسخين في العلم لا سيما في حال الفتن ليس اختياراً من شاء أخذ ومن شاء ترك بل هو فريضة شرعية يأثم المتهاون بها قال تعالى "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَ هُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلًا"النساء : 83"
5-اياك والامور الحادثة والزم السنة
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «كُلُّ أمتي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، إِلاَّ مَنْ أَبَى» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: «مَنْ أطاعني دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عصاني فَقَدْ أَبَى» رواه البخاري: 7280
وروى ابوداود في سننه في كتاب السنة قال: باب لزوم السنة
عن ابن شهاب أن أبا إدريس الخولاني عائذ الله أخبره أن يزيد بن عميرة -وكان من أصحاب معاذ بن جبل – أخبره قال: كان لا يجلس مجلسا للذكر حين يجلس إلا قال: الله حكم قسط، هلك المرتابون.
فقال معاذ بن جبل يوما: "إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال، ويُفتح فيها القرآن، حتى يأخذه المؤمن والمنافق، والرجل والمرأة، والصغير والكبير، والعبد والحر، فيوشك قائل أن يقول: ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن؟ ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره. فإياكم وما ابتدع؛ فإن ما ابتدع ضلالة، وأحذركم زيغة الحكيم؛ فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق"
قال: قلت لمعاذ ما يدريني -رحمك الله- إن كان الحكيم قد يقول كلمة الضلالة، وأن المنافق قد يقول كلمة الحق؟
قال: "بلى، اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال لها: ما هذه؟ ولا يثنيك ذلك عنه؛ فإنه لعله أن يراجع، وتلقَّ الحق إذا سمعته؛ فإن على الحق نورا وأخرجه الحاكم في مستدركه
وعليك بوصية الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي رواه ابن وضاح في كتابه التحذير من البدع قال
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي زَيْدٍ حَمَّادِ بْنِ دُلَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ يُحَدِّثُنَا عَنِ النَّضْرِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
قَالَ: كَتَبَ عَامِلٌ لَهُ يَسْأَلُهُ عَنِ الأََهْوَاءِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالِاقْتِصَادِ فِي أَمْرِهِ، وَاتِّبَاعِ سُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَرْكِ مَا أَحْدَثَ الْمُحْدِثُونَ بَعْدَماُ جَرَتْ بِهِ سُنَّتُهُ وَكُفُوا مُؤْنَتَهُ، فَعَلَيْكَ بِلُزُومِ السُّنَّةِ فَإِنَّهَا لَكَ بِإِذْنِ اللَّهِ عِصْمَةٌ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّاسَ لَمْ يُحْدِثُوا بِدْعَةً إلا وَقَدْ مَضَى قَبْلَهَا مَا هُوَ دَلِيلٌ عَلَيْهَا أو َعِبْرَةٌ فِيهَا، فَإِنَّ السُّنَّةَ إِنَّمَا سَنَّهَا مَنْ عَلِمَ مَا فِي خلافها مِنَ الْخَطَأِ وَالزَّلَلِ وَالْحُمْقِ وَالتَعَمُّقِ، فَارْضَ لِنَفْسِكَ مَا رَضِيَ بِهِ الْقَوْمُ لِأَنْفُسِهِمْ، فَإِنَّهُمُ السَّابِقُونَ وَإِنَّهُمْ عَنْ عِلْمٍ وَقَفُوا، وَبِبَصَرٍ نَافِذٍ كَفُّوا، وَلَهُمْ كَانُوا عَلَى كَشْفِ الأََمُورِ أَقْوَى، وَبِفَضْلٍ فِيهِ لَوْ كَانَ أَحْرَى، فَلَئِنْ كَانَ الْهُدَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ، لَقَدْ سَبَقْتُمُوهُمْ إِلَيْهِ، وَلَئِنْ قُلْتَ: إِنَّما حَدَثَ حَدَثٌ بَعْدَهُمْ فإنه مَا أَحْدَثَهُ إلا مَنِ اتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِهِمْ وَرَغِبَ بِنَفْسِهِ عَنْهُمْ، لَقَدْ تَكَلَّمُوا فِيهِ بِمَا يَكْفِي، وَوَصَفُوا مِنْهُ مَا يَشْفِي، فَمَا دُونَهُمْ مِنْ مَقْصَرْ، وَمَا فَوْقَهُمْ مِنْ مَحْسَرْ، لَقَدْ قَصَّرَ دُونَهُمْ أَقْوَامٌ فَجَفَوْا، وَطَمَحَ عَنْهُمْ آخَرُونَ فَغَلَوْا، وَإِنَّهُمْ بَيْنَ ذَلِكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ .
6 -اياك ان تقترب من الفتنة وابتعد عنها
اعلم يا اخي المؤمن ان القرب من الفتن سبب للوقوع في الفتن والبعد عنها سبب للسلامة والعصمة منها ولذلك
لذلك اخبرنا النبي ان خير الناس من جانب الفتن فقد روى الشيخان في صحيحيهما عن ابي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال سَتَكُونُ فِتَنٌ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي ، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ ) رواه البخاري (3601) ومسلم (2886)
وقد روي نحو هذا الحديث عن جماعة كثيرة من الصحابة رضوان الله عليهم .
قال الإمام الترمذي رحمه الله: " وفي الباب عن أبي هريرة ، وخباب بن الأرت ، وأبي بكرة ، وابن مسعود ، وأبي واقد ، وأبي موسى ، وخرشة "
قال الإمام النووي رحمه الله :
"وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( القاعد فيها خير من القائم ) إلى آخره ، فمعناه بيان عظيم خطرها ، والحث على تجنبها ، والهرب منها ، وأن شرها وفتنتها يكون على حسب التعلق بها" . انتهى.
" شرح مسلم " (18/9-10) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قوله : ( والقاعد فيها خير من القائم ) حكى ابن التين عن الداودي أن الظاهر أن المراد من يكون مباشرا لها في الأحوال كلها ، يعني أن بعضهم في ذلك أشد من بعض ، فأعلاهم في ذلك الساعي فيها بحيث يكون سببا لإثارتها ، ثم من يكون قائما بأسبابها وهو الماشي ، ثم من يكون مباشرا لها وهو القائم ، ثم من يكون مع النظَّارة [ يعني : المتفرجين ] ولا يقاتل وهو القاعد ، ثم من يكون مجتنبا لها ولا يباشر ولا ينظر وهو المضطجع اليقظان ، ثم من لا يقع منه شيء من ذلك ولكنه راض وهو النائم
والمراد بالأفضلية في هذه الخيرية من يكون أقل شرا ممن فوقه على التفصيل المذكور .
وفيه التحذير من الفتنة ، والحث على اجتناب الدخول فيها ، وأن شرها يكون بحسب التعلق بها . " . انتهى باختصار.
" فتح الباري " (13/30-31) .
7-منع الفتن اسهل من رفعها
يقول ابن رجب رحمه الله في كتابه القواعد
القاعدة الرابعة والثلاثون بعد المائة: ) المنع أسهل من الرفع، والاستدامة أقوى من الابتداء (
ومعنى ذلك ان منع الشيء ابتداءً أسهل من رفعه ومنها الفتن فمنعها والوقوع فيها اسهل من رفعها
لذلك قال شيخ الاسلام في "منهاج السنة النبوية " 4/343): " والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء, وهذا شأن الفتن, كما قال تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) وإذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله "
8-احذر الهوى عند اخذ الفتوى وخذ بما اضاءه الدليل
الواجب على المرء المسلم ان يأخذ فتاويه من العلماء طلبا للحق لا لهوى النفس وهذا امر مهم ينبغي التفطن له
وقبل ان نتطرق لهذا الضابط نود ان نعلم ان الغرض من الفتوى هو العمل بها وامتثال اوامر الله واجتناب نواهيه لذلك كان الصحابة رضي الله عنهم قليل السؤال فقد ذكر الله عنهم في كتابه أنّهم سألوا نبيه نحو اثنتي عشرة مسألة، وفي السنة شيء يزيد على هذا
فاذا كان المرء غرضه طلب الحق والعمل به فانه سيأخذ الجواب الذي اضاء له الدليل لا ما املاه عليه هواه
وقد حذرنا الله من اتباع الهوى فهو اصل الضلال عن الهدى
قال تعالى : ( فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء135وقال سبحانه : ( وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }ص26
وقال الشيخ صالح ال الشيخ عنذ ذكره لاوصاف المستفتي
الوصف الخامس:" ألا يكون للمستفتي غرض أو هوى في استفتائه، وإنما غرضه بيان الحق وزوال الجهل والشبهة ليلتزمه المستفتي ويبني عليه، هذه مسألة عظيمة في الناس، فإن الناس يستفتون عن أشياء لهم غرض فيها؛ بل قد قيل إن السائل الواحد يتصل بسبعة ثمانية عنده أرقام المشايخ يتصل بهذا وهذا وهذا في نفس المسألة، وإذا أحرجته في السؤال قال أما سألت فلان وقال لي كذا، أولا أشغلت المشايخ والوقت قصير والواجبات كثيرة جدا جدا جدا أكثر من الأوقات، والآن الواحد يستغفر الله جل وعلا عن ضعف الوقت لأداء الواجب.
الثاني فالذي ينبغي لك أن تجتهد في البحث عن الأعلم والأفقه وتسأله ويلزمك أن تأخذ الفتوى عنه، أما أن تسأل سبعة ثمانية فهذا لا ينبغي في ذلك"
الفتوى بين مطابقة الشرع ومسايرة الاهواء للشيخ صالح ال الشيخ
-ان كنت عامي فلا تأخذ بالتشهي وقلد الاعلم
ان الله عز وجل امر المؤمن ان يسأل اهل الذكر في امور دينه فقال:فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فعلى العامي ان يقلد العالم الاعلم والاوثق والاتقى في كل اموره وخاصة عند الحوادث المدلهمة
يقول الإمام ابن عبد البر – رحمه الله –"...فإن العامة لابد لها من تقليد علمائها عند النازلة تنزل بها، لأنها لا تبين موقع الحجة ولا تصل بعدم الفهم إلى علم ذلك، لأن العلم درجات لا سبيل منها إلى أعلاها إلا بنيل أسفلها، وهذا هو الحائل بين العامة وبين طلب الحجة والله أعلم، ولم تختلف العلماء أن العامة عليها تقليد علمائها"جامع بيان العلم وفضله ج2ص114
10-اياك والتلون في الدين واثبت على الاسلام والسنة
فقد كان السلف يقولون من ترك السنة اكثر التنقل فاثبت على دينك ولا يكون ذلك الا بالاخذ من الكتاب والسنة الصحيحة على فهم سلف الامة
ذكر الامام ابن بطة رحمه الله في كتابه الابانة نصوص واثار عن السلف في التحذير من التلون في الدين وهاك بعضها
دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ عَلَى حُذَيْفَةَ فَقَالَ: اعْهَدْ إِلَيَّ, فَقَالَ لَهُ:
" أَلَمْ يَأْتِكَ الْيَقِينُ؟"
قَالَ: بَلَى وَعِزَّةِ رَبِّى, قَالَ:
"فَاعْلَمْ أَنَّ الضَّلاَلَةَ حَقَّ الضَّلاَلَةِ أَنْ تَعْرِفَ مَا كُنْتَ تُنْكِرُ وَأَنْ تُنْكِرَ مَا كُنْتَ تَعْرِفُ وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنِ فَإِنَّ دِينَ اللَّهِ وَاحِدٌ"
" الإبانة الكبرى "1/189"
وعن محمد بن سيرين قال: قال عدي بن حاتم رضي الله عنه:
"إنَّكم لن تزالوا بخيرٍ ما لم تَعرِفوا ما كنتُم تُنكِرون، وتُنكِروا ما كنتُم تَعرِفون، وما دام عالمُكُم يتكلمُ بينكَم غيرَ خائف! "
[ الإبانة الكبرى ج1ص190-191]
وعن إبراهيم النخعي:
"كانوا يكرهونَ التلونَ في الدّين"
وعنه أيضا قال:
"كانوا يرونَ التلونَ في الدّينِ من شكِّ القلوبِ في الله"
وقال مالك:
"الداءُ العُضال: التنقُّلُ في الدّين!"
وقال: قال رجلٌ:
" ما كنتَ لاعباً به فلا تلعبَنَّ بدينك!"
"الإبانة الكبرى 2/505-506 "
واختم هذا الضابط بكلام شيخ الاسلام الرائع حيث
قال شيخ الاسلام في المجموع ج20ص44
"....فَإِنَّ اللَّهَ فَطَرَ عِبَادَهُ عَلَى الْحَقِّ؛ فَإِذَا لَمْ تَسْتَحِلَّ الْفِطْرَةُ: شَاهَدَتْ الْأَشْيَاءَ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ؛ فَأَنْكَرَتْ مُنْكِرَهَا وَعَرَّفَتْ مَعْرُوفَهَا. قَالَ عُمَرُ: الْحَقُّ أَبْلَجُ لَا يَخْفَى عَلَى فَطِنٍ. فَإِذَا كَانَتْ الْفِطْرَةُ مُسْتَقِيمَةً عَلَى الْحَقِيقَةِ مُنَوَّرَةً بِنُورِ الْقُرْآنِ. تَجَلَّتْ لَهَا الْأَشْيَاءُ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ الْمَزَايَا وَانْتَفَتْ عَنْهَا ظُلُمَاتُ الْجَهَالَاتِ فَرَأَتْ الْأُمُورَ عِيَانًا مَعَ غَيْبِهَا عَنْ غَيْرِهَا. وَفِي السُّنَنِ وَالْمُسْنَدِ وَغَيْرِهِ عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا؛ وَعَلَى جَنَبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ؛ وَفِي السُّورَيْنِ أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ؛ وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ؛ وَدَاعٍ يَدْعُو عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ. وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ؛ وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الْإِسْلَامُ؛ وَالسُّتُورُ الْمُرْخَاةُ حُدُودُ اللَّهِ؛ وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ فَإِذَا أَرَادَ الْعَبْدُ أَنْ يَفْتَحَ بَابًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ نَادَاهُ الْمُنَادِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَفْتَحْهُ؛ فَإِنَّك إنْ فَتَحْته تَلِجْهُ. وَالدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ؛ وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ} فَقَدْ بَيَّنَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْعَظِيمِ - الَّذِي مَنْ عَرَفَهُ انْتَفَعَ بِهِ انْتِفَاعًا بَالِغًا إنْ سَاعَدَهُ التَّوْفِيقُ؛ وَاسْتَغْنَى بِهِ عَنْ عُلُومٍ كَثِيرَةٍ - أَنَّ فِي قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَاعِظًا وَالْوَعْظُ هُوَ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ؛ وَالتَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ. وَإِذَا كَانَ الْقَلْبُ مَعْمُورًا بِالتَّقْوَى انْجَلَتْ لَهُ الْأُمُورُ وَانْكَشَفَتْ؛ بِخِلَافِ الْقَلْبِ الْخَرَابِ الْمُظْلِمِ؛ قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ: إنَّ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ سِرَاجًا يُزْهِرُ..."
.......................يتبع
منقول
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|