|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() لماذا المرأة تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح عَنْ مُعَاذَةَ رضي الله عنه قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها، فَقُلْتُ: مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ وَلاَ تَقْضِي الصَّلاَةَ؟ فَقالَتْ: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ قُلْتُ: لَسْتُ بِحَرْورِيَّةٍ. وَلكِنِّي أَسْأَلُ. قَالَتْ: كَانَ يُصِيبُنَا ذلِكَ فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ وَلاَ نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلاَةِ. رواه مسلم، وجاء بنحوه في الصحيحين عن معاذة - رضي الله عنهما - من طريق آخر. ألفاظ الحديث: • (مُعَاذَةَ): هي بنت عبدالله العدوية وهي معدودة في فقهاء التابعين. • (أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟): هذا استفهام إنكاري و(حرورية) بفتح الحاء وضم الراء الأولى وهي نسبة إلى حروراء قرية في العراق قرب الكوفة على بعد ميلين منها نزلت في هذه القرية أول فرقة من الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فنسبت هذه البلدة لهم فقيل لهم الحرورية وهم فرق كثيرة ومن أصولهم المتفق عليها الأخذ بما ورد في القرآن وردُّ ما زاد عليه وكان من آرائهم الخاطئة أن الحائض تقضي الصلاة كما تقضي الصوم بعد الطهر، فاستنكرت عائشة رضي الله عنها سؤال معاذة وقالت لها: أحرورية أنت؟ من فوائد الحديث: الفائدة الأولى: الحديث دليل على أن الحائض تترك الصلاة أثناء حيضها ولا تصح منها لو فعلتها أثناء حيضها لأن الطهارة شرط لصحة الصلاة وهي غير طاهرة، وكذلك على الحائض ترك الصيام أثناء حيضها ولا يصح منها لو فعلته، وأما من حيث القضاء فاتفق العلماء على عدم وجوب قضاء الصلاة على الحائض بعد الطهر من الحيض وعلى وجوب قضاء الصيام عليها لحديث معاذة العدوية في الباب ونقل الإجماع على ذلك غير واحد من أهل العلم كالنووي [انظر: " شرح مسلم " (4 / 250)] و ابن المنذر كما نقله عنه ابن حجر[انظر: " الفتح" (1 / 546 )] وابن هبيرة [انظر: " الإفصاح" (1/ 95 )] وغيرهم. الفائدة الثانية: الحديث فيه إشارة إلى أن المؤمن يفعل ما أمر به وإن لم تظهر له الحكمة ومما لا شك فيه أن لكل أمر ونهي في الشرع حكمة أرادها الله - عزّ وجل - قد تظهر للمؤمن وقد تخفى عليه وفي حديث الباب حينما سألت معاذةُ عائشة عن ذلك أجابتها رضي الله عنها بأمر النبي صلّى الله عليه وسلّم بذلك واكتفت بالدليل وعليها الامتثال ولو لم تظهر الحكمة للعبد. والتمسَ أهلُ العلم الحكمة من التفريق في القضاء بين الصلاة والصوم حيث إن الصلاة لا تقضى والصوم يقضى بعد الطهر من الحيض، فقيل: لأن الصلاة تتكرر في اليوم أكثر من مرة فإيجاب قضاء الصلاة أمر يشق عليها، وأما الصوم فمرة واحدة في السنة وقضاؤه سهل، وكذلك لن تُعدم الصلاة بعد طهرها بخلاف الصوم فهو شهر واحد لن يأتيها في العام إلا مرة واحدة لو سقط عنها فعله بسبب الحيض لم يكن لها فرصة تدارك مثله. مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الطهارة)
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |