شرح اسم البديع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4988 - عددالزوار : 2107481 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4567 - عددالزوار : 1385005 )           »          أبو الفتح ابن سيد الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 1501 )           »          ما أحلى سويعات قربك يا أمي!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          دور المسجد في الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          هل تشكو من عصبية زوجك أو ولدك أو جارك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          أصحاب الأخدود... عبر ودروس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 79 )           »          العُمَران (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          إني أحبك أيها الفاروق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-12-2020, 09:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,690
الدولة : Egypt
افتراضي شرح اسم البديع

شرح اسم البديع
الشيخ وحيد عبدالسلام بالي








الدِّلالاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسْمِ (البَدِيعِ):

البَدِيعُ: المُبْتَدِعُ، والبَدِيعُ: المُبْتَدَعُ أَيْضًا.

أَبْدَعْتُ الشَّيْءَ: اخْتَرَعْتُهُ لَا عَلَى مِثَالٍ.

وبَدَعَ الشَّيْءَ يَبْدَعُهُ بَدْعَا وابْتَدَعَهُ: أَنْشَأَهُ وبَدَأَهُ، وبَدَعَ الرَّكِيَّةَ: اسْتَنْبَطَها وأَحْدَثَها.

وأَبْدَعَ الشَّاعِرُ: جَاءَ بالبَدِيعِ.



وشَيءٌ بِدْعٌ بالكَسْرِ: أَيْ مُبْتَدَعٌ، وفُلَانٌ بِدْعٌ في هذا الأَمْرِ: أَيْ بَدِيعٌ، وقومٌ أَبْدَاعٌ عن الأخْفَشِ، ومِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ﴾ [الأحقاف: 9]: أَيْ مَا كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ أُرْسِلَ.



والبِدْعَةُ: الحَدَثُ في الدِّينِ بَعْدَ الإكْمَالِ.



وأبْدَعَتِ الرَّاحِلَةُ: أَيْ كَلَّتْ، وَقَدْ أُبْدِعَ بالرَّجُلِ: أَيْ كَلَّتْ رَاحِلَتُهُ.



والبَدِيعُ أَيْضًا: الزِّقُّ الجَدِيدُ، والسِّقَاءُ الجَدِيدُ[2].



وقَالَ الزَّجَّاجُ: "يُقَالُ: أَبْدَعْتُ الشَّيْءَ إبْدَاعًا، إذا جِئْتَ بهِ فَرْدًا لَمْ يُشارِكْكَ فِيهِ غَيْرُكَ، وهَذَا بَدِيعٌ مِنْ فِعْلِ فُلانٍ، أَيْ: مِمَّا يَتَفَرَّدُ به"[3].



وقَالَ الزَّجَّاجِيُ: "(البَدِيعُ): المُبْتَدِعُ الأشْيَاءَ ابْتِدَاءً مِنْ غَيْرِ أَصْلٍ ولا أَوَّلَ، والبَدِيءُ في المَعْنَى مِثْلُ البَدِيعِ، ثُمَّ قَدْ يُسْتَعْمَلُ البَدِيعُ والبَدِيءُ في مَعْنَى العَجِيبِ.

كَمَا قَالَ عُبَيْدٌ:

إنْ يَكُ حُوِّلَ مِنْها أَهْلُها ♦♦♦ فَلا بَدِيءٌ ولَا عَجِيبٌ[4]



وُرُودُه في القُرْآنِ الكَرِيمِ:

جَاءَ في آيتينِ مِنَ الكِتَابِ:

قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [البقرة: 117].



وقَوْلُه: ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الأنعام: 101].



مَعْنَى الاسْمِ في حَقِّ اللهِ تَعَالَى:

قَالَ أبو عُبَيْدَةَ: "(بَدِيعُ): مُبْتَدِعٌ، وهو البَادِئُ الذي بَدَأَها"[5].

وقَالَ ابنُ جَرِيرٍ: "يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾: مُبْدِعُها، وإنَّمَا هو (مُفْعِلٌ) صُرِّفَ إلى (فَعيلةٍ)، كَمَا صُرِّفَ المُؤْلِمُ إلى أَلِيمٍ، والمُسْمِعُ إلى سَمِيعٍ[6].



ومَعْنَى المُبدِعُ المُنْشِئُ والمُحْدِثُ مَا لَمْ يَسْبِقْهُ إلى إنْشَاءِ مِثْلِهِ وإحْدَاثِهِ أَحَدٌ، ولِذَلِكَ سُمِّيَ المُبْتَدِعُ في الدِّينِ مُبْتَدِعًا لإحْدَاثِهِ فِيهِ مَا لَمْ يَسْبِقْهُ إليهِ غَيْرُهُ، وكَذَلِكَ كُلُّ مُحْدِثٍ فِعْلًا أو قَوْلًا لَمْ يَتَقَدَّمْهُ فِيهِ مُتَقَدِّمٌ فإنَّ العَرَبَ تُسَمِّيهِ مُبْتَدِعًا، ومِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الأَعْشَى بنِ ثَعْلَبَةَ في مَدْحِ هَوْذَةَ بنِ عَلِيٍّ الحَنَفِي:

يَرْعَى إلى قَوْلِ سَادَاتِ الرِّجَالِ ♦♦♦ إذا أَبْدَوا لَهُ الحَزْمَ أو مَا شَاءَهُ ابْتَدَعَا



أَيْ: يُحْدِثُ مَا شَاءَ، ومِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ بنِ العَجَّاجِ:




فَأَيُّها الغَاشِي القذَافَ الأَتْيَعَا[7]

إنْ كُنْتَ للهِ التَّقِيَّ الأَطْوعَا




فَلَيْسَ وَجْهُ الحَقِّ أَنْ تَبَدَّعَا






يَعْنِي أن تُحْدِثَ في الدِّينِ مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ.



فَمَعْنَى الكَلَامِ: سُبْحَانَ اللهِ، أنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وهو مَالِكُ ما في السَّمَاواتِ والأَرْضِ، تَشْهَدُ له جَمِيعًا بِدِلَالَتِها عَلَيهِ بالوَحْدَانِيَّةِ، وتُقِرُّ لَهُ بالطَّاعَةِ، وهو بارِئُها وخَالِقُها ومُوجِدُها مِن غَيْرِ أَصْلٍ ولا مِثَالٍ احْتَذَاها عَلَيهِ.



وهَذَا إعْلَامٌ مِنَ اللهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عِبَادَهُ أَنَّ مِمَّا يَشْهَدُ له بذلك (المَسِيحُ) الذي أَضَافُوا إلى اللهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بُنوَّتَهُ، وإخْبَارٌ مِنْهُ لَهم أنَّ الذي ابْتَدَعَ السَّمَاواتِ والأَرْضَ مِنْ غَيْرِ أَصْلٍ، وعَلَى غَيْرِ مِثَالٍ هو الذِي ابْتَدَعَ المَسِيحَ مِنْ غَيْرِ وَالدٍ بِقُدْرَتِهِ"[8] اهـ.



وقَالَ الزَّجَّاجُ: ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾، أَرَادَ بِهِ: أَنَّه المُنْفَرِدُ بِخَلْقِ السَّمَاواتِ والأَرْضِ، وهو (فَعِيلٌ) بِمَعْنَى (مَفْعِلٍ)"[9].



وقَالَ الخَطَّابِيُّ: "(البَدِيعُ) هو الذي خَلَقَ الخَلْقَ، وفَطَرَهُ مُبْدِعًا له مُخْتَرِعًا، لا عَلَى مِثَالٍ سَبَقَ"[10].



وقَالَ الحُلَيْمِيُّ: "(البَدِيعُ)، ومَعْنَاهُ المُبْتَدِعُ، وهو يُحْدِثُ ما لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ قَطُّ، قَالَ اللهُ تعالى: ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾؛ أَيْ: مُبْدِعُهما، والمُبْدِعُ مَنْ لَهُ إبْدَاعٌ، فَلَمَّا ثَبَتَ وُجُودُ الإبْدَاعِ مِنَ اللهِ تَعَالَى لِعَامَّةِ الجَوَاهِرِ والأعْرَاضِ، اسْتَحَقَّ أَنْ يُسَمَّى بَديعًا ومُبْدِعًا"[11].



وقَالَ ابنُ مَنْظُورٍ: "(البَدِيعُ) مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى، لإبْدَاعِهِ الأَشْيَاءَ وإحْدَاثِهِ إياها، وهو (البَدِيعُ الأَوَّلُ) قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بمَعْنَى: مُبْدِعٍ، أَوْ يَكُونَ مَنْ بَدَعَ الخَلْقَ، أَيْ: بَدَأهُ، واللهُ تَعَالَى كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾؛ أَيْ: خَالِقُها ومُبْدِعُها، فهو سُبْحَانَهُ الخَالِقُ المُخْتَرِعُ لا عَنْ مِثَالٍ سَابِقٍ"[12].



قَالَ السَّعْدِيُّ: ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾؛ أَيْ: خَالِقُهما ومُبْدِعُهما في غَايَةِ مَا يَكُونُ مِنَ الحُسْنِ، والخَلْقِ البَدِيعِ، والنِّظَامِ العَجِيبِ المُحْكَمِ"[13].



فَيَتَحَصَّلُ مِنْ هَذِهِ الأَقْوَالِ أَنَّ مَعْنَاهُ:

1- أَنَّه الذِي لا مِثْلَ لَهُ ولا شَبِيهَ، يُقَالُ: هَذَا شَيْءٌ بَدِيعٌ، إذا كَانَ عَدِيمَ المِثْلِ، فَيَكُونُ عَلَى هَذَا مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ.

2- أَنَّه بمَعْنَى المُبْدِعِ الذِي فَطَرَ الخَلْقَ ابْتِدَاءً لا عَلَى مِثَالٍ سَبَقَ، فيكونُ مِنْ صِفَاتِ الفِعْلِ.



ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بهذا الاسْمِ:

1- أنَّ اللهَ تعالى هو: (البَدِيعُ) الذي لَا عَهْدَ بِمِثْلِهِ، فَإنْ لَمْ يَكُنْ بمِثْلِهِ عَهْدٌ لا في ذَاتِهِ ولا في صِفَاتِهِ ولا في أَفْعَالِهِ، ولا في كُلِّ أَمْرٍ رَاجِعٍ إليهِ فهو البَدِيعُ المُطْلَقُ، أَزَلًا وأَبَدًا[14].



2- أَنَّهُ سُبْحَانَهُ الذِي أَوْجَدَ الأَشْيَاءَ بِصُورَةٍ مُخْتَرَعَةٍ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَبَقَ، فَهُوَ سُبْحَانَهُ المُبْدِعُ للسَّمَاواتِ والأَرْضِ والمُخْتَرِعُ لهما، والمُوجِدُ لِجَمِيعِ ما فيهما.



وإذا كَانَ كَذَلِكَ، فَكَيْفَ يَصِحُّ أَنْ يُنْسَبَ إليه شَيْءٌ منهما عَلَى أَنَّهُ وَلَدٌ لَهُ! تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا، بَلْ كُلُّ مَنْ فيهما فَمِنْ إيجادِهِ وإبْدَاعِهِ وهو خَاضِعٌ له وعَابِدٌ، قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ * بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [البقرة: 116، 117].



وقَالَ -: ﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴾ [مريم: 93 - 95].



وإذا ثَبَتَ أَنَّ كُلَّ ما في السَّمَاواتِ والأَرْضِ مِنْ إيجَادِهِ وإبْدَاعِهِ، ثَبَتَ أَنَّهُ دَاخِلٌ في عِبَادِهِ ومُلْكِهِ، فَيَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُونَ وَلَدًا له.



وأَمْرٌ آخَرُ: "أَنَّ هذا الذي أُضِيفَ إليهِ بأنَّه وَلَدُه إمَّا أَنْ يَكُونَ قَدِيمًا أَزَلِيًّا أو مُحْدَثًا، فإنْ كَانَ أَزَلِيًّا لَمْ يَكُنْ حُكْمُنا بِجَعْلِ أَحَدِهما وَلَدًا والآخَرِ وَالِدًا أَوْلَى مِنَ العَكْسِ، فَيَكُونُ ذلك الحُكْمُ حُكْمًا مُجَرَّدًا مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ، وإنْ كَانَ الوَلَدُ حَادِثًا كَانَ مَخْلُوقًا لِذَلِكَ القَدِيمِ وعَبْدًا له فلا يكونُ وَلَدًا.



الثَّالِثُ: أَنَّ الوَلَدَ لَا بُدَّ وأَنْ يَكُونَ مِنْ جِنْسِ الوَالِدِ، فَلَوْ فَرَضْنَا له وَلَدًا، لَكَانَ مُشَارِكًا له مِنْ بَعْضِ الوُجُوهِ، ومُمْتَازًا عَنْهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ.



الرَّابِعُ: أَنَّ الوَلَدَ إنَّمَا يُتَّخَذُ للحَاجَةِ إليهِ في الكِبَرِ، ورَجَاءِ الانْتِفَاعِ بِمَعُونَتِهِ حالَ عَجْزِ الأَبِ عَنْ أُمُورِ نَفْسِهِ، فَعَلَى هَذَا فإنَّ اتِّخَاذَهُ إنَّمَا يَصِحُّ عَلَى مَنْ يَصِحُّ عَلَيهِ الفَقْرُ والعَجْزُ والحَاجَةُ.



فَإنْ كَانَ كُلُّ ذَلِكَ مُحَالًا، كَانَ اتِّخَاذُ الوَلَدِ عَلَيهِ - مُحَالًا"[15].

وقَوْلُه: ﴿ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا ﴾؛ فَمَعْنَاهُ: أَنَّه إذا أَرَادَ إيجَادَ أَمْرٍ وإحْدَاثَهُ فإنَّمَا يَأْمُرُهُ أَنْ يَكُونَ مَوْجُودًا فَيَكُونَ مَوْجُودًا.



3- الفَرْقُ بَيْنَ الإبْدَاعِ والخَلْقِ:

قَالُوا: إنَّ الإبْدَاعَ هو إيجَادُ الشَّيْءِ بِصُورَةٍ مُخْتَرَعَةٍ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَبَقَ.

وأَمَّا الخَلْقُ فَمَعْنَاهُ التَّقْدِيرُ، وهو يَقْتَضِي شَيْئًا مَوْجُودًا يَقَعُ فِيهِ التَّقْدِيرُ[16].



4- عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّه قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في المَسْجِدِ، ورَجُلٌ يُصَلِّي فَقَالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بأَنَّ لك الحَمْدَ، لا إلَهَ إلا أَنْتَ، الحَنَّانُ المَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَاواتِ والأَرْضِ، يا ذا الجَلَالِ والإكْرَامِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، فَقَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "دَعَا اللهَ باسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إذا دُعِي بِهِ أَجَابَ، وإذا سُئِلَ به أَعْطَى"[17].





[1] النهجُ الأسمى (2/ 279 - 285).




[2] الصحاح (3/ 1183 - 1184)، اللسان (1/ 229 - 230) مَادَةُ (ب د ع).




[3] تفسيرُ الأسماءِ (ص: 64).




[4] اشتقاقُ الأسماءِ (ص: 73).




[5] مجازُ القرآنِ (1/ 52).




[6] كانَ الأصْمَعِيُّ يُنْكِرُ فَعِيلًا بِمَعْنَى مِفْعَلٍ، وقَالَ ابنُ بري: قَدْ جاءَ كثيرًا نحو: مُسْخِنٍ وسَخِينٍ، ومُقْعِدٍ وقَعِيدٍ، ومُوَصَى ووَصِيَ...، وهو الصوابُ. انظر: (روح المعاني) (1/ 367).




[7] الأتيعُ: المتَتَابعُ في الحُمْقِ، القاموس.




[8] جامعُ البيان (1/ 404)، ونَقَلَه ابنُ كثيرٍ (1/ 161) وعَقَّبَه بقولِهِ: "وهذا منِ ابنِ جريرٍ كَلَامٌ جَيِّدٌ، وعبارةٌ صحيحةٌ".




[9] تفسيرُ الأسماءِ (ص: 64).




[10] شأنُ الدعاءِ (ص: 96)، وذَكَرَ وزنه نحو قولِ ابنِ جريرٍ والزجاجِ.




[11] المنهاجُ (1/ 192)، وذَكَرَه ضِمْنَ الأسماءِ التي تَتْبَعُ إثباتَ الابتداعِ والاختراعِ له، ونَقَلَهُ البيهقيُّ في الأسماءِ (ص: 23-24).





[12] اللسان (1/ 230).




[13] تيسيرُ الكريمِ (5/ 303).




[14] انظرْ: المقصدَ الأسنى (ص: 93 - 94).




[15] التفسيرُ الكبيرُ (4/ 23-24) باختصارٍ.




[16] انظرْ: تفسيرَ المنارِ (1/ 438).




[17] حَسَنٌ: أَخْرَجَه أحمدُ (3/ 158)، وأبو داود (1495)، وغيرُهما بِسَنَدٍ حَسَنٍ.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.20 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.46%)]