|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أيهما أختار: الطلاق أو العذاب النفسي؟ أ. عزيزة الدويرج السؤال ♦ ملخص السؤال: سيدة متزوِّجة منذ 19 عامًا، بينها وبين زوجها مشكلات بسبب سِحْر التفريق، وعندما تظْهَر عليها الأعراضُ تكره زوجها والأولاد، وتفكِّر في طلب الطلاق لترتاحَ بعيدًا عن هذه المشكلات الحياتية. ♦ تفاصيل السؤال: أنا سيدة متزوِّجة منذ 19 عامًا، كان بيني وبين زوجي حُبٌّ شديدٌ، زوجي طيبٌ، وتَجْمَعُنا طاعةُ الله، والحمدُ لله نحن مِن حَفَظَةِ كتاب الله. المشكلة أنني منذ 13 عامًا بدأتُ أُعاني مِن آلامٍ شديدةٍ في عظامي، وضيقٍ في التنفُّس، ودوارٍ، وبدأتُ في مشوار الأطباء لسنوات، لكن العلاج يُؤدِّي إلى شفاء نسبيٍّ، وتطوَّر الأمر إلى صداعٍ شديدٍ، وكُرهٍ لزوجي وأولادي وبيتي وأقاربي! أشعُر بكَسَلٍ شديدٍ - مع أني مِن صاحبات الهِمَم العالية - وعدم رغبة في القيام بأعمال بيتي، وعدم رغبة في الكلام، كل ما أريده أن أحبسَ نفسي في غرفتي. عرَضتُ نفسى على الراقين، وتَبَيَّن لي أن هناك سحرًا للتفريق بيني وبين زوجي كان معمولاً لنا، وبدأتُ مشوار الرُّقْيَة، وكل شيخ يُعطيني رقيةً حسب طريقته، لكن زوجي كانتْ عزيمتُه ضعيفة، ولم يقرأْ أي رُقية. كانت الأعراضُ تشتد عليَّ أحيانًا كثيرةً، وكنتُ أصبِر وأحتَسِب وأقاوم ولا أُقَصِّر في قراءة سورة البقرة وقيام الليل والدعاء والسنن، وكنتُ أحاول أن أمثِّل على زوجي أنني أحبُّه، حتى وأنا في قمة كُرهي له. ظل الحالُ هكذا 10 سنوات، لكن زادت الأعراضُ عليَّ، ولم أعُدْ أحتملها، وزاد تقصيري في بيتي، ولم أعدْ أستطيع تمثيل الحب عليه كما كنتُ. المشكلةُ الأكبر أن زوجي كانتْ إذا اشتدتْ عليه الأعراضُ يتَّهمني بأنني أتمارض، ويخبرني بأنه فاضَ به الكيل، ويتشاجَر معي، حاولتُ أن أوضحَ له أن ما يحدُث يكون رغمًا عني، وأذكِّره بِحُبي السابق له، وأن النُّفور ليس بإرادتي. مشكلةُ زوجي أنه عصبي لأتفه الأسباب، وسلبي في تربية الأولاد، وأسلوبه فظٌّ جدًّا، وبخيل قليلاً! عرفتُ من أحد الرقاة أنني لو طلقتُ منه فربما أشفى، فجربتُ أن أبتعدَ عنه فترة، وبالفعل شفيتُ وتحسنتُ كثيرًا، لكن المشكلة أنني علمتُ أيضًا أن بعد شفائي سأحبه كما كنتُ، ولن أقدرَ على بُعْدِه! وهنا سؤالي: هل أطلب الطلاق لكي أتعافى، وأربي أولادي كما أريد، وأعاني وقتها من فراقه وحرماني منه؟ أو أصبر وأتحمل الآلام والعذابات النفسية والجسدية التي أجدها؟ الجواب أختي الكريمة، نشْكُر لك ثقتك في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ عند حُسن ظنك بنا، وأن نكونَ لك خير معين بعد الله في تجاوُز مشكلتك. ونسأل الله سبحانه بمَنِّه وكرمه أن ينزلَ عليك الشفاء العاجل وجميع مرضى المسلمين، وأن يكتبَ لك الأجْر، ويَجْعلك مِن المحتسبين الصابرين على قضاء الله وقدَرِه، وهنيئًا لك الصبر والجلادة، والحرص على تربية أبنائك وخوفك عليهم، فذلك لا ينم إلاَّ عن شخصيةٍ رائعةٍ وامرأةٍ صَبورٍ ومثابرةٍ، ولو كانتْ في أسوأ ظروفها! أختي الكريمة، عليك بالصبر على ما أصابك وفِعْل الأسباب، ولعلك تستمرين في القراءة، ومن الممكن أن تكونَ حالتُك تحتاج إلى رُقيةٍ شرعيةٍ مُطَوَّلة، مع المحافظة على الوِرْدِ اليوميِّ، وقراءة سورة البقرة في المنزل، أو تشغيلها في مُسَجِّل باستمرار، مع الدعاء في أوقات الإجابة. أختي، لا أنصحك بالطلاق نهائيًّا، فما زالتْ أمامك الكثير من الأسباب الممكنة للشفاء، أتفهَّم شعورك أختي الكريمة، وإحساسك بالتقصير تجاه أبنائك وزوجك أو خدمتهم، ولكن دعينا نُفَكِّر قليلاً: ألم تُسَخِّري جميع إمكانياتك في أغلب الأيام السابقة لخدمتهم والتعب لراحتهم، يوم أن كنتِ في صحتك وعافيتك، والآن بعد أن تعرضتِ لهذه الوعكة بدأت تشعرين بتأنيب الضمير تجاههم؟ ذلك شعورٌ طبيعيٌّ وعليك التخلُّص مِن هذا الإحساس بتقسيم المهام بين أبنائك في المنزل، ولو كانتْ بسيطة، وتعويدهم الاعتماد على أنفسهم وخدمة بعضهم البعض، ثم اجلسي مع زوجك، وناقشيه بهدوءٍ في موضوع الأبناء وسلبيته تجاههم، وعليك تحديد النقاط التي تريدينها منه قبل البَدْء في الحديث معه، ووضِّحي له أن عليه المشاركة معك في التربية، وذلك لإعداد أبنائنا إعدادًا متميزًا، وتربيتهم تربية صالحة. أيضًا أختي الكريمة انظري إلى الصفات الإيجابية لزوجك والصفات السلبية، وأرى أن زوجك يحمل صفات رائعة، ومن أهمها: تنشئته على القرآن الكريم، وحفظه له، وطاعة الله، كما أنه طيب، ويُكِنُّ لك الحب. في حين أنك ذكرتِ بعض الصفات السلبية، والتي أرى أنها صفات عارضة، قد تكون من تأثير السحر المعمول لكما؛ لذلك لا أنصحك بطلب الطلاق، لكن عليك باليقين بالله سبحانه وتعالى بأنه سيشفيكما، ويرفع عنكما ما أَهَمَّكما، وحسن الظن به سبحانه وتعالى والمحافظة على الرُّقْيَة والأذكار اليوميَّة. ختامًا، تمنياتي لك بالشِّفاء العاجل، والاستقرار والحياة السعيدة التي تكسبك عملاً صالحاً
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |