شرح حديث: كان النبي يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52049 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45837 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64229 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155272 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-12-2020, 05:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث: كان النبي يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع

شرح حديث: كان النبي يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح


عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ، إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ.
ومثله ورد عند مسلم من حديث سَفِينَةَ رضي الله عنه.
ولمسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تغتسل هي والنبي صلى الله عليه وسلم (مِنْ إِنَاءٍ. هُوَ الْفَرَقُ) وفي رواية: (فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ، يَسَعُ ثَلاَثَةَ أَمْدَادٍ، أَوْ قَرِيباً مِنْ ذلِكَ).

وفي الصحيحين عن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ رضي الله عنه لما سئلت عائشة رضي الله عنها عن غسل النبي صلى الله عليه وسلم: (فَدَعَتْ بِإِنَاءٍ قَدْرِ الصَّاعِ، فاغْتَسَلَتْ)

وعند مسلم في آخر الحديث، قَالَ أبو سلمة رضي الله عنه: وَكَانَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَأْخُذْنَ مِنْ رُؤُوسِهِنَّ حَتَّى تَكُونَ كَالْوَفْرَةِ.

ألفاظ الحديث:
(الْمُدّ): المد: بضم الميم وتشديد الدال وهي ملء كفي الإنسان المعتدل، والمد ربع الصاع باتفاق الفقهاء، وهو رطل وثلث، فالصاع كالإناء يسع خمسة أرطال وثلث الرطل وهذا عند الشافعية والحنابلة والمالكية، وأما بعض الحنفية فالصاع يسع ثمانية أرطال وهذا التحديد بأن الصاع خمسة أرطال وثلث على التقريب عند جمهور العلماء.
قال ابن منظور: " قال ابن الأعرابي: الرَّطل: ثنتا عشر أوقيَّة بأواقي العرب، والأوقية أربعون درهماً، فذلك أربعمائة وثمانون درهماً، وجمعه أرطال "[ انظر:" لسان العرب مادة: رطل "].

(بِالصَّاعِ) جمعه (أصوع) وهذا الأصل ويجمع على (آصع) وذلك بتقديم الواو في (أصوع) على الصاد وقلبها ألفاً.

(إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ): أي ربما اقتصر على الصاع وهو أربعة أمداد وربما زاد إلى خمسة أمداد.

(سَفِينَةَ): قال النووي: " وأما سفينة فهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاه يقال اسمه مهران بن فروخ، وقيل: اسمه بحران وقيل رومان.... وكنيته المشهورة أبو عبدالرحمن، وقيل أبو البختري، قيل سبب تسميته سفينة أنه حمل متاعاً كثيراً لرفقة في الغزو، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أنت سفينة) " انظر:"المنهاج " ( 4/ 228)..

(الْفَرَقُ): قال سفيان بن عيينة: هو ثلاثة آصع وهو قول جمهور العلماء.
والفرق: بفتح الفاء وفتح الراء وإسكانها. قال النووي: والفتح أفصح وأشهر.
(كَالْوَفْرَةِ): قال ابن الأثير: " الوفرة: شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن ". [انظر:" النهاية" ص (982) تحت مادة: وفر].

من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: في حديث أنس رضي الله عنه دلالة على استحباب التقليل في ماء الوضوء والغسل، وأن هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم فأقل ما اغتسل به من إناء يسع ثلاثة أمداد كما في الرواية الأخرى لأن الصاع أربعة أمداد، وأما الوضوء فأقل ما توضأ به ما جاء في مسند الإمام أحمد وصححه ابن خزيمة من حديث عبدالله بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بثُلُثَي مُدٍّ فجعل يدلك ذراعيه".

فينبغي للمسلم أن يتمثل هدي النبي صلى الله عليه وسلم ويقتصد في الماء ويحذر من الإسراف لاسيما في وقتنا الحاضر فكثير من الناس وقع في الإسراف ساعده في ذلك الأنابيب الموجوده اليوم حيث يفتح الأنبوب ولا يبالي بخلاف من سبقنا فقد كان احتواء الماء في الأواني، فينبغي أن يحذر المسلم من الإسراف الذي دل على تحريمه ما رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم والبيهقي

من حديث عبدالله بن مغفل أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء " والإسراف في صب الماء له مفاسد عديدة منها:
1- مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
2- إهدار لنعمة عظيمة من غير فائدة وهي الماء.
3- سبب في الوسواس: إذ إن المتوضئ كلما أكثر من صب الماء غلب ظنه بأنه لم يتطهر أو أن شيئاً لم يصبه الماء.

الفائدة الثانية: بإجماع العلماء أن الحدَّ الذي جاء في حديث أنس رضي الله عنه في الوضوء مد، وفي الغسل صاع ليس بحد لازم بل العبرة في ذلك أن يؤدي الإنسان الواجب عليه من وضوء أو غسل من غير إسراف ويختلف الناس في ذلك باختلاف أجسادهم.

قال النووي: " أجمع المسلمون على أن الماء الذي يجزي في الوضوء والغسل غير مقدر، بل يكفي فيه القليل والكثير إذا وجد شرط الغسل، وهو جريان الماء على الأعضاء.. وأجمع العلماء على النهي عن الإسراف في الماء ولو كان على شاطئ البحر" انظر: " شرح مسلم" (4/ 227 )..

الفائدة الثالثة: ما جاء في حديث أنس رضي الله عنه من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد، ليس معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز ذلك وإنما هو أكثر فعله صلى الله عليه وسلم فحمله جمهور أهل العلم على الاستحباب كما نقل ذلك ابن حجر [انظر: " الفتح" ( 1/ 398)].

وقالو إن ذلك هو قول أكثر من قدَّر وضوءه وغسله من الصحابة كحديث أنس رضي الله عنه وحديث سفينة وحديث عائشة في الباب وحديث جابر رضي الله عنه عند أحمد وأبي داود وصحح إسناده ابن حجر وهذا إذا لم تدع الحاجة إلى الزيادة لاختلاف الناس في الخِلْقة فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ذلك وهو(الفَرَق)كما في حديث عائشة رضي الله عنها والفرق ثلاثة آصع وورد أقل من الصاع في رواية عائشة رضي الله عنها الأخرى في إناء يسع ثلاثة أمداد فهذا يدل على اختلاف الحال بقدر الحاجة.

الفائدة الرابعة: قول أبي سلمة بن عبدالرحمن رضي الله عنه " وكان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يأخذن من رؤوسهن حتى يكون كالوفرة " يدل على جواز تخفيف الشعر للمرأة وذكر القاضي عياض أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعلن ذلك بعد وفاته لتركهن التزين واستغنائهن عن تطويل الشعر وأيده النووي[(3) انظر: "شرح مسلم " ( 3/ 229)].

فهذه الرواية تدل على جواز قص المرأة شعرها وقد تحتاج المرأة لذلك كأن يكون طوله فيه كلفة بالغسل والمشط أولأن في قصه جمالاً ترضاه هي ويرضاه زوجها ولم يرد في النهي عن قص المرأة شعرها حديثاً والمنهي عنه هو حلق الشعر، على أن المرأة إذا قصت من شعرها يجب عليها أن تجتنب أمرين:
الأول: التشبه بالرجال في قصها لشعر رأسها لما رواه البخاري من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال ".

والثاني: التشبه بالكافرات والفاسقات في قص الشعر لما رواه أبو داود وصححه الألباني من حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تشبه بقوم فهو منهم " ومع الأسف الشديد ما أن يمضي زمان إلا وتنتشر موضات وقصات لكافرات وعاهرات وأخرى تشابه الرجال وتستقبل نساءنا وفتياتنا هذه القصات بالتقليد والترويج والثناء عليها باسم التجديد والحضارة معرضةً بذلك عن تعاليم الإسلام فتبيع جمال دينها الباقي بجمال دنياها الزائف الفاني وزيَّن لها الشيطان سوء عملها فصدها عن الفطرة المستقيمة وسواء السبيل.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.14 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]