|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وقفات مع بلاغة النظم في قوله تعالى:
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} [النساء:23] س: لماذا قال تعالى: (حرمت عليكم)، ولم يقل: (حرم الله عليكم) ؟ ج: بُني الفعل لما لم يُسمّ فاعله؛ للعلم بالفاعل، فمعلوم أن المحرِّم هو الله تعالى. س: بعض ما جاء في هذه الآية، كتحريم الأمهات والبنات ثابت في الجاهلية، فما فائدة الإخبار عنه؟ ج: قوله تعالى: (حرمت عليكم أمهاتكم ... ): إنشاء في صورة الخبر، فالظاهر أنه لا يُقصد من هذه الجملة الإخبار عن التحريم في الزمن الماضي، وصيغة الماضي (حُرِّمت) لا يُراد بها تخصيص الفعل بالزمن الماضي، فالأفعال التي جاءت يُستفاد منها الأحكام الشرعية وإنْ كانت بصيغة الماضي فإنها لا تخصّه(1) . فالمقصودُ من الجملة الإنشاءُ، فإن كان الحكم ثابتاً قبل ورود الفعل ففائدة الإنشاء حينئذٍ تقرير ذلك الحكم الثابت، حيث إن هناك بعض المذكورات كان تحريمهن أمراً مستقراً في الجاهلية كالأمهات والبنات. وإنْ لم يكن الحكم ثابتاً، ففائدته إنشاء حكم جديد، أي: حصول حكم جديد، وهذا كقول القائل: (بعت) أو (طلقت)(2). "ومتى جاء التحريم من الله فلا يُفهم منه إلا التأبيد، فإن كان له حالة إباحة نصّ عليها كقوله: (فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ) [البقرة:173]"(3) . س: لماذا أضاف التحريم في الآية الكريمة إلى عين الأم والابنة والأخت، مع ان المقصود من التحريم تحريم النكاح؟ ج: لما كانت الحرمة تتعلق بأفعال المكلفين ولا تتعلق بالأعيان، قدّر المفسرون محذوفاً، قال الألوسي: "كلام على حذف مضاف بدلالة العقل، والمراد تحريم نكاحهن؛ لأنه معظم ما يُقصد منهن، ولأنه المتبادر إلى الفهم، ولأن ما قبله وما بعده في النكاح"(4)، فَتَعَلُّقُ التحريم بالأعيان يُحمل على تحريم ما يُقصد من تلك العين غالباً، فتحريم الخمر يُحمل على تحريم شربها، وتحريم الميتة على تحريم أكلها، وتحريم الأمهات والبنات على تحريم نكاحهن، وإسناد التحريم إلى الأعيان أبلغ(5). س: لماذا لم تخاطب الآية الكريمة النساء؟ ج: "اختصاص الخطاب بالرجال دون أن يقال: (حُرِّم عليهن أبناؤهن) أو يقال مثلاً: (لا نكاح بين المرأة وولدها)؛ لما أن الطلب والخِطبة بحسب الطبع إنما يقع من جانب الرجال فحسب"(6). س: هل قوله: (حرمت عليكم أمهاتكم) يعني تحريم جميع الأمهات على جميع المخاطبين؟ ج: كون الخطاب للمكلَّفين بلفظ الجمع وتعليق الحرمة بالجمع كالأمهات والبنات . . إلخ، لا يقتضي هذا أنه يحرُم على كلِّ أحد جميع أمهاتهم، بل إن مقابلة الجمع بالجمع تقتضي مقابلة الفرد بالفرد، أي أنه يحرُم على كلِّ أحد أمه خاصة وبنته خاصة، وهكذا في الجميع، ومقابلة العام بالعام "تفيد الاستغراق في التوزيع، أي: حُرِّمت على كلِّ رجل منكم أمه وبنته؛ إذ لا معنى لتحريم المجموع على المجموع، لأَوْلِهِ إلى تحريم أصل النكاح"(7). .................................................. . (1) ينظر: أبو حيان، البحر المحيط، (578:3) . (2) ينظر: المرجع السابق، (578:3)، والقمي النيسابوري، غرائب القرآن ورغائب الفرقان، (383:2). (3) أبو حيان، البحر المحيط، (578:3) . (4) الألوسي، روح المعاني، (458:2) . (5) ينظر: الزمخشري، الكشاف، (484:1)، والشهاب الخفاجي، عناية القاضي وكفاية الراضي، (236:3)، وابن عاشور، التحرير والتنوير، (294:4) . (6) الطباطبائي، الميزان، (263:4) . (7) الطباطبائي، الميزان، (263:4) .
__________________
روضة عبد الكريم فرعون
ماجستير في تفسير القرآن الكريم وعلومه الجامعة الأردنية http://www.bayan-alquran.net |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |