خطبة عن النجاح - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 497 - عددالزوار : 22220 )           »          9 استخدامات لنشا الذرة غير الطبخ أبرزها إزالة البقع وتلميع الخشب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          4 خيارات صحية ولذيذة لإفطار الأطفال قبل اليوم الدراسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          6 حيل لإنقاص الوزن دون ممارسة الرياضة.. منها النوم الكافى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          لو ابنك معتمد عليك فى كل حاجة.. 4 نصائح لتعزيز استقلاليته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          خطوات تطبيق البلاشر بطريقة صحيحة حسب نوع الوجه.. استمتعى بإطلالة أنثوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          8 علامات بتقولك أن الشخص ده جدير بثقتك قبل ما تكون علاقة صداقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          5 نصائح للتعامل مع طفلك الشقى من غير صراخ أو ضرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          7 خطوات للعناية بمنطقة تحت العين.. هتخلى بشرتكِ مشرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          5 حاجات إياكِ تحطيها على سطح الحمّام عشان يفضل دايما منظم ونضيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-12-2020, 10:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,539
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عن النجاح

خطبة عن النجاح
الشيخ طه محمد الساكت






الحمد لله الذي كتب الفوز والفلاح للعاملين المخلصين، وقضى بالخيبة والخسار على المنافقين الكاذبين، أحمدُه وأشكرُه، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كتب على نفسه فضلًا وكرمًا أنه لا يضيع أجر من أحسن عملًا، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، أصدق الناس عزمًا، وأخلصهم قولًا وفعلًا، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد النبيِّ الأمي، وعلى آله وصحبه، وأدخِلْنا برحمتك في عبادك الصالحين.
قال الله تعالى: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الحجر: 49]، ﴿ قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴾ [الحجر: 56].
وقال عز مِن قائل: ﴿ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].


أيها المسلمون:
كثيرًا ما شاهدتم أن فلانًا أسَّس مصنعًا عظيمًا استوفى فيه شرائطه، وجمع له أدواته ولوازمه، حتى حاز عند الجمهور الرضا والإقبال، ولكن ما كان أعظَمَ دهشتَكم وأشدَّ حيرتَكم حينما رأيتم أن الرضا قد تحوَّل سخطًا، وأن الإقبال قد انقلب فرارًا وهربًا!
وكثيرًا ما أبصرتُم أن فلانًا افتتح متجرًا كبيرًا، هيَّأه أحسن هيئة، وجمَّله بأجمل بضاعة، وما هي إلا أشهر قلائل حتى أعلن الإفلاس، وأضحى موضع زراية وسخرية من جميع الناس.
وكثيرًا ما علمتم أن طائفة نادَتْ بأعمال تعاونية، وأخرى دعت إلى مشروعات خيرية، وثالثة ورابعة نهضوا إلى الإصلاح، ووثبوا إلى بناء المجد والفلاح، فما هي إلا عشيَّة أو ضحاها حتى تبدلت الحال، وخابت الآمال، وكأنها كانت صيحةً في وادٍ، أو نفخة في رماد، سبحانك ربي سبحانك، لا مفر من قضائك، ولا دافع لبلائك غير أنك جعلت لكل شيء سببًا، وربطت بين الأسباب ومسبباتها، والوسائل وغاياتها، فما سبب هذا الفشل، وما خيبة هذا الأمل؟


أيها الإخوان الكرام:
إنكم إذا أنعمتم النظر، وأَجَلْتم الفكر، ألفَيْتُم أن سبب الخيبة والخسران، والفشل والحرمان: سوء الأخلاق، والشِّقاق والنفاق، وخبث النية، وفساد الطوية، ﴿ وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [الملك: 13]، ألفيتم أن السبب ضعف الهمم، وضياع الذمم، وسوء السيرة، وظلام البصيرة، ألفيتم السبب فقدان الثقة، والثقة أغلى جوهرة وأثمن ثروة، فإذا ضاعت ثقة الجمهور بفردٍ فقُلْ عليه العفاء، ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30].


أيها المسلمون:
قد تعجبون كل العجب، وتدهشون كل الدهشة، إذا رأيتم فردًا أو جماعة ممن عُرِفوا بالصدق والأمانة - وقليلٌ ما هم - لم ينجَحوا في أعمالهم، ولم يفوزوا في مشروعاتهم، وكأنكم تظنُّون أن مجرد الصدق والأمانة كافيانِ في النجاح والفوز، وهذا خطأ مبين!
اعلَموا أيها المسلمون أن أولَ شرطٍ من شرائط النجاح في الأعمال عامة، وفي المشروعات الخيرية خاصة[1]: مضاء العزيمة، وقوة الإرادة، والثبات، والصبر، واحتمال الأذى في سبيل الله، بهذا قضت سُنة الله، ولن تجد لسنة الله تبديلًا.
فالسبب في فشل هؤلاء المستقيمين استمراءُ الكسل، واستيلاء الملل، ونفوذ اليأس والقنوط، وعدم التذرع بالصبر، والصبرُ يفتح مغلق الأبواب، ويحطم العقبات الصعاب.


أيها المسلمون:
إن الصبر والمصابرة، والجد والمثابرة، ومضاء العزيمة، وقوة الإرادة، والثبات على الخير: أولُ صفات الأنبياء والمرسلين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وقد أمرنا الله أن نتحلَّى بأخلاقهم، وأن نسلك سبيلهم؛ لأنه سبيل الحق المبين.
ولقد أوذي رسلُ الله في سبيل الله، وقُتل منهم كثير، فما ضعُفت لهم عزيمة، وما وهَنَتْ لهم همة، وما ازدادوا مع شدة الإيذاء إلا صبرًا، ومع غاية السفاهة إلا حلمًا، ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ [2] كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146].
هذا نوح عليه السلام، الأب الثاني للبشر، لبِث في قومه يدعوهم إلى الله تعالى ألفَ سنةٍ إلا خمسين عامًا، ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 14].


وهذا إبراهيم عليه السلام خليل الله، ومحبوب الأمم جميعًا: دعا أباه وقومَه إلى ترك الأصنام التي لا تبصر ولا تسمع، ولا تضر ولا تنفع، وإلى ودعاهم إلى عبادة الله الواحد القهار، فاضطهدوه وآذَوه حتى ألقَوه في نارٍ امتد لهيبها إلى السماء، فما نالوا من عزيمته، وما فلُّوا من همته.
وهذا يعقوب عليه السلام يُوصي بَنيه بالدأب والبحث عن يوسف وأخيه، وينهاهم عن القنوط والملل، فيقول: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].
وهذا محمد صلوات الله وسلامه عليه، تؤذيه قريش إيذاءً بليغًا، ثم يذهبون إلى عمه أبي طالب، فيكلِّمونه غير مرة فيه، حتى يقول: يا بن أخي، إن القوم قد جاؤوني مرارًا، فأبقِ على نفسك، ولا تحمِّلني من الأمر ما لا أطيق، فيقول في ثبات وحزمٍ مقالتَه البليغة، وحكمته الخالدة: ((والله يا عم، لو وضَعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر - يعني دين الله والدعوة إليه - ما تركتُه حتى يُظهِره الله أو أَهلِكَ دونه)).


أيها المسلمون:
إن ثمنَ النجاح في أعمال البر، وإن ثمن الفوز في مشروعات الخير، هو الإخلاص لله، والجهاد في سبيل الله، فاعمَلوا وجاهِدوا، ﴿ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعُك واستعِنْ بالله ولا تَعجِزْ، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلتُ كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَرُ اللهِ وما شاء فعل؛ فإن (لو) تفتح عملَ الشيطان))؛ [رواه مسلم، رياض ص 37].


[1] بعد الصدق والأمانة، والثقةِ والاستقامة.

[2] ربانيون: علماء أتقياء، أو عابدون لربهم، أو جموع؛ بيضاوي.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.53 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.42%)]