|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تفسير سورة الكافرون محمد حباش سبب نزولها: عن ابن عباس رضي الله عنه قال: دَعَت قريش رسولَ الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يعطوه مالًا، فيكون أغنى رجل بمكَّة، ويزوِّجوه ما أراد من النساء، ويطؤوا عقبه، فقالوا: هذا لك عندنا يا محمد، وكُفَّ عن شتم آلهتنا ولا تذكرها بشَرٍّ، فإن بغضت، فإنَّا نعرض عليك خصلةً واحدةً، ولك فيها صلاح، قال: ((وما هي؟))، قال: تعبد اللات والعزى سنةً، ونعبد إلهَك سنةً، قال: ((حتى أنظر ما يأتيني من ربي))، فجاء الوحي من عند الله عز وجل من اللوح المحفوظ: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾ [الكافرون: 1، 2] السورةَ، وأنزل الله تعالى: ﴿قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ * وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [الزمر: 64 - 66]؛ صحيح السيرة النبوية. فهكذا نزلت سورة "الكافرون" المكية بالإجماع، مبرِّئة من الشرك، ومِن عمل المشركين، وآمِرَة بإخلاص العبادة لله تعالى، وبالتمايز التام بين الإسلام والشرك؛ فقطعت أطماعَ الكفار من أن يجيبهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى ما سألوه من التقارب بين الإيمان والشرك، والمزجِ بين التوحيد والوثنية. وقد خمدت محاولة أهل الكفر حينًا من الدهر، ثم أخرجت للناس في زماننا هذا تحت عدَّة شعارات؛ منها: "الدعوة إلى التقريب بين الأديان"، و"نبذ التعصُّب الديني"، إلى أن وصلت إلى "وحدة الأديان" و"الديانة العالمية"، وما هي إلا مكيدة اجتمع عليها أعداءُ هذا الدين لمواجهة الإسلام والمسلمين، وما هو إلا هوى من أهوائهم لبَثِّ الكفر والإلحاد، ونشر الإباحية، وطمس معالم الإسلام، وتغيير الفطرة، وصهر المسلمين معهم في قالب واحد،وهدم أصول الدين، وانتهاك حرمة الرسل والرسالات، وإبطال صدق القرآن ونسخه لجميع ما قبله من الكتب، وإبطال نسخ الإسلام لما قبله من الشرائع، وإبطال ختم النبوَّة بمحمدٍ عليه الصلاة والسلام، وإبطال أوثق عُرَى الإيمان التي قال عنها رسولنا صلى الله عليه وسلم: ((أوثق عُرَى الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحبُّ في الله، والبغض في الله))؛ الصحيحة. بيان أسماء هذه السورة وفضلها: تسمى بسورة: "الكافرون"، وبسورة: "الإخلاص"؛ فعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الطواف بسورتي الإخلاص: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، و﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾؛ صحيح ابن ماجه؛ فهذه السورة فيها البراءة من كلِّ معبود سوى الله، ومن العمل الذي يعمله الكافرون، وهي آمِرَة بإخلاص العمل لله. فـ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ فيها إخلاص العمل، و﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ فيها إخلاص القول والمعرفة؛ فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه: أن رجلًا قام، فركع ركعتي الفجر، فقرأ في الأولى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ [الكافرون: 1] حتى انقضت السورة؛ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((هذا عبدٌ آمَنَ بربِّه))، ثم قام، فقرأ في الآخرة: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1] حتى انقضت السورة؛ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((هذا عبد عرَف ربَّه))؛ أصل صفة صلاة النبيِّ صلى الله عليه وسلم للألبانيِّ. ولما كانت كلمة الإخلاص أفضلَ شُعَبِ الإيمان؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان بِضْع وستون، أو بضع وسبعون شعبةً، فأفضلها قول لا إله إلا الله))؛ صحيح مسلم، ولما كان العلم قائدَ العمل وإمامه، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾ [محمد: 19]، فإنه ((مَن قرأ: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، عدلت له بربع القرآن، ومَن قرأ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾، عدلت له بثلث القرآن))؛ صحيح الترمذي. ومن فضائل هذه السورة أن تَكرار قراءتها عن اعتقادٍ صحيح براءةٌ من الشرك؛ فعن مهاجر أبي الحسن، عن شيخٍ أدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: خرجت مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فمرَّ برجلٍ يقرأ: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، قال: ((أما هذا، فقد برئ من الشِّرك))، قال: وإذا آخر يقرأ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بها وجبت له الجنة))، وفي رواية: ((أما هذا، فقد غُفر له))؛ رواه الإمام أحمد في مسنده، وصحَّحه شعيب الأرنؤوط. ولما كان النوم أخًا للموت، حسُن النوم على أكمل براءة من الشرك؛ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم لنوفل: ((اقرأ ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، ثم نَمْ على خاتمتها؛ فإنها براءة من الشرك))؛ صحيح الترغيب والترهيب. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |