|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() العُزّاب والقلم والكتاب د. عبدالحكيم الأنيس ألقيت في حفلات زواج أصدقاء أيام التحضير للماجستير ثم الدكتوراه: في كلِّ يومٍ تنقصُ العُزَّابُ وأظلُّ وحدي، والأسى يَنسابُ وحدي أنادي والصِّحابُ تفوتني أين الوفا والودُّ يا أصحابُ؟ قد كان أولى أنْ نكونَ هنا معًا فدخلتمُ، وغدا بوجهي البابُ هاذا أنا والليلُ يلقي ثقلَهُ صُبحي شؤونٌ، والظلامُ عذابُ غيري تداعِبهُ السعادة هانئًا وتُحيطه في عيشه الأحبابُ وأنا رهينُ العلم أمضي دائبًا قلمي أنيسي، والرفيقُ كتابُ يمتدُّ ليلي لا يَزولُ كأنَّما سُدَّتْ أمامَ صباحيَ الأبوابُ أقضيهِ بحثًا في العلوم تشاغلًا متأمِّلًا أنْ تهدأَ الأعصابُ حتى إذا جئتُ الفِراشَ وجدتُهُ وَحِشًا، فلا أُنسٌ ولا أطيابُ والنفسُ إنْ عرضتْ عليَّ سؤالَها فلها من الصدِّ المتينِ جوابُ لا تعذلوني في انفرادي إنَّما شغلَ الفؤادَ العلمُ والآدابُ قد كان (دَرْوَزَةٌ) رفيقي مدةً[1] واليومَ يملأ وقتيَ (الإعجابُ)[2] فلعلني إنْ نلتُ غايةَ مأربي جاءتْ (بُثينةُ) حينَها و(ربابُ)[3] أنَّى يكونُ مع العَروسِ قراءةٌ أو أنْ يكونَ مع العيال كتابُ؟ فلأصبرنَّ على العزوبةِ جاهدًا مهما أطالَ العاذلون وعابوا كم ذا سمعتُ العاتبينَ وكمْ مضى قلبي يَحزُّ به أسًى وعتابُ قالوا: شُغِلتَ عن السعادة والهنا قد كان قبلك طالبون فتابوا وتظلُّ تبني حَسْبَ زعمِك آتيًا إنَّ البناءَ سوى الزواجِ خرابُ ماذا أفدتَ من (البناءِ) وما الذي يُغنيكَ في ليلِ الشتا (إعرابُ)؟ لو أنتَ نقَّبتَ العلومَ جميعَها حلَّ المشيبُ وطارَ منكَ شبابُ هلا ركنتَ إلى أنيسٍ أيها ال شيخُ الأنيسُ؟ وأين منك كعابُ؟ فسمعتُهم ونهضتُ مِنْ سِنةِ الكَرى هل غرَّني مِنْ قبلِ ذاك سرابُ؟ هل كنتُ في خطأٍ تمادى عهدُه والآنَ عاد إلى الفؤادِ صوابُ؟ فانهضْ وعشْ أيامَك النضراتِ يا قلبي، ولا يَغْرُرْكَ بعدُ كتابُ واهتفْ لمَنْ يُحيي طريقةَ أحمدٍ ويعفُّ نفسًا شاقها التلهابُ إيهٍ أُخَيَّ لقد أصبتَ فلا عدا عنكَ السرورُ، ولا عرَتْك صعابُ خُذْ ما أتاكَ بقوةٍ ولطالما قد أنهكتْ أحلامَك الأوصابُ ادخلْ - بذكر الله - أجملَ روضةٍ فاحتْ بها الأزهارُ والأطيابُ وامرحْ هنالكَ في حدائقِ راحةٍ نضِجَتْ بها الأعنابُ والأرطابُ واملأ فؤادَك بهجةً ومسرَّةً وليَروِ مِنْ ظمأٍ لديكَ رضابُ لا تلتفتْ إنْ جاءكَ الأصحابُ فلديكَ أغلى منهمُ: أحبابُ واذكرْ أخاكَ وكلَّ صبٍّ أعزبٍ فعسى قريبًا يَحْضُرُ الغُيَّابُ لا سيما الشيخُ الأنيسُ فإنَّهُ فاتتْ صباهُ كواعبٌ أترابُ وارفعْ يديكَ إذا دخلتَ مُصَليًا في خلوةٍ فيها عليكَ حِجابُ وادعُ الإلهَ وقُلْ بقلبٍ خاشعٍ: يا ربِّ أدْرِكْهم فهُمْ قد شابوا. [1] إشارة إلى دراستي في مرحلة الماجستير لكتاب: (التفسير الحديث للأستاذ محمد عزة دروزة: دراسة تحليلية). [2] هو (العجاب في بيان الأسباب) للحافظ ابن حجر العسقلاني، وذكره السخاوي بهذا الاسم: (الإعجاب)، وقد حققته في مرحلة الدكتوراه. [3] كناية عن المرأة والزواج.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |