|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() والدي قاسي التعامل في البيت، حنون خارجه! أ. سحر عبدالقادر اللبان السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة تشكو والدَها الذي يُعاملها مُعاملةً قاسية في البيت، ويتدخل في شؤون حياتها ودراستها وهِوايتها، بينما خارج البيت يصبح حنوناً وكريماً ويتعامل معها برفق! ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة في العشرين من عمري، أبي دائمًا يراني على خطأ، وأنا الجاهلة، وأنا الكاذبة، ويشهد الله أني لستُ كذلك، فلم أكذبْ عليه قط! ولا أعلم لماذا دائمًا يردد على مسامعي هذه الكلمات؟ وصلتُ لمرحلة أني كرهتُ نفسي! كنتُ أكلِّم أمي مرة وأصف لها طريقًا وأتناقش معها؛ فاتهمني بالجهل وكاد يضربني! تعبتُ نفسيًّا، وأكره الحديث معه، ويتهمني بأني أسخر منه، وأحتقره وأُغْضِبُه، وأنا والله لم أفعل أي شيء من هذا! أنا لا أُبَرِّر لنفسي، لكني تعبتُ من هذه المعاملة، وبدأتُ أكره نفسي، يقلل من شأني ويرى الآخرين هم الصواب وأنا الخطأ. حاولتُ جاهدة - وفوق طاقتي - أن أتقرَّب منه، وأحسِّن علاقتي معه، لكنه لا يتقبَّل مني أي شيء، وبالرغم من كل هذا لا يقصر معي في شيء، ويعطيني كل ما أريد، لكن تعامله معي يؤلمني! وصلتُ لمرحلة أني قلتُ لنفسي: قد أكون مثلما يقول، فجلستُ مع نفسي، وحاسبت نفسي، وراجعتُ تصرفاتي، ولَم أرَ ما يقول صحيحًا. أحاول أن أهذِّبَ من نفسي، وأقرأ الكتب، وأدخل دورات لأطوِّر من نفسي، وأحاسب نفسي على الخطأ، وإذا أخطأت أعتذر، لكن المشكلة أن ذلك يجعلني في صراع داخلي مع نفسي، وأجلد نفسي، مما يتعبني جسديًّا ونفسيًّا، كلما حاولتُ أن أغير من نفسي يحبطني، يتدخل في كل شيء في حياتي، في هواياتي، في قراءاتي، في دراستي، في تخصصي الدراسي. أمام الناس يتغيَّر، ويكون شخصًا آخر، وكل الناس يحسدونني عليه، وهم يجهلون حقيقته فهو يبخل على أهله ويُكرم الآخرين، حنون أمام الناس قاسٍ جدًّا في البيت! الجواب الأخت الفاضلة حفظك الله تعالى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرحب بك عزيزتي في قسم استشارات شبكة الألوكة، وبعدُ: فيا عزيزتي، قال الله تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 23 - 25]. لن أقول لك عزيزتي إلاَّ أنَّ لأبويك عليك حقًّا، وهو السمعُ والطاعةُ، واللطف والكلمةُ الطيبةُ، وأنَّ عليك تحمُّلَ والدك ومجاراته ما دام لا يدعو إلى معصيةٍ، ولا تنسَي الضغوطات التي تُواجِهُه في الحياة ليقدمَ لكم ما تريدونه. عزيزتي، تحملي والدك، وغيِّري نظرتك إليه؛ فقد تجدين الأمر مختلفًا، وابحثي عن حسناته وعظِّميها، وتناسي هَفواته وسيئاته معكم. عزيزتي، هناك الكثيرُ مِن الذين يتمَنَّوْن أن يكونَ لديهم آباء، ولو عامَلوهم بأسوأ مما تقولين، فاشكري الله تعالى على نعمة الأهل. عزيزتي، سنوات قليلة وتنتقلين إلى بيت الزوجية، فتحمَّلي والدك، ولا تجعلي أمورًا - مهما ظننتِ أنها كبيرة - تَحُول بين شعورك بوجود والدك ومحبته لك. أما بالنسبة لهواياتك، فيمكنك ممارستها بعيدًا عن ناظريه، تخفيفًا للتصادُم، وكذلك كل الأمور التي ينفع إخفاؤُها عنه ولا تضرُّ بالمصلحة العامَّة. أخيرًا، أكْثِري عزيزتي مِن الدعاء لوالديك بالرحمة والمغفرة، ولا تنسَي أنهما سببُ وُجودك، وأن لهما حقًّا عليك، وأنَّ برضاهما ستنالين رضا الله تعالى عنك. والله الموفق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |