من شروط الحجاب الشرعي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52047 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45837 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64228 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155272 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-12-2020, 04:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي من شروط الحجاب الشرعي

من شروط الحجاب الشرعي







ألا يكون لباس شهرة وألا يشبه لباس الكافرات


علي محمد مقبول الأهدل





ألاَّ يشبه لباس الكافرات:



لا يحل للمسلم أو المسلمة أن يتشبه بالكافرين في أقوالهم وأفعالهم، ولا في أعيادهم وملابسهم، ولا في أي شأن من شؤونهم التي يتميزون بها عن غيرهم.






وقد نهى الإسلام عن هذا التشبه أشد النهي، ليتميز المسلمون بشخصيتهم المتفردة عمن سواهم في كافة شؤونهم وأحوالهم؛ لأن موافقتهم للكافرين في أقوالهم وأفعالهم وأعيادهم وملابسهم تدفعهم إلى التشبه بهم فيما يُفسد عقيدتهم فتذوب شخصيتهم ويصبحون تبعاً لأعدائهم[1] وهنا تكمن الخطورة.






ولذلك نجد أنه ظهر في هذا الوقت ما يسمى بـ(الموديلات) التي هي من لباس الكافرات، والتي تتغير كل يوم من سيء إلى أسوأ، وكيف ترضى امرأة شرفها الله بالإسلام ورفع قدرها؛ أن تكون تابعة لمن يملي عليها صفة لباسها؛ بل صفة تجملها عموماً ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر؟!






وإن كثيراً من صفات لباس المرأة اليوم، لا يتفق مع الضوابط التي حددها الإسلام في باب اللباس؛ وليس أن يمنع التجديد صفة اللباس والخياطة والتفصيل ما دامت متفقة مع تعاليم الإسلام في صفة اللباس، لكننا الآن نرى كل يوم صفة جديدة للخياطة والتفصيل!!






فمن أين جاءت؟ وما مدى تحقيق شروط اللباس فيها؟ وما دور المسلمة في ذلك؟ أهو التعقل ومعرفة حكم الإسلام، أو هو إجادة التقليد وحب التبعية والإعجاب بما عليه الآخرون من خير أو شر؟!






لقد انتشرت في المكتبات (مجلات الأزياء) التي تُعنى بصفة لباس المرأة، وتنويع التفصيل، وتسابق النساء إلى اقتنائها؛ بل إن مما يؤسف لها أن بعضهن له اشتراك سنوي أو شهري في هذه المجالات، التي هي من وضع مصممي الأزياء الذين خدعوا نساءنا باسم الموضة، وسخروا منهن لترويج بضاعتهم مع إفساد الأخلاق، والقضاء على العفة والنزاهة[2].






ولانتشار هذه المجلات محاذير عديدة منها:


1- إن هذه الأزياء والموديلات تتنافى غالباً مع قواعد الإسلام في لباس المرأة؛ لأنها صممت في بلاد الكفر والإباحية التي لا ترى بأساً في العري، أو وصف حجم البدن، أو ظهور ما يسبب الفتنة، ونحو ذلك مما تشتمل عليه.






2- إن المرأة تتطلع إلى كل زي جديد، فيقضي ذلك - بالتدريج - نبذ أحكام ديننا والتأثر بأزياء لا تمت إلى الإسلام بصلة، وإذا كثر الإمساس قل الإحساس، وهذا الواقع.






3- إن التهافت على شراء هذه المجلات واقتناءها يوحي بأن عندنا نقصاً في موضوع لباس المرأة، نريد تكميله من غيرنا، ولا ريب أن تشبه أمة بأمة في غير ما أُذِن فيه ينافي الدين، وهو دليل الضعف والانحطاط والإحساس بالهزيمة وفقدان الثقة[3].






وخلاصة القول:


أن مخالفة الكفار وترك التشبه بهم في اللباس وغيره من المقاصد العليا للشريعة الإسلامية، ولما يترتب على التشبه بالكفار من آثار سيئة على عقيدة المسلمين وسلوكياتهم، وتشبه المرأة المسلمة بالكافرات في اللباس دليل على ضعف وانهزامية، وعقدة نقص، مما جعل المرأة المسلمة تزيل هذا النقص بالتشبه بالكافرات في اللبس والأوضاع والمناهج؛ وهذا يورث مع الأيام الميل إلى حب الكافرات والإعجاب بهن وتقليدهن في كل شيء والعياذ بالله.





ألا يكون الحجاب لباس شهرة:


فلا يجوز لامرأة مسلمة أن تختار من ألوان الثياب ما ترضي به رغبة الدعاية، ولا يتعلق بضرورة اللباس، أو حسنه وجماله في حدود المباح، وإنما لأجل أن ترفع إليها الأبصار، أو تفتن تلك النظرات الجائعة! وقد ورد عن عبدالله بن عمر ي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه ناراً) [4].






وثوب الشهرة هو الذي إذا لبسه الإنسان اشتهر به بين الناس.






قال الشوكاني[5]:


(والحديث يدل على تحريم لبس ثوب الشهرة، وليس هذا الحديث مختصا ًبنفيس الثياب؛ بل قد يحصل ذلك لمن يلبس ثوباً يخالف ملبوس الناس من الفقراء، يراه الناس فيتعجبوا من لباسه ويعتقدوه).






وعلى هذا فيكون اللباس لباس شهرة ولو كانت المرأة في مجمع نسائي، والواقع أن هناك ألبسة على بعض النساء لا يبعد أن تكون من لباس الشهرة[6].






ومن ذلك ما تفعله بعض النساء اليوم من ارتياد المتاجر الشهيرة، ذات (الماركات العالمية) والأسعار المرتفعة لشراء حاجاتهن، ثم ارتداء تلك الملابس بقصد أن يرفع النساء إليهن أبصارهن؛ أو ليُعرفن بالزهو والخيلاء على غيرهن، هو من الحرام الذي يورث من تفعله الذل والمهانة، مع ما يصاحبه في الآخرة من عذاب النيران جزاءً وفاقاً على زهوهن، وكسر قلوب من يجالسهن، وجرح مشاعرهن وخواطرهن، وقد يؤدي ذلك إلى وقوع الشقاق بين هؤلاء وأزواجهن، لعدم استطاعتهم تلبية رغباتهن[7].






وخلاصة القول:


لقد ذكر العلماء أنه يكره للإنسان مخالفة زي بلده وأن ذلك داخل في لباس الشهرة؛ بل قال بعضهم: يحرم ذلك، فينبغي للمرأة المسلمة أن تلبس لباس بلدها إذا كان موافقاً للشرع لئلا يشار إليها بالأصابع؛ ولأن لباس غير أهل بلدتها ربما يزري بصاحبته وينقص مروءتها.






ومما سبق من شروط الحجاب الشرعي يتبين لنا: أن الإسلام قد قام بتنظيم زينة المرأة وضبطها، فالزينة حلال للمرأة تلبية لفطرتها، فكل أنثى مولعة بأن تكون جميلة، وأن تبدو جميلة. والزينة تختلف من عصر إلى عصر، ولكن أساسها في الفطرة واحد، هو الرغبة في تحصيل الجمال أو استكماله وتجليته للرجال.






والإسلام لا يقاوم هذه الرغبة الفطرية، ولكنه ينظمها ويضبطها، ويجعلها تتبلور في الاتجاه إلى رجل واحد -هو شريك الحياة- يطلع منها إلى ما لا يطلع أحد سواه، ويشترك معه في الاطلاع على بعضها المحارم.






والمرأة المسلمة - اليوم - تتلقى أمر الله في الزينة، وهي طائعة مؤمنة لا تتلكأ في الطاعة، بل تطيع فوراً؛ لأنها تعرف أن الإسلام رفع ذوق المسلمة وطهر إحساسها بالجمال؛ فلم يعد الطابع الحيواني للجمال هو المستحب -كما نراه اليوم ونشاهده- بل الطابع الإنساني المهذب هو الأصل وهو الجمال الحقيقي.






وجمال الكشف الجسدي هو جمال غير مهذب يهفو إليه الإنسان الشهواني مهما كان هذا الجمال فيه من التناسق والاكتمال؛ لكن جمال الحشمة هو الجمال النظيف الذي يرفع الذوق الجمالي ويجعله لائقاً بالإنسان.






إن كثيراً من الرجال - اليوم - تثير شهواتهم رؤية حذاء المرأة أو ثوبها، أو حُليِّها، أكثر مما تثيرها رؤية جسد المرأة ذاته.






كما أن كثيرين يثيرهم طيف يخطر في خيالهم، أكثر مما يثيرهم شخص المرأة بين أيديهم - وهي حالات معروفة عند علماء الأمراض النفسية اليوم - وسماع صوت الحلي أو الحركة، أو شم شذى العطر من بعيد قد يثير حواس رجال كثيرين ويهيج أعصابهم، ويفتنهم فتنة جارفة لا يمكن لها رداً، والواقع العملي المشاهد يشهد بذلك.






ولذلك نجد أن القرآن الكريم يسد هذه الطرق كلها ﴿ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ﴾ [النور: 31] والذي قال ذلك هو سبحانه وتعالى، الذي خلق المرأة وخلق الرجل، وهو الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير[8].






بقيت مسألة قد يثيرها البعض وهي: هل الحجاب عائق عن تقدم المرأة؟!


كثيراً ما يطرح محترفو الإساءة إلى الإسلام، والذين يضيقون به ذرعاً، لارتباطات شخصية أو لأسباب نفسية أمثال العبارات الآتية:


الإسلام كبل المرأة بأثقال الحجاب..! الإسلام فرض على المرأة التخلف عندما ألزمها بالحجاب.. تقدم المرأة وتحررها رهن بتحررها من قيود الحجاب...إلخ.






فإذا بدأنا وحررنا أنفسنا قبل كل شيء من التقيد بالأسبقيات والانقياد لها أياً كانت هذه الأسبقيات فإن الجواب الموضوعي المتحرر من الأسبقيات هو أنه لا تبدو أي علاقة بين الحجاب الذي شرعه الله وبين التخلف، كما أنه لا توجد أي علاقة بينه وبين التقدم.






فلم يكن يوماً ما شكل الثوب الذي ترتديه المرأة، أو نظامه، طولاً وقصراً، أو عرضاً واتساعاً، ذا أثر في توجهها العقلي أو نشاطها الإنساني، ومنذ أقدم العصور إلى اليوم كانت البلاد والمجتمعات الإنسانية ذات تقاليد متنوعة ومختلفة جداً في (هندسة) الثياب وأشكالها، بالنسبة لكل من الرجال والنساء معاً، فما سمعنا وما سمع أحد، أن تنوع الثياب هذا لعب دوراً في تفاوت تلك الأمم والجماعات في خطوط التقدم العلمي والحضاري.






إن الثياب التي يرتديها الهنود - رجالاً ونساء - ذات طابع فريد من نوعه. والثياب التقليدية العريقة التي ترتديها نساء اليابان، كانت ولا تزال ذات طابع فريد مختلف، كما أن الثياب التي تستريح إليها الأوروبيات والأمريكيات هي الأخرى ذات طابع مختلف. ولم يشعر أي من هذه الأمم بأن هذا التنوع الكبير في (موديلات) الثياب، ينبغي أن ينتج عنه تنوع مماثل في درجة التقدم. والحضارات التي سادت يوماً ما كالحضارة الساسانية، والبيزنطية، والإسلامية، وغيرها، لم تقف عن شيء اسمه مشكلة الثياب ولم تناقش فيها؛ بل لم تشعر بها.






فمن أين جاءت، ومتى ولدت هذه الحقيقة التي لا علم للعالم كله ولا لتاريخه بها؟


وبناءً على هذا المنطق فإننا نجد في أطراف الخليج فتيات ونساء جاهلات يسابقن فتيات الحي (اللاثيني) وأندية (الشانزليزيه) في باريس في المظهر والزينة والتحرر، فهل انعتقن بهذه الرقية السحرية من الجهالة والتخلف، وسجلت أسماؤهن في ديوان العالمات المتقدمات؟






وفي عمق بلادنا العربية كاليمن ومصر والشام، نساء متحجبات، بلغن الذروة في اختصاصات علمية متنوعة، وساهمن إلى أقصى الحد في الأنشطة والخدمات الاجتماعية المتنوعة، فهل أهدرت حشمتهن التي استجبن فيها لحكم الله تعالى كل ما شهد لهن به مجتمعاتهن من الامتياز العلمي والسبق الحضاري، والنشاط الاجتماعي، فتحولن في لحظة سحرية عجيبة إلى جاهلات رجعيات متخلفات؟!






[1] حجاب المسلمة: د. محمد فؤاد البرازي (ص:329).




[2] عبد الله الفوزان: زينة المرأة المسلمة، (ص:48) وما بعدها.




[3] راجع: زينة المرأة المسلمة، (ص:49).




[4] أخرجه أبو داود في كتاب اللباس (باب:5) في لبس الشهرة، (ج:4/314)، وابن ماجه في كتاب اللباس (باب:24) من لبس شهرة من الثياب، (ج:2/1192)، وقد حسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، حديث رقم (3607)، (ج2/284)




[5] نيل الأوطار، (ج2/126)




[6] زينة المرأة المسلمة: عبد الله الفوزان، (ص:58-59).




[7] حجاب المسلمة بين انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين: د. محمد البرازي (ص:307)




[8] راجع: دستور الأسرة في ظلال القرآن، سيد قطب (ص:189).







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-12-2020, 04:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من شروط الحجاب الشرعي

من شروط الحجاب الشرعي
علي محمد مقبول الأهدل


استيعاب جميع بدن المرأة


وذلك ليكون ساترًا للعورة، وللزينة التي نهيت المرأة عن إبدائها، فإن القصد الأول من اللباس هو الستر، فلا بد أن يكون لباس المرأة ساترًا لوجهها وكفيها وقدميها وسائر جسمها - على الراجح - إذا كانت خارج الصلاة وبحضرتها أجانب، قال تعالى: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور: 31].

والنهي عن إبداء الزينة نهي عن إبداء مواضعها من باب أولى، ولولا اللباس لظهرت مواضع الزينة: من الصدر، والذراع، والقدم.. ونحوها، فعلى الفتاة المسلمة مراعاة الآتي:
1- أن يكون اللباس ساترًا لبدن المرأة، ومنه: الوجه، والكفان، والقدمان، والساقان، وعلى هذا فلا بد أن تلبس المرأة ما يستر كل ذلك إذ قد يظهر شيء منه، ولا سيما عند ركوبها السيارة أو لنزولها منها، أو دخولها أماكن تضطر فيها إلى صعود سلالم، فتظهر زينتها وتحصل الفتنة بها.

2- ينبغي للمرأة لبس القفازين لستر الكفين، والجوارب (الشٌّربات) لستر القدمين، وذلك عند خروجها لحاجتها، ويجوز استعمال البرقع إذا كان يستر الوجه ما عدا العينين لحاجة الإبصار، ويدل لذلك قول عائشة ل في المرأة المحرمة: (لا تتلثم ولا تتبرقع، ولا تلبس ثوبًا بورس أو زعفران) [1]، وما رواه مالك عن نافع عن ابن عمر كان يقول:
(لا تتنقب المرأة المحرمة ولا تلبس قفازين) [2].


فهذا يدل على أن المرأة في غير حالة الإحرام، تلبس البرقع والقفازين، إذ لو لم يكن كذلك لم يكن هناك فائدة من نهيها عنهما حال الإحرام.

ويرى بعض العلماء في الوقت الحاضر عدم الإفتاء بجواز لبس البرقع في عصرنا هذا؛ لأنه ذريعة إلى الفساد حيث أصبحت النساء يظهرن مع العينين جزءًا من الوجه مما يجلب الفتنة ولا سيما أن كثيرًا منهن تكتحل عند لبسه فمنعه وجيه جدًا من باب درء المفسدة.

3- لبس البالطو لا بد أن يكون ضافيًا على جميع البدن لئلا يظهر شيء من مفاتن بدنها وثيابها؛ لأن ظهور هذا من التبرج الذي نهيت عنه المرأة المسلمة، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى[الأحزاب: 33].

4- أن مهمة العباءة أو (الكاب) أو (البالطو) هو ستر ما تحته من لباس يعتبر من أهم أنواع الزينة، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ[الأحزاب: 59]، والجلباب: هو الرداء فوق الخمار، وقيل: هو ثوب واسع تستر به المرأة بدنها كله[3]! والعباءة أو (الكاب) أو (البالطو) نوع من الجلباب.

وعلى هذا فلا يجوز للمرأة أن تلبس (البالطو) أو (الكاب) أو العباءة المطرزة، التي تكون في أطرافها وأكمامها قيطان أو غيره؛ لأن هذا من التبرج؛ لأن العباءة أو (الكاب) أو (البالطو) إذا كان زينة في نفسه فهو بحاجة إلى ما يستره[4].


[1] انظر: فتح الباري، (ج 3/405)، نقلاً عن زينة المرأة المسلمة للشيخ عبد الله الفوزان، (ص:40).

[2] الأثر رواه مالك في كتاب الحج (باب:6) تخمير المحرم وجهه، (حديث:15)، (ج1/328).

[3] الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، (ج14/ 243).

[4] زينة المرأة: عبد الله الفوزان، (ص:41-42).







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-12-2020, 04:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من شروط الحجاب الشرعي

من شروط الحجاب الشرعي
علي محمد مقبول الأهدل


ألا يكون زينة وأن يكون فضفاضا لا يشف


أن لا يكون اللباس زينة في نفسه:
والمقصود من ذلك الثياب الظاهرة، فالمرأة منهية عن الثياب إذا كانت تلفت أنظار الرجال إليها؛ لعموم قوله تعالى: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ﴾ [النور: 31] فإذا نهين عن إبداء الزينة فكيف تلبس ما هو زينة؟


ولأن ذلك داخل في التبرج فإن تعريفه: (أن تبدي المرأة من زينتها ومحاسنها وما يجب عليها ستره مما يستدعي به شهوة الرجال)، ولا ريب أن خروج المرأة بملابسها الجميلة من أكبر أسباب الفتنة وعوامل الفساد، والله تعالى يقول: ﴿ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33].


وعلى هذا فمتى اختارت المرأة ثيابها من الألوان الجذابة لكي تلذ بها أعين الناظرين من الرجال فهذا من مظاهر التبرج الجاهلي!


ولذلك يقول العلماء[1]: إن كلمة التبرج إذا استعملت للمرأة كان لها ثلاثة معانٍ:
أولها: أن تبدي للأجانب جمال وجهها ومفاتن جسدها.
ثانيًا: أن تبدي لهم محاسن ملابسها وحليها.
ثالثًا: أن تبدي لهم نفسها بمشيتها وتمايلها وترفلها وتبخترها.


فعلى المرأة المسلمة أن تحذر ثياب الزينة الظاهرة ولو كانت في منزلها عند زوجها إذا حضر بعض أقارب الزوج كأخيه وعمه وابن أخيه ونحوهم، وهذا يختلف عن اللباس لزوجها، فلها أن تلبس ما شاءت عنده مهما بلغ من الزينة ما لم يصل إلى حد الإسراف، كما أنه لا مانع من لباس الزينة إذا سترته بالعباءة أو البالطو أو الكاب لحضور مناسبة من المناسبات إذا لم يراها الرجال الأجانب[2].

أن يكون صفيقًا (ثخينًا) لا يشف:
أما الصفيق فلأن الستر لا يتحقق إلا به، وأما الشفاف فإنه يزيد المرأة فتنة وجمالًا، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسنمة البخت العنوهن فإنهن ملعونات)[3]، والمقصود من ذلك أن النساء اللواتي يلبسن من الثياب الشيء الخفيف الذي يصف ولا يستر، فهن كاسيات بالاسم، عاريات في الحقيقة[4].


وبناءً على ذلك فلا يجوز للمرأة أن تلبس ثوبًا خفيفًا، وأن الثوب الخفيف يؤدي إلى الفتنة، وليس هذا اللباس من الإسلام في شيء، ومنه نأخذ أن الشراب الخفيف لا يجوز، كما لا يجوز لبس الخمار (الطرحة) إذا كانت خفيفة؛ بل إن الخمار الذي يوضع على الوجه وهو خفيف فهو أشدُّ فتنة؛ فعلى المسلمة أن تحذر من ذلك كله[5].

أن يكون فضفاضًا غير ضيق:
لأن الغرض من العباءة (أو البالطو أو الكاب) إنما هو رفع الفتنة ولا يحصل ذلك إلا بالعباءة الواسعة؛ والسبب في ذلك حتى لا يصف جسم المرأة، ويُظهر حجم أعضائها ويغري أهل الفساد بها، ولا شك أن الثياب الضيقة التي تبرز دقائق الجسد، وتفاصيل الأعضاء، صارت أداة من أدوات الإغراء، وداعية من دواعي الإثارة، وسببًا من أسباب الفتنة، وتقف وراء ذلك مؤسسات مشبوهة، ودور أزياء يهودية أخذت على عاتقهاإفساد المرأة، وهمها الأول الربح المادي البحت.



والدليل على هذا الشرط هو حديث أسامة بن زيد ا قال: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قُبطية كثيفة مما أهدى له دِحية الكلبي فكسوتها امرأتي، فقال: (مالك لم تلبس القبطية[6]؟ قلت: كسوتها امرأتي، فقال: مرها فلتجعل تحتها غلالة[7] فإني أخاف أن تصف حجم عظامها)[8].


فالضيق من الثياب الذي يصف أكتاف المرأة أو ثديها أو عجيزتها فهذا لا يجوز لبسه وهو منهي عنه، ووردت السنة بذلك كما في حديث أسامة السابق.


[1] انظر: زينة المرأة المسلمة، للشيخ عبد الله الفوزان، (ص:54).

[2] المرجع نفسه، (ص:54- 55).

[3] أخرجه الطبراني في المعجم، (ص:232)، وصححه الألباني في الحجاب (ص:56)، ونقل السيوطي كلاماً فيه، انظر تنوير الحوالك، (ج:3/103)، وانظر نيل الأوطار، (ج2/131).

[4] عودة الحجاب: محمد إسماعيل، (ص:148).

[5] راجع: زينة المرأة المسلمة، الفوزان، (ص:56).

[6] القبطية: بضم القاف نسبة إلى القبط بكسر القاف وهم أهل مصر، والقباطي ثياب إلى الدقة والرقة والبياض.

[7] الغلالة: شعار يلبس تحت الثوب، فهو مثل الملابس الداخلية للمرأة.

[8] أخرجه أحمد في المسند، (ج5/205)، قال المنذري: في إسناده عبد الله بن لهيعة ولا يحتج بحديثه. انظر: عون المعبود، (ج11/175)، وانظر: زينة المرأة، عبد الله الفوزان، (ص:42).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 93.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 90.91 كيلو بايت... تم توفير 2.59 كيلو بايت...بمعدل (2.77%)]