التوحيد في سورة فاطر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تحميل لعبة ببجي موبايل 2025 مجانًا بسهولة تامة (اخر مشاركة : رامي محمود - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 682 - عددالزوار : 140578 )           »          حياة القلوب - قلوب الصائمين انموذجا**** يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 49 )           »          حقوق العمالة وواجباتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          طهر قلبك من الحسد! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          البرنامج التأصيلي العلمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 10191 )           »          من يحمي المجتمع من عدوى الإعلانات؟!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          مُثُــــل علـيـا في السلـوك الإداري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مساجد غزة الأثرية.. معالم حضارية تقاوم محاولات طمس هويتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-12-2020, 08:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,623
الدولة : Egypt
افتراضي التوحيد في سورة فاطر

التوحيد في سورة فاطر












د. أمين الدميري




الحمد لله فاطر السماوات والأرض، مبدعهما وما فيهما ومدبر الأمر فيهما، سبحانه هو المعطي المانع، بيده ملكوت كل شيء، وخزائن الرحمات تحت سلطانه: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 2].







ثبت في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع يقول: "سمع الله لمن حمِده، اللهم ربَّنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد"، برقم (477).







اشتملت السورة على ثلاثة نداءات (يا أيها الناس):



الأول: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ ﴾ [فاطر: 3]. سبحانه وبحمده خلق ورزق من خلق، ولم يتركْهم، بل تفضل عليهم بالنعم من غير سؤال وبسؤال؛ لأنه خالق الكافر والمؤمن ورازق الصنفين، ولم يمنع الرزق عن الكافر بسبب كفره، كما قد يمنع الرزق عن المؤمن إذا عصاه؛ فإن العبد يُحرَم الرزق بالذنب يُصيبه، فما من مصيبة إلا بذنبٍ، ولا رُفعت إلا بالتوبة والجوع، وقد يكون تأخير العقوبة استدراجًا من الله للعبد؛ فعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأيت الله عز وجل يعطي العبد ما شاء، وهو مقيم على معاصيه، فإنما ذلك استدراج منه له، ثم تلا: ﴿ فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ ﴾ [الزخرف: 55]، رواه الطبراني في الأوسط برقم (4926)، والبيهقي في شعب الإيمان (4540)، وأحمد (4 /145).







والآية الكريمة اشتملت على نوعي التوحيد: الربوبية والألوهية؛ فالله الخالق المتفضل بالرزق، ولم يشركه في ذلك أحد، هو الله الذي لا إله إلا هو المستحق وحده أن يكون الإله المعبود، الحاكم الآمر المطاع.







الثاني: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [فاطر: 5]؛ فوعده سبحانه حقٌّ، ولقاؤه حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، وما أخبرت به الرسل؛ كنصر الله للمؤمنين، وانتقامه من المكذبين المجرمين، وأن العاقبة للموحدين، كل ذلك حق، ﴿ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾، فالانشغال بملذات الحياة، والاستغراق في شهواتها، وتلبية حاجات النفس، وما تطلبه وما تطمح إليه من عرَضِ الدنيا، كل ذلك يفسد الفطرة، ويبعث على الغرور والتعلق بالحياة الدنية، فينسى المرء في غمرتها وعدَ الله الحق، فلا يفكر في يوم البعث والجزاء، ولا يحسب لما بعد الدنيا حساب، فهو أسير شهواتها وملذاتها؛ فاستعبدته وسخرته وألْهَتْه، فكان في غفلة عن وعد الله الحق، وعقيدة أهل السنة وسلف الأمة هو أننا نقرُّ ونؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وما جاء من عند الله، وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نرد شيئًا من ذلك، وأن الله عز وجل إله واحد لا إله إلا هو فرد صمد، لم يتخذ صاحبة ولا ولد، وأن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق، وأن الجنة حق وأن النار حق، والساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث مَن في القبور، وبأن الله استوى على عرشه؛ كما قال: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، وأن له وجهًا يليق به؛ كما قال: ﴿ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 27]، وأن له "يدين"، بلا كيف وكلتا يديه يمين؛ كما قال: ﴿ خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾ [ص: 75]، وكما قال: ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾ [المائدة: 64]، وأن له "عينين" بلا كيف؛ كما قال: ﴿ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ﴾ [القمر: 14].







الثالث: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15].



إن المالك لكل شيء هو الله مالك الملك، وإن الملك الدائم إنما هو له وحده، وكل الناس فقراء إلى الله، محتاجون إليه، لا قوام لهم ولا قيامة إلا به، فهو سبحانه القائم على كل نفس، وهو تعالى القيُّوم، الغني عن غيره والمنفرد بالوحدانية والصمدية، فلا ند له ولا شريك له، ولا كفء له ولا نظير ولا شبيه... وغيره من الخلق أو من المعبودات المصنوعة، لا يملكون من قطمير، (وهو غلاف النواة الرقيق)؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ﴾ [فاطر: 13].







والله تعالى غني عن الخلق وعن عبادتهم، وإن عبدوه كلهم، وهو الحميد المستحق للحمد على ما جاء به وأنعم تفضلًا؛ قال القرطبي: (فإن قلت: قد قوبل "الفقراء" بـ"الغني" فما فائدة "الحميد"؟ قلت: لما أثبت فقرَهم إليه وغناه عنهم، وليس كل غني نافعًا بغناه، إلا إذا كان الغني جوَادًا منعمًا، فإذا جاد وأنعم حمِده المنعَم عليهم، واستحق عليهم الحمد - ذكر "الحميد"؛ ليدل به على أنه الغني النافع بغناه خلقه، الجواد المنعم عليهم المستحق بإنعامه عليهم أن يحمدوه).







والله تعالى هو السميع لدعاء الداعين، المستجيب لهم في كل حين، أما غيره من الآلهة المصنوعة والأرباب المزيفة، فلا تسمع دعاءً ولا تستجيب لنداء من ينادي عليهم: ﴿ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ﴾ [فاطر: 14].







إن العلماء العالمون بعظيم صنع الله، وسَعة مُلكه ووافر قدرته، وإحاطته وتدبيره وحكمته، هم أخشى الناس لله، وقد روي عن الإمام مالك أنه قال: (ليس العلم بكثرة الرواية، إنما العلم الخشية)، ونقل أيضًا عن ابن مسعود رضي الله عنه.







وقد قيل: العلماء ثلاثة: عالم بالله عالم بأمر الله، وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله، وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله، فالأول: يخشى الله ويعلم حدوده، والثاني: يخشى الله ولا يعلم حدوده، والثالث: يعلم الحدود ولا يخشى الله، والأول هو العالم الرباني، والأخير هو العالم الفاجر!







والعلم النافع - وهو العلم بالله وبأمره - يثمر الخشية، والخشية هي المحرك للعمل، لذا كان قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ﴾ [فاطر: 29]، فالتجارة الرابحة هي التجارة مع الله لنيل الأجر والثواب في الآخرة التي لا يفنى نعيمُها، فهم يزرعون هنا ليحصدوا هناك، ويكابدون هنا ليستريحوا هناك، فقيمة دنياهم ما يقدِّمونه لأخراهم!






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.58 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]