كثرة انتقاد الزوج لزوجته بسبب الوزن

[ابوالوليد المسلم]

كثرة انتقاد الزوج لزوجته بسبب الوزن
أ. رحمة الغامدي


السؤال

♦ ملخص السؤال:
فتاةٌ عقد عليها خطيبها، وتشكو مِن تجريحات وانتقادات زوجها لها بسبب الوزن، وتسأل: كيف تخبره بما يفعل؟

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنتُ على علاقة بشابٍّ منذ 4 سنوات، والحمدُ لله تقدَّم لخطبتي منذ سنة بعد العديد مِن المحاولات السابقة التي حالتْ دون نجاحها أسبابٌ ماديةٌ.


أتْمَمْنا الخطبة بالعقد الشرعي والإداري، لكن في الحقيقة تؤرقني مشكلة كبيرة مع زوجي، وهي مشكلة الشَّهوة، التي يلح علي بها مما جعلني أستسلم وأقبل هذا الحل، لكي أُخَفِّف عنه دون أن نقع فيما هو حرام، وللعلم فهو شابٌّ خَلُوقٌ، ولم يسبقْ له أن مارَسَ أي علاقة غير شرعية، مهما كانت درجتها!


كنا متزوجين ورقيًّا فقط في نظر الجميع، لكن في الحقيقة كان زواجُنا مكتملاً، ظننتُ أنه بعد اللقاءات التي جَمَعَتْني به خلال هذه السنة التي تراوحتْ بين يومين إلى ثلاثة أيام كل شهرين - أنني سأخفف عنه، رغم ثقتي بأن ذلك ليس الحل النهائي، ومع كل ما كان يَجُول بخاطري عن مدى صحة ما نقوم به، ومِن تأنيب ضميري تجاه ثقة والدي بي، إلا أنني كنتُ أُحاوِلُ جاهدةً أن أغَطِّي هذا الأمر، وأبَيِّن له مدى هَنائي معه بتلك الأيام، وأنه فقط ما ينقصني؛ ظنًّا مني أن ذلك سيزيد من ثقته بنفسه، وحتى لا أنقص مِن مقامه أمامي، ومن فرحته بتلك الأيام!


لكن مع كل مرة نتقابل فيها كان هناك سببٌ ما ينزعج منه ويغضب بسببه، ويصب جامَّ غضبه عليَّ بعدها، ثم أغضب أنا وينتابني شعور بالانفعال أو اللامبالاة! ثم يبرر ذلك بأن بُعدي عنه هو السبب!


كذلك مِن الأمور التي تُسَبِّب شِجارًا بيننا، مسألة زيادة وزني قبل وبعد الزواج، وأنا وافقتُ على طلبه، لكني لم أصِلْ إلى نتيجةٍ مُرْضِيَةٍ له، وما يزعجني أكثر أنني لستُ الأفضل والأجمل في نظَرِه، ولكي أكون الأفضل كنتُ أستعمل كلَّ ما سمعتُ عنه، مِن أدوية وأنواع الحمية المختلفة، ومُمارَسة الرياضة، لكن النتيجة كانتْ ضعيفة، وللأسف شكواه المستمرةُ جعلتني غير مرتاحة نفسيًّا، بل أثرتْ على شهيتي!


لا أعلم كيف يفكر؟ وكأنَّه لا يوجد شيء يؤثر عليه ويعكِّر حياته إلا وزني، أراه أنانيًّا جدًّا في هذه النقطة، بل لا يهتم بمشاعري وأحاسيسي.


لا أستطيع التحمل أكثر من ذلك، وأحاول استغلال كل فرصة ممكنة لأحسِّن من نفسي، لكني غير مُرْضِية له.

أرجو أن تنصحوني، هل هو يُبالغ في الأمر؟

وماذا يجب عليَّ أن أفعل لأخبره بخطئه!

الجواب

الحمدُ لله رب العالمين، وبه نستعين:
بدايةً أشكر ثقتك في شبكة الألوكة، وأسأل الله أن نكونَ عند حُسن ظنكم.


عزيزتي، حقيقةً لا أعرف ماذا يعني الزواج الورقي؟ هل المقصود به التمليك؟ أو عقد الزواج، والذي يتم بشهود بعد الاتفاق على المهر والشروط؟

إذا كان هذا المقصود، فالحمد لله، رغم أن ثقة والدك كانتْ بك أكبر من ذلك.

عمومًا عزيزتي هذا أمر الله، ولا ينفع الآن أن نلومَ أنفسنا، بل من الإيجابية أن نبحثَ عن الحلول لنكونَ على برِّ الأمان، وخاصة أنك أخفيتِ أمرًا هامًّا على والدك، لذلك أنت بحاجةٍ إلى تلافي الوقوع في مشكلات إضافية، وإلى عكس الاتجاه الذي تسير عليه حياتك الآن.

لذلك أوصيك بالتالي:
• تقوية علاقتك بالله عز وجل، وطلب العون منه، فمهما بلغتْ قُوتنا نحن البشر، فلا حول لنا ولا قوة إلا بالله.

• الحِوار مع زوجك حول التعجيل بإتمام أمور زواجكما كاملاً، وأسباب التأخير، ومحاولة الضغط عليه للمُوافَقة.

• أما عن موضوع زيادة وزنك، فلا أتوقع أنه سبب كافٍ لتصرُّفات زوجك، لذلك عليك بالبحث معه عن الأسباب الأخرى، مع التوضيح له بأنَّ موضوعَ الوزن يحتاج إلى وقتٍ وراحة بال، كما عليك ألا تدمري صحتك أو تضريها باستخدام ما يَضُرُّها من الأدوية!

• اتفقي أنت وزوجك على الاحترام المُتبادَل بينكما، على أن يوضح ما يحبه هو فيك، وما تحبينه أنت فيه، واتفقَا على الاهتمام والحِرص على محبوبات الطرف الآخر لكما.

• اقرئي كثيرًا عن الحياة الزوجية وفنون السعادة، ومفاتيح الشخصيات، وخاصة الرجل كزوج.

• أرسلي لزوجك كلَّ ما يغذي ثقافته الزوجية، مِن فنون التعامل مع الزوجة وغيرها.

• دعاء الله بالحياة السعيدة والاستغفار من الذنوب، والتزود بالأعمال الصالحة من أهم مسببات السعادة للحياة الزوجية.


أسأل الله لك السعادة في الدارين