| 
 
02-12-2020, 06:49 PM
 | 
| 
|  | قلم ذهبي مميز |  | 
تاريخ التسجيل: Feb 2019 مكان الإقامة: مصر الجنس :   
المشاركات: 164,765
 
الدولة :        |  | 
| 
 تعالوا نتذاكر نعم الله علينا 
 
  			 				 					     تعالوا نتذاكر نعم الله علينا   
 
 
 
 
 أميمة الجابر
 
 
 
 
 
 
 
 المؤمنون  دائما يسألون  ربهم العون على ذكره وشكره وحسن عبادته وهي وصية النبي صلى  الله عليه وسلم  ، وكان يرددها دبر كل صلاة " اللهم أعني على ذكرك وشكرك  وحسن عبادتك
 
 عَنْ مُعَاذِ بْنِ  جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ  وَسَلَّمَ أَخَذَ  بِيَدِهِ وَقَالَ : " يَا مُعَاذُ ، وَاللَّهِ إِنِّي  لَأُحِبُّكَ ،  وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ ، فَقَالَ : أُوصِيكَ يَا  مُعَاذُ لَا  تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ : اللَّهُمَّ  أَعِنِّي عَلَى  ذِكْرِكَ ، وَشُكْرِكَ ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ " رواه أبو  داود  والنسائي .
 
 إذ شكر النعمة سبب  زيادتها والبركة فيها  ، كما قال تعالى : " وَإِذْ  تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ  لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ  كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي  لَشَدِيدٌ "
 
 لقد لاحقتنا النعم من كل  حدب وصوب ، وأمطرت علينا النعم من كل مكان , لكننا  غفلنا عنها واعتدناها  وكأننا لا نراها ونسينا أن نواصل الله تعالى بالحمد  عليها والشكر .
 
 فلنغمض أعيننا قليلا من  الوقت ونحاول أن نسير هكذا دقائق بل ثوان سنشعر  بقيمة البصر وأنه من نعم  الله الجليلة التي لابد أن نشكره سبحانه عليها .
 
 أو أن نقوم بأداء عملنا  يوما بيد واحدة ونرى هل سنصبر ! , بل بدون أصبع  الإبهام وحده أو السبابة  وحدها وهكذا ،وعندئذ سنشعر بنعمة وجود اليدين ,  نعمة معنا ولكننا لا نشعر  بها ولا نهتم بالشكر عليها كما ينبغي .
 
 فلنتذكر نعمة السمع أو  الكلام أو السير على الأقدام , أو نعمة المال  والأولاد , نعم لا يشعرها  ولا يعلم قيمتها إلا المحروم منها أو الذي قد فقد  أحدها .
 نحمد الله علي سكن يؤوينا عندما نجد غيرنا يعيش بدونه ، نعمة الصحة نشعرها   عندما نجد من يعاني أمامنا من كثرة آلام المرض..نعم نحن أيضا نشتكي المرض   لكننا أفضل والحمد لله
 
 نعمة الأبناء الصالحين , نشكر الله عليها كثيرا عندما نجد آباء يعانون عقوق أبنائهم وانحرافهم .
 
 نعمة الأبوين , وخيرهم الدائم للأبناء, نشعرها عندما نجد أبناء قد فقدوا أحد أبويهم أو كلاهما, فليشكر الله كثيرا كل من له أبوان .
 
 نحمد الله ونشكره عند  الرزق بزوج صالح أو زوجة صالحة , وأمامنا أشكال كثيرة  من الخلافات نراها  في كل ساعة , ونرى عدم التوافق بين الازواج حتى انهارت  كثير البيوت وزاد  منسوب النطق بالطلاق .
 
 نحمد الله ونشكرة الذي أكرمنا بالرزق الحلال , عندما نجد الكثير من الناس في ظل هذا الزمان مع الضيق المالي يندفعون نحو السقطات  .
 
 نعمة معرفة الخالق  الواحد الفرد الصمد الحي القيوم الذي يشعر بآلامنا ويسمع  نجوانا ويستجيب  لدعائنا ويفرج همومنا " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ".
 
 نحمد الله الذي جعلنا  مسلمين له عابدين له توابين , نحمده على نعمة الإيمان  عندما نرى من يعبد  الأصنام ومن ليس له شيء يعبده غير هوى نفسه !
 
 و الشكر لايكون إلا  بتحقيق أركانه ، وهي شكر القلب ، وشكر اللسان ، وشكر  الجوارح ، قال ابن  القيم : الشكر يكون : بالقلب : خضوعاً واستكانةً ،  وباللسان : ثناءً  واعترافاً ، وبالجوارح : طاعةً وانقياداً " " مدارج  السالكين "
 
 فشكر القلب أن يستشعر  القلب قيمة النعم ويعترف بها لله سبحانه ، وشكر  اللسان هو التعبير به حمدا  وشكرا وثناء له سبحانه ،  وعَنْ أَنَسِ بْنِ  مَالِكٍ قَالَ : قَالَ  رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  ( إِنَّ اللَّهَ  لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ  فَيَحْمَدَهُ  عَلَيْهَا ، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ  عَلَيْهَا ) رواه  مسلم
 
 وأما شكر الجوارح فهو أن يجعلها وقفا لله ، فيستعملها في طاعته قال الله تعالى : " اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً "
 
 قال ابن رجب : " الشكر  على درجتين : إحداهما واجب ، وهو أن يأتي بالواجبات ،  ويتجنب المحرمات ،  فهذا لا بد منه ، ويكفي في شكر هذه النعم ، ...
 
 
 .الدرجة الثانية : الشكر  المستحب ، وهو أن يعمل العبد بعد أداء الفرائض ،  واجتناب المحارم : بنوافل  الطاعات ، وهذه درجة السابقين المقربين "
 
 
 اللهم أنت ربنا خلقتنا  ونحن عبيدك ونحن على عهدك ووعدك ما استطعنا نعوذ  بك من شر ما صنعنا نبوء  لك بنعمتك علينا ونبوء بذنوبنا فاغفر لنا , فإنه لا  يغفر الذنوب إلا انت .
 
 
 
 
__________________  سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك  فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى. 
 |