إضلال أم تضليل؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 869 - عددالزوار : 119291 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024307 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301547 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40262 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367132 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-11-2020, 07:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,245
الدولة : Egypt
افتراضي إضلال أم تضليل؟

إضلال أم تضليل؟
الشيخ طه محمد الساكت




يسألني الفاضل الشيخ جاب الله غازي أحد قراء "الإسلام" الغرَّاء والعاملين على نشرها بالرمل: عن طائفةٍ مِن الناس إذا أمروا بمعروفٍ قالوا: لو شاء الله لفعَلْنا، وإذا نهوا عن منكرٍ، قالوا: لو شاء الله ما عصينا، ولا هَمَّ لهم إلا الشَّقْشَقَة بالقضاء والقدر، والاحتجاج بهما في تَرْك الأوامر، وفعل النواهي؟
قال: ومن هذه الطائفة متعلِّمون يَنشرون المنكرَ، ويُضلُّون العامة، ويُفسدون في المجالس، ولا يجدون مَن يهديهم سواءَ السبيل، ومِن اللَّطائف ما قاله أحدُ العلماء الأجلَّاء - وكان حاضرًا هذا السؤال -: إننا نجيب أمثال هؤلاء بلطمةٍ على الوجه، أو بصفعةٍ على القفا؛ فإن تألَّموا أو تضجَّروا قلنا: قضاءُ الله وقدَره! وإن رضوا واطمأنوا زدناهم لطمًا وصفعًا، وإنْ نَسَبُوا إلينا عملًا فعليهم أن يَمْتَثِلوا أوامرَ الله، ويَتَجَنَّبوا نواهيه، وليَدَعوا قضاء الله وقدَره والجدالَ فيهما، فما كان الاحتجاج بهما لينفعَهم في قليل ولا كثيرٍ، ولو كان لهؤلاء مسكةٌ مِن عقل أو بقية من إيمان، أو ذرة من إنصاف - لفرَّقوا بين الأفعال الاضطرارية التي لا مدخلَ للعبد فيها؛ كالرعشة والحرارة والبرودة، وبين الأفعال التي للعبد فيها نوعٌ من الكَسْبِ والاختيار - وهو مناطُ التكليف والثواب والعقاب.

أمَّا الاحتجاج بالإرادة والمشيئة وبالقضاء والقدَر، فقد ردَّه الله على المشركين، وبيَّن أن حجتهم داحضة، وأن حجته هي البالغة؛ إذ هدى الإنسانَ النَّجدَيْنِ: طريق الخير، وطريق الشر، وبعث إليهم الرسل مُبشِّرين ومنذرين، وأنزل الكتب تبيانًا لكل شيء؛ فقطع معذرته، وأزال شُبهته؛ ﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ﴾ [الأنعام: 148].

نعم إنَّ كلَّ شيء بقضاء الله وقدَره، غير أننا لا نعلم ما قضى وما قدَّر إلا بعد وقوعه، فمِن سوء الأدب أن نبحثَ في شؤونه تعالى، أو أن نتهاونَ في أوامره، ثم نحتجَّ بإرادته ومشيئته.
على أن القضاءَ هو عِلْم الله تعالى أزلًا بحُصول الأشياء على أحوالها وأوضاعها، لا تختلُّ مِن ذلك ذرةٌ، والعلمُ صفة انكشافٍ لا تأثير لها في إيجاد شيءٍ أو إعدامه، فمِن البديهيِّ أنَّ علمَه تعالى ليس سببًا في الجبر ولا الإكراه.

وأما القدَر: فهو إيجادُه تعالى الأشياءَ على وفاقِ علمه بها، وإلا كان علمُه جهلًا، تعالى اللهُ عن ذلك علوًّا كبيرًا، وليس في القدَر إلْجاءٌ ولا إكراه مِن بعد ما تبيَّن للعبد مِن خير وشرٍّ، ومن بعد ما منح مِن كسب واختيارٍ، ومن أجل ذلك يتنازعُه ميلان إلى الفعل، وآخر إلى التَّرْك، ثم هو يرجِّح أحدَ الأمرين، وبترجيحِه هذا صحَّ أن يُكلَّف، وأن يُثاب ويُعاقب، وليس كالريشةِ في مهبِّ الريح؛ كما تقول فرقةٌ ضالَّة تُدعى الجبريَّة، ولو أن المقام للمناظرةِ والحجاجِ لأقمنا الحجَّة على هذه الشِّرْذمةِ بما لا مزيدَ عليه، ولكن هؤلاء معاندون جاحدون، وفي أمثالهم يقول الله تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الجاثية: 23]، ولعلَّ أبلغَ ردٍّ على هذه الطائفة الضالة المُضلَّة - إنِ اكتَرَثْنا بهم - هو ما أجاب به نبيُّ الله عيسى عليه السلام: إذ تمثَّل له الشيطان فقال: يا روحَ الله، كل شيء بقضاء الله وقدَره، فارمِ بنفسك مِن ذروةِ هذا الجبل، فما يصيبُك إلا ما قدَّر الله!

فأجاب عليه السلام مِن فوره: اخسَأْ يا لعين! فإن الله يمتحنُ عبدَه، وليس للعبد أن يمتحن ربَّه.
هذا ونعد قرَّاء "الإسلام" بمقال وافٍ في القضاء والقدَر إن شاء الله؛ بيانًا للمنصفين، وخوفًا على المغرورين والمستضعفين.
مجلة الإسلام: ع 30، السنة الثامنة، 1 شعبان سنة 1358هـ، 15 سبتمبر 1939م.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.96 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.83%)]