|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بديع الإنشا بشرح حديث: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما أبو عاصم البركاتي المصري الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وآله وصحبه ومن والاه. أما بعد: فقد أخرج البخاري ومسلم واللفظ له في صحيحيهما عن عبدالله - وهو ابن مسعود - قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: ((إن أحدكم يُجمع خَلقه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون في ذلك علقةً مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغةً مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح، ويُؤمر بأربع كلمات: بكتْب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، فوالذي لا إله غيره، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيَسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيَسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة، فيدخلها)). وأخرجه الترمذي (2137)، وأبو داود (4708)، وابن ماجه (76)، وأحمد في المسند (3624) (4091)، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبدالله بن مسعود. فوائد الحديث: فائدة (1): جواز واستحباب تأكيد الخبر ليقع بالتصديق في نفس المخبر، ومن ذلك قول ابن مسعود: حدثنا الصادق المصدوق؛ أي: الصادق في قوله، المصدوق فيما يأتيه من الوحي. فائدة (2): الحديث أصل في إثبات القدر؛ قال النووي في شرح مسلم: وفي هذه الأحاديث كلها دلالات ظاهرة لمذهب أهل السنة في إثبات القدر، وأن جميع الواقعات بقضاء الله تعالى وقدره؛ خيرها وشرها، نفعها وضرها؛ ا.هـ. الإيمان بالقدر من أصول الإيمان التي لا يتم إيمان العبد إلا بها، ففي صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب في سؤال جبريل عليه السلام الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإيمان قال: ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وتؤمن بالقدر خيره وشره))، قال - (أي: جبريل عليه السلام) -: صدقت. وقال تعالى: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر ﴾ [القمر: 49]، وقوله: ﴿ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ﴾ [الأحزاب: 38]، وقوله: ﴿ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ﴾ [الأنفال: 42]، وقال: ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾ [الفرقان: 2]، وقال: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى ﴾ [الأعلى: 1 - 3]. وروى مسلم في صحيحه عن طاوس قال: "أدركت ناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس، أو الكيس والعجز". وروى مسلم أيضًا عن أبي هريرة قال: "جاء مشركو قريش يخاصمون رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدر، فنزلت: ﴿ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 48، 49]؛ مسلم والترمذي. وأركان الإيمان بالقدر أربعة: وهي العلم والكتابة والمشيئة ثم الخلق. الركن الأول: علم الله الشامل الكامل: قال تعالى: ﴿ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ﴾ [النجم: 32]. فعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن كيف كان يكون؛ سبحانه: ﴿ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [سبأ: 3]. وقوله تعالى: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]. وروى البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال: "سُئِل النبي صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين، فقال: ((الله أعلم بما كانوا عاملين)). الركن الثاني: الإيمان بأن الله كتب في اللوح المحفوظ كل شيء: كما في "صحيح مسلم" عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله قدَّر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة)). وفي حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة))؛ أخرجه أبو داود (4700)، والترمذي (3319)، وأحمد (22705)، وصحَّحه الألباني. وقال سبحانه: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحج: 70]، وقال: ﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾ [يس: 12]. الركن الثالث: الإيمان بمشيئة الله تعالى: قال تعالى: ﴿ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: 29]، وقال: ﴿ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﴾ [الأنعام: 111]، وقال: ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ﴾ [الأنعام: 112]، وقال: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82]، وقال: ﴿ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الأنعام: 39]. الركن الرابع: الإيمان بأن الله خالق كل شيء: قال تعالى: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الرعد: 16]، ﴿ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ﴾ [يس: 81]، ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ﴾ [الأنعام: 1]، وقال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الصافات: 96]. قال الإمام أبو المظفر السمعاني: سبيل معرفة هذا الباب - يعني القدر - التوقيف من الكتاب والسنة دون محض القياس ومجرد العقول، فمن عدل عن التوقيف فيه، ضل وتاه في بحار الحيرة، ولم يبلغ شفاء النفس، ولا يصل إلى ما يطمئن به القلب؛ لأن القدر سر من أسرار الله تعالى التي ضربت من دونها الأستار، اختص الله به وحجَبه عن عقول الخلق ومعارفهم؛ لِما علمه من الحكمة، وواجبنا أن نقف حيث حد لنا ولا نتجاوزه، وقد طوى الله تعالى علم القدر على العالم، فلم يعلمه نبي مرسل، ولا ملك مقرب، وقيل: إن سر القدر ينكشف لهم إذا دخلوا الجنة، ولا ينكشف قبل دخولها، والله أعلم؛ شرح مسلم للنووي (16/ 196). فائدة (3): في الحديث دلالة على أن السنة من الوحي؛ لأن مراحل تكوين الجنين في بطن أمه من الغيب، ولا سيما في ذاك الزمان، فلا بد أن الرسول صلى الله عليه وسلم علم ذلك وحيًا من الله تعالى. فائدة (4): في الحديث دلالة على أن مِن السنة والحديث ما يأتي لتأكيد القرآن، وهي السنة المؤكدة والموافقة للقرآن، وهي قسم من أقسام السنة، وهناك سنة شارحة للقرآن مبينة ومفسرة له، وسنة مستقلة بالتشريع، وذلك الحديث من السنة الموافقة للقرآن؛ لأنه موافق لقول الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 12 - 16]. وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ [الحج: 5]. وفي "الصحيحين" عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((وكَّل الله بالرحم ملكًا يقول: أي رب نطفة، أي رب علقة، أي رب مضغة، فإذا أراد الله أن يقضي خلقًا، قال: يا رب، أذكرٌ أم أنثى، أشقي أم سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه)). فائدة (5): وجوب الإيمان بالملائكة بأنواعهم، ومنهم موكلون بتصوير النطف. فائدة (6):رعاية الله تعالى وتكريمه للإنسان بأن وكَّل ملائكة بالنُّطَف والأجِنَّة، وجعل له ملائكة يحفظونه قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ ﴾ [الانفطار: 10، 11]، قال الماوردي في تفسيره (6 /223): يحفظ كل إنسان ملكان؛ أحدهما عن يمينه يكتب الخير، والآخر عن شماله يكتب الشر. وقال تعالى: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ﴾ [الرعد: 11]، قال ابن عطية في تفسيره (3 /300): «المعقبات» على هذا الملائكة الحفظة على العباد أعمالهم، والحفظة لهم أيضًا؛ ا.هـ. ووكَّل الله سبحانه ملائكة يقبضون رُوحه عند موته، وعلى رأسهم ملك الموت عليه السلام، وذلك تكريمًا للإنسان، فقال تعالى: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ﴾ [الأنعام: 61]. فائدة (7): ومعنى "يُجمَع خلقُه"؛ يعني: يُكوَّن خَلقُه، والنطفة: ماء الرجل والمرأة يلتقيان في الرحم، والعلقة: هي تعلُّق النطفة بعرق في جدار الرحم؛ لتتغذى من خلاله حتى تنمو وتكبر. والمضغة: تحوُّل العلقة إلى ما يشبه اللقمة الممضوغة في الفم. وكل مرحلة مدتها أربعون يومًا، وورد في بعض الأحاديث لحذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه: "ثنتان وأربعون" وفي بعضها: "خمسة وأربعون" وفي بعضها "لبضع وأربعين"، ثم ينفخ فيه الروح بعد الأربعين الثالثة، يعني لمائة وعشرين ليلة من استقرار النطفة في الرحم. قال بعض العلماء: معنى قوله: "إن أحدكم يُجمع خَلقُه في بطن أُمه" - أن المني يقع في الرحم متفرقًا، فيجمعه الله تعالى في محل الولادة من الرحم في هذه المدة، وقد جاء عن ابن مسعود في تفسير ذلك: "إن النطفة إذا وقعت في الرحم، فأراد الله تعالى أن يخلق منها بشرًا، طارت في بشر المرأة تحت كل ظفر وشعر، ثم تمكث أربعين ليلة، ثم تصير دمًا في الرحم، فذلك جمعُها، وهو وقت كونها علقة"؛ شرح الأربعين النووية؛ لابن دقيق العيد ص 38. فائدة (8): قوله "ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح"، وفي رواية: "بعث الله إليها ملكًا"؛ حديث ابن مسعود، وفي رواية: "يدخل الملك على النطفة"، وفي رواية أخرى: "ثم يتصور عليها الملك"؛ من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري. قال الشيخ محمد فؤاد عبدالباقي: "(يتصور) هكذا هو في جميع نسخ بلادنا يتصور بالصاد، وذكر القاضي: يتسور بالسين، والمراد بـ(يتسور): ينزل، وهو استعارة من تسورت الدار إذا نزلت فيها مِن أعلاها، ولا يكون التسوُّر إلا من فوق، فيحتمل أن تكون الصاد الواقعة في نسخ بلادنا مبدلة من السين"؛ حاشيته على صحيح مسلم (4 /2038). فائدة (9): قوله: "ويؤمر بأربع كلمات: بكتْب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد..."؛ أي: ويؤمر الملك بكتب هذه الأشياء، وهو التقدير العمري الذي يقدر للإنسان. فهناك من أنواع التقادير تقدير أزلي، وهو كتابة المقادير قبل خلق السماوات والأرض، وتقدير عمري، ودليله هذا الحديث موضوع البحث، وتقدير سنوي، وهو يكون في ليلة القدر؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴾ [الدخان: 3 - 5]. قال ابن عطية في تفسيره "المحرر الوجيز " (5 /68): وقال الحسن وعمير مولى غفرة ومجاهد وقتادة: في ليلة القدر كل ما في العام المقبل من الأقدار والآجال والأرزاق وغير ذلك، ويكتب ذلك لهم إلى مثلها من العام المقبل؛ ا.هـ. والنوع الأخير من التقادير هو التقدير اليومي، وهو سوق المقادير إلى المواقيت التي قدرت لها فيما سبق؛ قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾ [الرحمن: 29]. فائدة (10): قوله: " بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد..." في حديث: "أي رب، أذكر أو أنثى؟"؛ حديث حذيفة بن أسيد عند مسلم. وفي حديث عن حذيفة بن أسيد كذلك: "يا رب، أسَوِيٌّ أو غير سوي، فيجعله الله سويًّا أو غير سوي". وفي لفظ لابن مسعود عند مسلم: "بعث الله إليها ملكًا، فصوَّرها وخلَق سمعها وبصرها وجلدها، ولحمها وعظامها، ثم قال: يا رب، أذكرٌ أم أنثى؟". إذًا ورد في الباب: كتب ما يلي: (1) الرزق. (2) الأجل. (3) العمل. (4) شقي أو سعيد. (5) ذكر أم أنثى؛ لقوله تعالى: ﴿ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ﴾ [الشورى: 49]. (6) أثره؛ كما عند مسلم برقم (2644) من حديث حذيفة بن أسيد رضي الله عنه. (7) سوي أو غير سوي؛ يعني: معافى من الآفات والعاهات أم غير معافى. (8) السمع والبصر والجلد، بما فيه اللون والشكل، واللحم والعظام؛ يعني: الضخامة أم النحول والهزال، وهو قوله سبحانه: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 6]. (9) الطول والقِصَر، والزيادة والنقصان، والصحة والسقم؛ أخرجه الإمام أحمد في المسند، وفيه: "أقصير أم طويل؟ أناقص أم زائد؟ قوته وأجله؟ أصحيح أم سقيم؟". (10) المصائب، فقد أخرج أحمد في المسند من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري وفيه: "فيكتب عمله، وأثره، ومصيبته، ورزقه...". يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |