|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف أكون متزنة في غيرتي على زوجي؟ أ. شروق الجبوري السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة تزوجتْ مِن مديرها في العمل بعد أن طلَّق زوجته، وقد بدأتْ تشعر بالخوف مِن تعلُّقها الزائد به، وأصبحت تغارُ عليه كثيراً، حتى إنه طلب منها أن تخفِّفَ مِن غيرتها. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تعرَّفتُ إلى زوجي في مقرِّ عملي؛ فهو مُديري في العمل، وكان متزوِّجًا حينها، وبعد عملِه معي في المؤسسة أُعْجِبَ بشخصيتي، وقد صارَحَنِي بنيَّة الزواج مني، وأنه يُريد طلاق زوجته السابقة؛ بسبب عدم اتفاقهما. خلال تلك المدة بدأتُ أتعلَّق به، وأشعر بأني أحبه، ولأنَّ مجال عملي مختلط فقد كنتُ أشعر بالغَيرة الشديدةِ عليه، إضافةً إلى أنَّ لديه شخصيةً تَجذِب الفتيات، وهذا يُثير غَيرتي جدًّا. والآن - وبعد انفصالِه عن زوجتِه الأولى منذ مدة ليستْ بعيدة - بدأتُ أشعرُ بالخوف مِن حبِّي وتعلُّقي به، وغيرتي عليه زادتْ لدرجة أنه بدأ يطلُب مني أنْ أخفِّف مِن غَيْرتي، مع العلم أنَّ تصرُّفاتي عاقلةٌ جدًّا، وعندما أغار أكتُم شعوري، وأُحَدِّثه فيما بعدُ، ولكنه يقول: إنَّ غَيْرتي غير مُبرَّرة، وإنَّ قلْبَه مِلكٌ لي وحْدي، حتى وإن تحدَّثَ مع مئات الفتيات، فعليَّ أنْ أهدأ حينها. حاليًّا يرتبط عملُه بإحدى الزميلات، وأشعر بالغيرة جدًّا حينما يشيد بعمَلِها وتفكيرها، ولم أظهرْ غيرتي، لكني بالنِّسبة له كتابٌ مفتوحٌ، وهو يفهمني مِن نظرتي وصوتي. أنا لا أحبُّ أن أولِّدَ المشاكل بيني وبينه، وأثق تمامًا في حبِّه لي، وحبي له، لكن ما يجعلني أشعر بهذه الغَيرة هو إحساسي بعدم اهتمامه أحيانًا، أو تجاهُله لغضبي، وأنا مُتأكِّدة تمامًا مِن أنَّ لَديَّ نزعة تملُّك؛ لأني أتمنَّى وجوده حولي طوال الوقت، ولا أستطيع التخلُّص من ذلك. أرجو مساعدتي، وإفادتي بكيفيَّة التعامل مع هذا الوضع! الجواب ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. نودُّ بدايةً أن نُرَحِّبَ بانضمامكِ إلى شبكة الألوكة، سائلين المولى القديرَ أن يستخدمَنا ويسدِّدنا في تقديم ما ينفعكِ وينفع جميع المستشيرين. كما أودُّ أنْ أُحَيي ما لمستُه فيكِ مِن قُدرةٍ على التعرُّف إلى أخطائكِ، ثم الإقرار بها، ورغبتكِ في الابتِعاد عن افتعال المشكلات، وهي سِماتٌ إيجابيةٌ تُحسَب لكِ، وأتمنَّى منكِ تعزيزَها في نفسكِ، والمحافَظة عليها، مهما واجهتِ مِن مَصاعب في ذلك. ولا يَخفَى عليكِ أن العَلاقة بين الرجل والمرأة إذا لم تكنْ برابطٍ شرعيٍّ فلا تجوز، وما دام تم العقد والزواج فسأجيبك بهذا الاعتبار: عزيزتي، إنَّ الغَيرةَ المعتادةَ أمرٌ محمودٌ، وهي تدلِّل على حبِّكِ وحِرْصكِ عليه، وبانعدامِها لا يكونُ هناك طعمٌ أو معنى لعَلاقتكما، لكن خروجها عن الإطار الطبيعي يحوِّل نتائجها الإيجابيَّة إلى سلبياتٍ لا يُمكن توقُّع عواقبها؛ ولذلك فإني أنصحكِ بتحييدِ المسبِّبات التي تتسبَّب في إثارة غَيرتكِ، وإخراجها عنْ إطارها المقبول؛ فبالإضافةِ إلى إقراركِ بصفة الرغبة في التملُّكِ، أرى أنَّ هناك عواملَ أخرى تتسبَّب في مُبالغتكِ بالغَيرة؛ ومنها: زواجه السابق، ثم انفصاله عنْ زوجته، والذي قد يتسبَّب لك (لا شعوريًّا) بالخوف والقلَق مِن تَكرار ذات التجربة معكِ، كما أن تميُّزه في جوِّ العمل ومنصبه يضعُه تحت مزيدٍ مِن الأضواء، وهو ما يُسبِّب لك قلقًا آخرَ مِن ناحية إحاطته بأخرياتٍ، ويكوِّن وجودُهنَّ لديك بعضَ الهواجِس بأن تَستقطبه إحداهنَّ، فيجمع بينهما ما جمعَ بينكما، لا سيما وأنكِ تضعين تشابُهَ الظروف في مُقارناتٍ فكريَّةٍ في ذهنك؛ ولأنكِ تعرفين منه الخُلُق الحسَن، أصبحتِ في صراعٍ داخليٍّ مع تلك الهواجس السلبية، ومع ما يُكذِّبها. ولكي تتخلَّصي مِن تلك الأفكار السلبية والوهْميَّة، لا بد لكِ مِن الاستعاضة عنها بأفكارٍ بديلةٍ إيجابيةٍ وواقعيةٍ؛ فمثلًا: استبدلي الرِّضا الذاتي والشعور بالارتياح لما تملكينه أنتِ مِن سماتٍ ومميزات أثارتْ إعجابه بقلقكِ مِن تميُّزِه وقدرته على استقطاب الآخرين، كما يُمكنكِ أن تستبدلي بخشيتكِ مِن تَكْرار تجربة انفصالِه مشاعر عزْمٍ على ترْك أي سلوكٍ تسبَّب في خلافاته مع زوجته، والتعامُل معه بما يتناسبُ مع طبيعته الفكرية والشخصيةِ. كما أنصحكِ بإدخال نشاطٍ جديدٍ إلى حياتكِ، كأن يكونَ تطوُّعًا في مؤسَّسةٍ خيريةٍ، وبحسب الفئات التي ترغبين في التعامُل معها، أو ممارسة هِوايةٍ تميل إليها نفسكِ، مع العَزْم على ارتقائكِ فيها، ثم استثمارها في حياتكِ - فإنَّ ذلك سيُساعدُ على سَحْبِ جزءٍ مهمٍّ مِن فِكركِ ومشاعركِ إليها، فيَشْغَلها بأمرٍ يعودُ عليكِ بالنفع - بإذن الله تعالى - مِن جوانبَ عديدةٍ، ويصرف الشحنات السلبيَّة التي تترتَّب على تلك الهواجس والانفعالات. كما أتمنَّى منكِ أن تجتهدي بعقلانيةٍ وابتعادٍ عنِ المبالَغة في فهمه، حتى يصبحَ هو أيضًا (كتابًا مفتوحًا) أمامكِ، فيجد معكِ راحةً نفسيةً أكبر، كما أنَّ ذلك يُجَنِّبك الوقوع - إلى حدٍّ كبيرٍ - في تفسيراتٍ خاطئةٍ لتصرفاته أو عباراته؛ فقد تكتشفين حينها أنه قد تعمَّد إثارة غَيرتكِ في بعض المواقف؛ ليسعدَ بمشاعر حبكِ، أو تكتشفين أنكِ قد بالغْتِ في تفسيراتٍ أخرى وظَلَمْتِه وزميلتكم فيها. وأخيرًا، أختم بالدُّعاء إلى الله تعالى أن يُصلِح شأنكِ كله، وأنْ ينفع بكما
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |