أخاف أن تعود زوجتي لعلاقة الحب القديمة

[ابوالوليد المسلم]

أخاف أن تعود زوجتي لعلاقة الحب القديمة












د. سليمان الحوسني






السؤال









♦ ملخص السؤال:

رجل متزوج يشكو مِن زوجته، فقد اكتشف أنها على علاقة حبٍّ بابن خالها، فكلَّمها ونَصَحها وسامَحَها على ألاَّ تعود لِمِثْل ذلك مرة أخرى، وبعد هذا الموقف بدأتْ تَخْتَلِق المشكلات، وهو ويريد المساعدة على تخطِّي هذه الأزمات.



♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم بداية على ما تُقَدِّمونه في هذه الشبكة الرائعة، فجزاكم الله خيرًا.




مشكلتي أني خطبتُ زوجتي لمدة ثلاث سنوات، ولم أكنْ أعلم أن بينها وبين ابن خالها علاقة حب، وبعد الزواج اكتشفتُ هذه العلاقة مِن خلال الهاتف!




تكلَّمنا ووضحتُ لها خطأها، وتكلمتُ ونصحتُ، وسامحتُها، على ألاَّ تعود لمثل ذلك مرة أخرى.




بعد هذا الموقف تغيرتْ، وحصلتْ بيننا مناوشات ومشكلات بسبب تصرفاتها نحو الآخرين؛ فهي تظنُّ أن كل الناس يَرَونها على خطأٍ، وأنا أرى أن حبها زائد للمال ولنفسها، لدرجة الغُرور.




دومًا أذكِّرها بالأحاديث والجنة والنار والعذاب، لكنها تختَلِق المشكلات، وأنا لا أريد أن أعيشَ في مشكلات مستمرةٍ، خاصة أنها قريبتي، وربما نتج عن هذه المشكلات قَطْعُ صلة الأرحام.




أنا مسافر للعمل، وكثيرًا ما تُوَسْوِسُ إليَّ نفسي ويُوسوس إليَّ شيطاني أنها عادتْ لعلاقتها مع ابن خالها، ولا أعلم ماذا أفعل؟

أنا الحمد لله مُلتزم، وأصلِّي، وأخاف الله تعالى إلى أبعد الحُدود.




فأرجو أن تساعدوني، وجزاكم الله خيرًا


الجواب



في البداية نُرَحِّب بك في شبكة الألوكة، ونتمنى لك حياةً طيبةً سعيدة، أنت وزوجتك الكريمة:

وشكرًا لك على ما قمتَ به من نصيحة ودعوة وتذكير لزوجتك، وهذا هو شأنُ المؤمن مع الأقارب والأباعد على الدوام، فالدعوةُ إلى الله من أجَلِّ الأعمال وأفضلها، والنصيحةُ عظيمةٌ كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدينُ النصيحة))، والأقاربُ أَوْلَى مِن غيرهم بالنصيحة والدعوة.




وهي قد أخطأتْ فيما بدر منها، وينبغي لها شكر الله الذي وهبها زوجًا مثلك يَحْرِص عليها، ويغار أن تُصابَ بأذى، والذي نُوصيك به الصبر ومُواصَلة النُّصح والتوجيه والإرشاد، واحتساب الأجر عند الله الوَهَّاب.




والأفضلُ طبعًا أن تكونَ الزوجة بجوار زوجها، فإن استطعتَ إحضارها معك فلا تتوانَ ولا تتأخرْ، بل اسعَ في ذلك، ونسأل الله أن ييسر لك الأمور.




وفي حالة عدم تمكُّنك مِن إحضارها، فعليك بتَكرار زيارتها، وعدم إطالة البُعد عنها، ولا بد مِن النصيحة لابن خالها، وخاصَّة أن بينكم قرابةً، والنصيحة سواء كانتْ مِن قِبَلك مباشرة، أو عن طريق بعض الدُّعاة والصالحين، وتذكيره بالله وتخويفه من العقاب، وأنه لا يجوز له التواصُل مع امرأةٍ لا تحلُّ له، ويلزمه الابتعاد عنها وقطع العلاقة بها.




ومما ينصح به في مِثْل هذا الشأن العملُ على تَقْوية العلاقة الزوجية بالوسائل المتعدِّدة والمتنوِّعة، ومعرفة الحقوق والواجبات، وقبل ذلك تقوية الصِّلة بالله، والعمل على زيادة الإيمان مِن خلال العبادات المشروعة.




ومما يُساعد على ذلك المشاركة في بعض الدورات التَّثْقِيفِيَّة المرتَبِطة بالعلاقات الزوجية، للطرفين الزوج والزوجة، ومُلازَمة مجالس العلم وصحبة الصالحين، والبُعد عن أهل السوء.





سائلين الله لكما سعادة الدنيا والآخرة