|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() انتظار الزواج من شاب فقير أ. فيصل العشاري السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة تحبُّ شابًّا فقيرًا، وليستْ لديه قدرةٌ على تحمُّل الحياة الزوجية، ويتقدَّم لها شبابٌ لكنها ترفُض أملاً في أن يتقدَّمَ لها الشابُّ يومًا، وتسأل: ماذا أفعل؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة في منتصف العشرين من عمري، أعمل أستاذة في التعليم الثانوي، لديَّ مشكلة في اختيار الزوج، فأنا في حيرةٍ مِن أمري بين الارتباط بشخصٍ غريبٍ عني، أو انتظار مَن أحبُّ للارتباط به! فمنذ سنة تعرفتُ على شابٍّ متدينٍ خلوق، ويملك كل المواصفات التي أبحث عنها، ووقعتُ في حبه، لكنه مِن الناحية الاقتصادية غير مُستقرٍّ، ولا يملك شيئًا، بل هو في قمة الفقر، وما زال طالبًا جامعيًّا، وبسبب ذلك لم يستَطِع التقدم لخطبتي، رغم أنني قبلتُ وضعه ذلك، وأخبرته بأنني أستطيع أن أساعده ما دمتُ أعمل، حتى يجدَ عملاً ويستقر وضْعه، حتى إنني عرضتُ عليه العيش مع عائلته ومُشاركته غُرفته، لكن رغم ذلك كله لم يرضَ، وقرَّر أن يقطعَ العلاقة. أخْبَرَني بأنه حين يستقرُّ ماديًّا ويُقرِّر الارتباط سأكون أول من يفكر فيها، وربما يكون ذلك بعد 5 سنوات، فقررتُ أن أنتظره مهما طال الزمن! المشكلة الآن أنه كثُر الخُطَّاب عليَّ، واحتار أهلي في أمر رفضي لكلِّ شابٍّ متقدِّم، رغم أنه يَحْمِل كل مؤهلات الزوج الصالح، وصار الأمرُ يُتعبني، خاصَّة أنَّ ذلك الشاب الذي أحببتُه لَم يُعِدْ فتحَ الموضوع مجددًا، ولا يُلَمِّح إليه ولو مجرد تلميح. الآن تقدم إليَّ شابٌّ متدين وأخلاقُه عالية، وحالتُه المادية ميسورة، والكلُّ يَدفعني إلى القَبول، حتى عقلي يملي عليَّ الارتباط به، لكنني لا أستطيع، لا أستطيع أن أتخلى عمن أحببتُ، وكأنني بذلك أخونه، كما أنني لن أستطيعَ العيش مع غيره، فمعه فقط أرى مستقبلاً لحياتي. أنا حائرةٌ في أمري، هل أقبل هذا الشخص؟ أو أنتَظِر الشخص الذي أُحِبُّ مع احتمالية عدم استقراره؟ فالسنواتُ تَمُرُّ وربما لا يكتب الله لقائي به، وربما أندَم يومًا على رفْضي لكلِّ هؤلاء الشباب، لكن قلبي لا يرضى أن أتركَه وأرتبط بغيره. فما العمل؟ أشيروا عليَّ، وجزاكم الله خيرًا الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا. حالتكِ ذكَّرتني ببيت الشعر الشهير: لاَ يَعْرِفُ الشَّوْقَ إِلاَّ مَنْ يُكَابِدُهُ ![]() وَلاَ الصَّبَابَةَ إِلاَّ مَنْ يُعانِيهَا ![]() وهذا الوَضْعُ مِن أصعب الأوضاع على النفس، لا سيما مع (علاقةٍ عَفيفة) كعلاقتكما؛ حيث إنكما التَزَمْتُما حدودَ الله، ولم تَنْجَرَّا إلى ما هو أبعد، كما أنَّ هذا الشخص الذي تعلقتِ به كان رجلاً عِصاميًّا، وأبى أن يُساوم على سعادتك - حسب ما قدر هو - ولولا ضائقةُ الحالِ لكان هذا الشخص هو الأنسب لك. لكن دعينا نُقَدِّر أنك تزوجتِ هذا الشابّ، كيف ستكون حياتك معه؟ لا شك أنَّ الحياةَ ليست (عاطفة فقط)، بل هي مسؤوليةٌ مادِّيَّةٌ ومَعنويةٌ كذلك، فعدم القدرة المادية على الإعاشة، وعدم القدرة على الاستقلالية بالسكن، أو على الأقل يكون بيت عائلته مناسبًا لسكنكم جميعًا - هذه الأمورُ تقِفُ مُنَغّصات في الطريق أيضًا، إضافةً إلى رفْضِه بسبب هذا الضيق المادي. نعم، قد يفتَح اللهُ عليه بعد ذلك، لكن ربما لا تَجِدين سَعادتك الكاملة قبلها، أو قد تصل الأمورُ إلى فَضِّ العلاقة الزوجية في أسوأ الأحوال، هذه مجردُ افتراضات ينبغي أن تكون حاضرةً على الطاولة - كما يُقال. الوضعُ الطبيعيُّ أن تقبلي شخصًا آخرَ يطرُق باب بيتكم، وعنده الكفاءة والاستعداد، كما تفضَّلْتِ وذكرتِ ذلك في كلامك عن الشخص الذي رشَّحه عقلُك المنطقيّ، لكن السؤالَ الذي يُلحُّ عليك هو: كيف تفعلين في قلبك الذي يَميل للشخص السابق؟ لنفترض معًا أنَّ نظرية (الإحلال والإبدال) يُمكن أن تدخُلَ في عالم الحب والقلوب، بمعنى أن قلبك كان خاليًا أول مرة مِن أي تعلق، حتى جاء هذا الشخص - الأول - في حياتك وتعلق به قلبك، هل يمكن أن يحلَّ مكانه شخص آخر؟ التجارب الواقعيةُ تقول: نعم، وذلك أنَّ القلب وإن تعلَّق بـ(الحبيب الأول) إلا أنه يمكن تدريجيًّا إحلال (حب جديد) مكان الأول، وهذا وإن كان يبدو صعبًا على النفس، إلا أن التصميمَ والمثابَرة والصبر يمكن أن يصنعَ المُعْجِزات، وليس مجرد تبْديل. مما يُعينك على ذلك أن تتذكَّري أنك تركتِ هذا (الحب الأول) طاعة لله، و((مَن ترَك شيئًا لله عوَّضه اللهُ خيرًا منه)). كما أنَّ انتِظارك لمدة (خمس سنوات) على الأقل، وفي وضْعٍ غير مضمون - إهدارٌ لعمرك، كما أنه إهدارٌ لقلبك، فلن يتجمَّدَ قلبُك عن (حب) هذا الشخص ويستمر هذه الفترة الطويلة، كما أن الشيطان حريصٌ على إذكاء جذوة الحبِّ، حتى تصلَ إلى ما هو أبعد من (الحب العفيف) خلال هذه الفترة الطويلة؛ لذلك فإنَّ قَبولك شخصًا آخر يحسم ويقطَع مادة هذه الاحتمالات والمآلات السيئة. لقد قرَّر عقلُك المنطقي القَبول بالشاب الجديد المناسب، لذا فليس عليك إلا المشي وراء هذا المنطق، وستجدين أنَّ قلبك بعد فترة من الزمن يتحوَّل تدريجيًّا لإخلاء الحب القديم، واستبدال آخر جديدًا به، واستعيني في كل ذلك بمولاك ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 282]، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2]. واحتسبي ما وقع لك سابقًا مِن مُصيبة بلاء وكفارة كما جاء في الحديث الشريف: ((عجبًا لأمر المؤمن إنَّ أمره كله له خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابتْه سرَّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابتْه ضَرَّاء صبر فكان خيرًا له))؛ رواه مسلم. نسأل الله تعالى أن يهديَ قلبك، وأن يصرفَ عنك السوء، وأن يرزقك الزوجَ الصالح الذي يُسعدك ويحبه قلبك. والله الموفِّق
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |