|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل يمكن مقارنة الأماكن المقدسة باختلاط الأسواق والمقاهي؟ د. أحمد بن صالح الزهراني انتزاع النص من سياقه الزماني والمكاني خطأ يقع فيه بعض الناس بحسن نيّة وعدم التدقيق في شروط الاستدلال بالنص. على سبيل المثال كمثال اعتدنا على استدلال بعض الكتاب بنص يفهم منه – هو - جواز الاختلاط بين الرجال والنساء، بلا قيد ولا شرط إلاّ مراعاة الأحكام الأخرى. لن أتوقف مع تناقض هؤلاء في اللجوء للنصوص فقط فيما يتوهمون توافقه معهم. ولن أناقش مسألة صحة الاستدلال بالنص أو ثبوت. لكني سأنتقل لمسألة السياق التاريخي والمكاني، ودورهما في صحة الاستدلال بالنص من عدمها. أنتم تعلمون مثلاً أنّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلّم - أجاز خروج النساء للمساجد وقال: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله". ومع هذا فصحّ عن عائشة قولها: "لو رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعت نساء بني إسرائيل"؛ فعائشة هنا لاحظت عامل السياق الزماني. وفي حديث أبي بردة قول عبدالله بن سلام رضي الله عنه له: "ثم قال لي: إنك بأرض، الربا فيها فاش، فإذا كان لك على رجل حق فأهْدى إليك حِمْلَ تِبْن أو حِمْلَ شعير، أو حمل قَتّ، فلا تأخذْه، فإنه ربا"؛ فابن سلام هنا لاحظ السياق المكاني وتأثيره على أصل المسألة، وهو قبول الهدية. فإذا رجعنا إلى مسألة الاختلاط: فهل يصح الاستدلال بجلوس بعض الصحابة مع بعض الصحابيات في مكان واحد في عصر النبوة - عصر الشريعة المحكّمة والتربية الجادّة وطراوة الوحي وخلوّه من أشكال الإغراء والإفساد الخلقي وكل صور التفسّخ والدفع نحو الفاحشة – هل يصح الاستدلال بذلك على جوازه في عصرنا هذا؟ هل كان الرجال في عصر الرسالة يصبحون ويمسون على أفلام ومسلسلات وأغانٍ عمودها الفقري العري والعلاقات بين الجنسين على المكشوف؟ كذلك الاستدلال بالحرم المكي والمشاعر وأماكن العبادة وما فيها من اختلاط بين الجنسين على جوازه في المقاهي والسينما وشواطئ البحور وفي الغرف المغلقة في أماكن العمل أو الأسواق.. فأين هذا من ذاك؟ فهل يمكن مقارنة الأماكن المقدسة بكل روحانيتها وأجوائها الّتي تكبح جماح النفس وتحيّد أمراض القلوب بغيرها من الأماكن الّتي لا يتوفّر فيها أقلّ الواجب من ذلك؟ بل كثيراً ما تكون بيئة دافعة للخطأ والزّلل والعلاقات المشبوهة بين الجنسين. ثم إنّ القول بالجواز مبني على توفر شروط أوّلية وأهمّها التزام النساء بالحجاب وعدم الخلوة، فلو تنزّلنا إلى القول بجواز الاختلاط فهل هناك قوانين صارمة وجهات تراقب تنفيذ تلك القوانين بمنع التبرج والسفور والخلوة ليمكن بعد ذلك القول بجواز الاختلاط في جوّ كهذا؟ أرجو أن أكون قاربت الصواب، والله أعلم وأحكم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |