|
روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الطفل الغني ... الطفل الفقير خالد رُوشه ![]() اتفق الحكماء والعلماء أن المال ليس سببا للسعادة , وأن السعادة سببها راحة البال الذي لا يوجد بغير هدف صالح , وأن أعظم هدف في الحياة هو عبودية الله الرحمن سبحانه , فالعبودية هي سر السعادة , وسر راحة البال , وسر مروءة الأخلاق , بل وسر كل جميل في هذه الحياة . وكم رأينا من فقير سعيد , بينما أغنياء كثر غير سعداء , بل كم رأينا من أغنياء وصلوا بمالهم قمة الغنى المادي يصبحون يوميا لا يلوون على شىء سوى رغبتهم في أن يتخلصوا بأنفسهم من حياتهم إلى مصير هم يقولون إنه مجهول , ونحن نقول لهم إنه مصير بائس . ![]() بل إنك ترى الإبداع يكثر نبته بين الفقراء ويقل عند الأغنياء , والشجاعة والنباهة والفضيلة تجد لها بين متواضعي الحال مرتعا بينما يضيق مسراها ومغداها بين القصور وواسع الدور . الأطفال في هذه القضية لا يختلفون عن الكبار كثيرا , فأرجو ألا تعدني أيها القارىء مبالغا إذا قلت إن حظ الطفل الفقير في غالب الأحوال خير من قرينه الغني , على الرغم أن البادى غير ذلك بالكلية .. ![]() لكن كيف أخلص إلى تلك الفرضية المستغربة بينما يرى الناس أطفال الأغنياء يرتعون في مترف العيش , ويتنعمون بمختلف النعم , فإذا أرادوا اللعب وجدوا عشرات الألعاب , وإذا أرادوا الرتع والتريض وجدوا أفسح الملاعب والنوادي , وإذا ارادوا الطعام أو الشراب تلذذوا بما لذ وطاب ! .., بينما قرناؤهم الفقراء يعُد آباؤهم عليهم الدراهم عدا , ويمنعونهم من معظم ما يرتجون من المشتريات , ويضيقون عليهم في رغباتهم في الطعام والشراب والألعاب نتيجة قصر ذات اليد وضعف ذات الإمكانية . والجواب على هذا الذي قد يستغربه القارىء العزيز يكمن في تدبر أكثر عمقا للقضية , وتفهم أكثر حكمة لطبائع الحياة , فمن ذا الذي يستطيع أن يقرر أن كثرة الألعاب في صالح التربية أو أن تلبية كل الطلبات هي في مصلحة البناء النفسي للأبناء , أو أن لذيذ الطعام والشراب دافع لمستقيم الأخلاق ؟! ![]() إن نفسية الأطفال نفسية لطيفة نقية شفافة لينة سريعة التأثر بما يحيط بها , تتربى على ما تنمو عليه , وتتشكل حسبما تتقولب فيه , وبحسب معطيات النمو وطبيعة القالب يكون مبناها وتتكون أوصافها . فالطفل الذي يجد أمامه مبتغاه بمجرد الطلب سينشأ معتمدا على ذلك معتادا على تلبية كل طلباته ورغباته , ولن يعوقه عائق إذا ما اشتد عوده , وتمرس عقله , وإذا دارت عليه دورة الايام دورة سلبية ففقد بعض ماله أو بعض رهطه وصحبه سيبحث عن إجابة طلبات نفسه على اي حساب كان من سىء الأخلاق أو كريه المبادىء .. ![]() والطفل الذي يتربى ناعم اليد مترف العيش سيكبر غير عابىء بالفقراء , غير مكترث لمعاناتهم , غير آبه بمعنى كد العيش والعطاء في الحياة للآخرين . والطفل الذي ينشأ مستجاب المطالب , يعيش في رغد دائم , لن يتعلم المشاركة في العمل , ولن يتفهم أثر الآخرين في الحياة , وسينظر للأغيار كونهم وسائل لمراداته فحسب .. لاشك أن ههنا محورا هاما يجب أن نؤكد عليه في حديثنا , وهو أن للحرمان ايضا أثرا سلبيا على نفس الأطفال , وللشعور بالدونية أثر غير مرغوب فيه , وأنه ينشىء النفس تواقة لكل جديد غير قانعة بما في يدها . ![]() والحل في ذلك أن يقوم الوالدان – سواء أكانوا أغنياء أو فقراء – بواجب التربية على التوازن والوسطية والاعتدال , فيعلمون ابناءهم معنى تحمل المسئولية , ولا يكثرون المال في أيديهم مهما كانوا أغنياء , ويمتنعون عن تلبية كثير من طلباتهم ورغباتهم رجاء أن ينشأوا على تحمل المسئولية , متفهمين معنى الرجولة والصلابة . كما أن على الآباء الفقراء أن ينتبهوا لتعليم ابنائهم القناعة والرضا بما قسم الله لهم , وببناء القيم والمبادىء في قلوبهم , وترسيخ معنى العفاف عما في يد الآخرين , ومعنى غنى النفس , ومعنى التوكل على الله والأخذ بالأسباب وغير ذلك . ![]() إن تركة يتركها الأب كفاضل الأخلاق وطيب الصفات لتثقل بمليارات الدينارات في ميزان الحق والصواب , وميراثا من العقل والأدب والرجولة والمروءة والاعتماد على الذات , والعزة والكرامة لهي الثروة الحقيقية التي يجب أن يتركها الآباء الحكماء لأبنائهم فيتركونهم واثقين في حسن خطاهم , ويفارقونهم تاركين الصلاح ينبت , والثواب ينمو مهما رحلوا عن الحياة ... ![]()
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |