التوحيد في سورة القصص - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13946 - عددالزوار : 746346 )           »          التحذير من فتنة النظر إلى نِعمة الكفار وحسن أثاثهم وجمال صورهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الموظف القاتل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          النهايات اللائقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          يجب ألا ينسى الناس المآسي في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من عظم أمر الله أذل الله له عظماء خلقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التحذير من بغض أهل البيت بسبب بعض الظالمين منهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          التحذير العظيم من إضاعة الصلوات الخمس والتهاون بها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          النَّمَّامُ وَعَمَلُ السَّاحِرِ وَالشَّيْطَانِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تجاعيد الزمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-11-2020, 08:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,255
الدولة : Egypt
افتراضي التوحيد في سورة القصص

التوحيد في سورة القصص












د. أمين الدميري




(28 ) سورة القصص..... (ومن الذي يقص القصص؟ إنه الله!!):



قصص الصراع بين جنود التوحيد وبين جحافل الشر والشرك على مدار الزمان، وبين منطق الإيمان، ومنطق الطغيان، وبيان أن الطغيان فساد وإفساد، وعلو واستكبار في الأرض بغير الحق...







إن فرعون صنع تركيبة المجتمع القبطي (المصرى)، وفرق بين طبقاته، ومن خلال صنيعه استطاع أن يستقطب إلى حزبه ومَلَئه ضعاف النفوس، ومرضى القلوب الذين ألَّفوا الكذب والنهب والغش والخيانة! فأصبح هناك معه منتفعون وهم جماعة من اللصوص يستطيعون بأموالهم شراء الرأي العام من خلال منظومة إعلامية (سحرية)، والوصول إلى مناصب أكثر قربًا من فرعون، وهناك الفقراء والمستضعفون الذين لا حول لهم ولا قوة، يستطيعون بها سد أقل الحاجات، وهو عامة الشعب المغلوب على أمره؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 4].







وسنة الله تعالى تأبى السكوت عن الفساد في الأرض، وظلم الناس واستضعافهم وإذلالهم، لكن هذه السنة منضبطة حسب سنن أخرى، منها الإمهال، فلا تعجيل للعقوبة في الحال في غالب الأحوال؛ فعين الله لا تنام وعيون الظالمين غافلة لاهية لا تدري من أين تؤتى، ولا تعرف أن القدر يرتب لها نهايتها التي تليق بها وبأمثالها.







لكن المهم هو إرادة الله النافذة: ﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴾ [القصص: 5].







أراد الله: وإرادته نافذة، فكانت البداية تجهيز موسى وتربيته في حجر فرعون وفي قصره وأمام عينه؛ لتكون نهايته على يد هذا الرضيع الذي نُجِّي من القتل؛ لأن فرعون كان يقتل المواليد، ولتعمل يد القدر في لطف عجيب.







والمشوار طويل لكنها عيون الصانع: ﴿ وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ﴾ [طه: 39].







العجيب أن تبدأ السورة هذه البداية اللطيفة؛ فقد نزلتْ في فترة عصيبة مرَّ بها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، ويأتي العجب من آية في آخر السورة وهي قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ﴾ [القصص: 85]، فكما ذكر ابن كثير وقاله البخاري في التفسير عن ابن عباس: "لرادك إلى معاد"؛ أي: إلى مكة، فقد نزلت السورة بعد خروجه من مكة مهاجرًا (بالجحفة)، وهو موضع بين مكة والمدينة؛ فكأن الله تعالى يقول له: اعلم أن الذي رد موسى - وهو رضيع - إلى أمه كما وعدها، سيردك إلى بلدك مكة فاتحًا منتصرًا، فلا تحزن وليطمئن قلبك.







كان حال الأنبياء مع قومهم أنه بعد الدعوة والإمهال، واستحقاق العذاب للمكذبين أن الله تعالى يهلك أعداء التوحيد بسنة الاستئصال، لكن هذه السنة تعطلت واستبدلت بسنة أخرى هي سنة المدافعة؛ أي: القتال والجهاد، فقد وكل الله تعالى استئصال الكفر للمؤمنين، فعليهم أن يجاهدوا المشركين ويقضوا على أنظمتهم الوثنية، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [القصص: 43]، يقول ابن كثير: (يعني أنه بعد إنزال التوراة لم يعذب أمة بعامة، بل أمر المؤمنين أن يقاتلوا أعداء الله من المشركين)[1]، ويكون استئصال الشرك تكليفًا وجهادًا على المؤمنين إلى آخر الزمان!







والهداية نوعان: هداية الإرشاد والدلالة والبيان؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ﴾ [فصلت: 17].







وهداية التوفيق؛ كما في قوله تعالى في هذه السورة: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [القصص: 56]، فقد ثبت في الصحيحين أنها نزلت في أبي طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان يحوطه وينصره، ويحبه حبًّا شديدًا طبيعيًّا لا شرعيًّا، فلما حضرتْه الوفاة دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الدخول في الإسلام، فسبق القدر فيه، فاستمرَّ على ما كان عليه من الكفر، فقد اختصَّ الله تعالى بهذا النوع من الهداية، وشارك الأنبياء والدعاة النوع الأول!







ودلائل التوحيد ناطقة بتفرُّده سبحانه وتعالى في الخلق والاختيار: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [القصص: 68].




وتفرُّده سبحانه بعلم مكنون الصدور وأسرار النفوس، فهو: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [القصص: 70]، وهي ناطقة بتوحيد الألوهية، فهو الله المعبود لا إله إلا هو؛ أي: المتفرد بالإلهية، فلا معبود سواه، كما لا رب يخلق ويختار سواه: (له الحمد في الأولى والآخرة)؛ أي: في جميع ما يفعله، هو المحمود المستحق للحمد على ما أنعم به وأمر واختار، وعلى ما قضى به وكلف، فقضاؤه عدل وحكمةٌ، وتكليفه خيرٌ ورحمة للخلق أجمعين.








ولَما ذكر الله تعالى قصة سليمان في سورة النمل، ذكر سبحانه هنا قصة قارون للمقارنة والمقابلة بين ضدين أو مثالين: الأول مثال لواقع بشري في أعلى وأسمى درجات الرقي، والثاني لواقع بشري في أحط وأدنى درجات الانحطاط!




فبينما يدعي قارون أن ما أُوتيه من كنوز إنما هو بعلمه وذكائه ولا فضل لله عليه؛ ﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾ [القصص: 78]، فإن سليمان عليه السلام يقر لله تعالى بالفضل، وأن ما آتاه الله من ملك وعلمٍ وحكمة، إنما هو من علم الله ومن فضله.








وبينما المال كان سببًا لطغيان قارون وبَغيه ونُكرانه لفضل الله عليه، فإن سليمان عليه السلام لم يكن انتهازيًّا، ولم يُطغه المال، ولم يضعف أمام إغراء الهدايا الني أرسلتها له ملكة سبأ، ولم يطمع لا في ملكها ولا في عرشها ولا في جمالها كما يفعل حكام الدنيا وطالبوها! كما أرسلت إليه بالهدية؛ لتتعرف من خلال رفضه أو قبوله أهو من طالبي الدنيا أم من طالبي الآخرة؛ ﴿ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ﴾ [النمل: 36]، وفي قوله: ﴿ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾ [النمل: 37].







كان الجهاد مفروضًا على أنبياء بني إسرائيل ورُسلهم، من أجل القضاء على الشرك والنظم الوثنية التي تعبد معبودات مصنوعة أو مخلوقة؛ كالشمس والأوثان، وغير ذلك، ولإقامة دولة التوحيد التي يعبد فيها الله عز وجل وحده، ويحكم فيها بشرع الله تعالى، وهو ما تقرر وشرع في كل الشرائع من بعد موسى عليه السلام، وهو ما جاء به الإسلام، فجهاد المشركين والأنظمة الوثنية التي تعظم شرائع البشر، وتَحكُم بأحكام وضعية - مفروض وماض إلى يوم القيامة.







لقد أيقنت بلقيس أنها أمام قائد مجاهد، وملك من ملوك الآخرة، لا يبغي علوًّا في الأرض، ولا فسادًا، فعلِمت أن له العاقبة، فاستسلمت وأسلمتْ، فلا بد أنه منصور؛ لأنه صاحب عقيدة، مؤمن بقضيته يقاتل في سبيلها، فأعظمتْه وأجلَّتْه، وأذعنت لرسالته، وأقرَّت بكتابه الذي أرسل إليها: ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾ [النمل: 30، 31]، وهذه هي القضية فتأمَّل!







وفي ختام السورة تلك التوصيات بعد البشارة بالعودة إلى مكة، فكان الواجب الآن (واجب المرحلة)، هو العمل بتلك الأوامر والتوجيهات:



1- ﴿ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ ﴾ [القصص: 86]، وهو ما أشير إليه في قول موسى في أول قصته: ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ ﴾ [القصص: 17].







2- ﴿ وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [القصص: 87]، وفيها ثلاثة أوامر.







﴿ وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [القصص: 88]، آخر آية وهي ناطقة في كل كلمة فيها بتوحيد الله، فلا إله معبود غيره، وله الحكم؛ فهو الحاكم المشرع دون سواه، وهو توحيد الألوهية الذي سيسألنا عنه سبحانه يوم الرجوع إليه، هل حكمنا بشرعه؟ هل طبَّقنا (له الحكم)؟ هل عشنا في الدنيا وكان الحكم له، أم عشنا وكان الحكم لغيره؟ هل سعينا في الدنيا لإقامة دينه وتحكيم شريعته؟








[1] تفسير ابن كثير جزء 3 ص 390.










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.32 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]