في نور آية كريمة.. "وإن هذه أمتكم أمة واحدة" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1329 - عددالزوار : 138157 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42216 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5463 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-11-2020, 09:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة : Egypt
افتراضي في نور آية كريمة.. "وإن هذه أمتكم أمة واحدة"

في نور آية كريمة.. "وإن هذه أمتكم أمة واحدة"






أمير سعيد







"وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ" (52) المؤمنون

هذه الأمة، بمفهومها الواسع، أمة العقيدة، أمة الإسلام الممتدة عبر الزمن، يركز القرآن الكريم، وبأكثر من آية على وحدتها وتماسكها وامتدادها، يقول أبو الحسن الماوردي في تفسيره: "قوله: وإن هذه أمتكم أمة واحدة فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: دينكم دين واحد، قاله الحسن.
الثاني: جماعتكم جماعة واحدة، حكاه ابن عيسى.
الثالث: خلقكم خلق واحد".
وتتبع الشنقيطي في سورة هود استعمال لفظ الأمة في القرآن فوجده على أربعة استعمالات:
الأول: المدة من الزمن، ومنه " وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة"
الثاني: استعمالها في الجماعة من الناس، وهو الاستعمال الغالب، كقوله "وجد عليه أمة من الناس يسقون".
الثالث: الرجل المقتدى به، كقوله "إن إبراهيم كان أمة".
الرابع: الشريعة والطريقة، كقوله "إن هذه أمتكم أمة واحدة".


وهي المراد هنا، والمعنى: وأن هذه شريعتكم شريعة واحدة، وهي توحيد الله على الوجه الأكمل من جميع الجهات، وامتثال أمره، واجتناب نهيه بإخلاص في ذلك، على حسب ما شرعه لخلقه"، وقال الرازي: "المعنى أنه كما يجب اتفاقهم على أكل الحلال والأعمال الصالحة فكذلك هم متفقون على التوحيد وعلى الاتقاء من معصية الله تعالى. فإن قيل: لما كانت شرائعهم مختلفة فكيف يكون دينهم واحدا؟ قلنا: المراد من الدين ما لا يختلفون فيه من معرفة ذات الله تعالى وصفاته، وأما الشرائع فإن الاختلاف فيها لا يسمى اختلافا في الدين، فكما يقال في الحائض والطاهر من النساء: إن دينهن واحد، وإن افترق تكليفهما".


"وأنا ربكم فاتقون"، قال الطبري: "يقول: وأنا مولاكم فاتقون بطاعتي تأمنوا عقابي، ونصبت أمة واحدة على الحال". وقال النسفي في تفسيره: "والمعنى: وإن الدين دين واحد وهو الإسلام ومثله "إن الدين عند الله الإسلام" وأنا ربكم وحدي فاتقون فخافوا عقابي في مخالفتكم أمري"، ويقول القرطبي أنه عند سيبويه فإن "إن" متعلقة بـ"فاتقون"، "والتقدير فاتقون لأن أمتكم واحدة . وهذا كقوله تعالى: وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا؛ أي لأن المساجد لله فلا تدعوا معه غيره."


وبالعودة إلى قوله تعالى، "إن هذه أمتكم أمة واحدة"، فإن "أمة واحدة" تقع، ويقول عنها الزجاج إنها من "لطيف النحو وغامضه إذ لا تجوز إلا حيث يعرف الخبر". أي أن قول الله عز وجل "وإن هذه أمتكم أمة واحدة"، أمتكم خبر إن، وأمة حال، لابد للمخاطب أن يكون قد علم هذه الأمة حتى يخاطب بحالها، كقوله تعالى: "وهذا بعلي شيخاً" فلا يجوز أنها تشير لبعلها لتعريفه!


ومن لطيف اللغة يأتي لطيف المعنى، حيث هذه الأمة معلومة للمسلمين بهذا الامتداد التاريخي، حيث أمتنا الإسلامية تمتد جغرافياً وتاريخياً على هذا النحو، وهذا الامتداد التاريخي منذ آدم عليه السلام ينبغي أن يكون معلوماً لنا جيداً، ومع هذا العلم يأتي الترابط الذي لا يعرف غيرها إلا تالية لها كالقومية والقبلية والوطنية والجغرافية.


إن هذا الالتفات إلى ترابط هذه الأمة بأنبيائها ومؤمنيها على مر العصور، وإلى وحدة طريقها، يحيل المؤمنين دوماً إلى معانٍ عديدة تتعلق بالإيمان، بالخطاب، بطرق التعامل مع المكذبين، بوحدة المؤمنين، بالولاء لهم والبراء ممن سواهم، بالإفادة من قصص الأنبياء ومعالجتهم لتحديات أقوامهم على اختلافها وتنوعها، حتى صار لشدة هذا الترابط جزء من قصص أنبياء هذه الأمة الممتدة محفورة في ذاكرة الشعائر الدينية؛ فلعاشوراء ارتباط بانتصاري نوح وموسى عليهما السلام، والمسار الذي اتخذاه مع قوميهما، وللحج ارتباط بآل إبراهيم عليهم السلام، وهكذا. وإن هذا الترابط الذي يشد آخر هذه الأمة بأولها، يجعل مدارك المسلمين أكثر اتساعاً في معالجة واقعهم. أيضاً يزيد من إيمانهم بصحة طريقهم، ويبين لهم فيه رفقاء الطريق الصالحين بل رواده الذين يتعين عليهم أن يقتفوا آثارهم وينحوا مناحيهم. وكذلك، يظهر وعورة هذا الطريق وتحدياته الهائلة التي تهدئ من روع كل مبتلى قد رأى من صبر الأنبياء وابتلاءاتهم ما يفوق قدرته هو على التحمل. وإن هذا الامتداد الزمني الطويل جداً يشي بأن لحظات الانكسار ظرفية طارئة، وأن العاقبة للمتقين دوماً، وأن الانتصارات لها ألوان شتى لا يمكن اختزالها في لحظات الظلمة والانكسار. هذه الأمة ظلت حية على الدوام، تستقي عزتها وكرامتها من عقيدتها، ثم من سير الأنبياء والصالحين الذين تزخر بهم هذه الأمة العظيمة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.45 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.73%)]