زوجي والكذب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-11-2020, 04:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي زوجي والكذب

زوجي والكذب


أ. عصام حسين ضاهر


السؤال

ملخص السؤال:
فتاة متزوجةٌ مِن رجلٍ كذب عليها أيام الخطبة وأقنعها بأمور وجدتْها مختلفة بعد الزواج، مما سبب لها مشكلات عديدة مع أهل زوجها.

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجةٌ منذ عامَيْنِ، ولديَّ طفلٌ، زوجي رجلٌ يكذب كثيراً، فقد أخبرني قبل الزواج أنه لا يدخن، وأن إخوته أنْهَوا التعليم الجامعي، لكني فوجئتُ بأنه يدخِّن - مع أنه يُصلِّي - وإخوتُه لم يكملوا دراستهم.

أنا فتاة متدينة ومتعلمة ومعي شهادة عليا، وأتعامل مع أناس غير متعلمين ومجاهرين بالمعصية، ولا أسلم من الإيذاء، وعندما واجهته أخبرني بأنه اضطر لذلك لأنه يريد الخروج من عالمه السيئ!

أشعر أنه سرَق عمري، وتغيرت حياتي، والفارق كبير بين حياتي مع أهلي قبل الزواج وحياتي معه بعد الزواج.

مر عليَّ عامان وأعيش حياة زوجية مليئة بالمشاكل والإيذاءِ، وبشهادة الجميعِ لم أؤذِ أحدًا منهم، وهم من يتسببون لي في الإيذاء.

أصبحتُ لا أثق في أحدٍ

وكلما تذكرتُ كذبه عليَّ في الخطوبة أفقد الثقة فيه وفي أهله أكثر وأكثر

الجواب

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله ومَن والاه، وبعدُ:
فيا أختي الكريمة، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحبًا بك في شبكة الألوكة.

نحب أن نُعْلِمَك أنك هنا بين أخوات وإخوان لك يَتَمَنَّوْن لك الخير، ويدعون الله لك دائمًا أنْ يُزِيلَ كَرْبك، ويَكْشِفَ هَمَّك، ويَهْدي لك زوجك، وأشكر لك حرصك على زوجك، وحرصك على أن تظل الصراحة والوضوح ديدنكما معًا، ولْتَعْلَمي يا أختاه أنَّ الأمر لا يصل إلى حد الكارثة كما شعرتُ من رسالتك، فلكلِّ مشكلةٍ حلٌّ - كما يقولون - فاطمئِنِّي.

لا شك أنَّ الكَذِب صفةٌ مَذْمومة، وخُلُق بَغيضٌ، وشيمةٌ ليستْ مِن شِيَم المؤمنين، ولقد حذَّرنا الإسلامُ مِنَ الكذِب، وبغَّضه إلينا النبيُّ صلى الله عليه وسلم في أكثرَ مِن حديثٍ؛ فقال: ((عليكم بالصِّدق؛ فإنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البِرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وما يزال الرَّجل يَصْدُق ويتحرَّى الصِّدقَ حتى يُكتبَ عند الله صِدِّيقًا، وإيَّاكم والكذب؛ فإنَّ الكذبَ يهدي إلى الفُجور، وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النار، وما يزال الرَّجلُ يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يُكتبَ عند الله كذَّابًا))؛ رواه مسلم.

وهناك الكثيرُ مِن الأحاديث التي بَيَّنَتْ لنا أنَّ الكذبَ ليس من صفات المؤمنين، ولكنه من صفات المنافقين، وليس المجال هنا لاستِقْصاء تلك الأحاديث وجَمْعِها.

ولقد امتدح الله تعالى نبيه إدريس عليه السلام فقال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 56].

ومن المعلوم - أختي الكريمة - أنَّ هناك العديدَ مِن الأسباب التي تقف وراء مثل هذا السلوك.

ولعل من أهمها:
تقدير الذات المنخفض، وقلة الثقة بالنفس.

وهناك أسبابٌ تتعلَّق بالتنْشِئة الاجتماعية، فقد ينشأ الكذبُ كسلوك مكتسب مُتَعَلَّم؛ حيث إن هناك مِن الآباء والأمهات مَن يكذب أمام الأطفال، ومن ثم فهذا يُؤَدِّي إلى التعوُّد على الكذب!

كذلك من الأسباب التي تؤدي إلى الكذب: أسبابٌ تتعلَّق بالفهم الخاطئ لشَرْعِ الله تبارك وتعالى؛ حيث إن هناك مَن يُبَرِّر لنفسه أن الكذب حلال على الزوجة في كل المواقف، وفي جميع الأوقات، ويستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ويقول خيرًا وينمي خيرًا))، قالتْ أم كلثوم: ولم أسمعْه يُرَخِّص في شيء مما يقول الناس: كَذِبٌ، إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها"؛ رواه مسلم.

وربما يلجأ الرجل إلى الكذب على زوجته نتيجة إلحاحها عليه لمعرفة كل صغيرة وكبيرة عن حياته، وكثرة سؤاله، والتضييق عليه، وملاحقته بكثرة الاستفسارات.

لكنني أجد فيما ذكرته في رسالتك بعض الأشياء التي نستطيع أن نبنيَ عليها، وننطلقَ مِنْ خلالها في معالجة الأمر الواقع الذي تتحدثين عنه.

ومن هذه الأشياء:
أن زوجك رجلٌ يَحْرِصُ على صلاته.

أنه يعترفُ بأنه قد وقع عليك بعض الظلم.

أنَّ ما دفعه إلى الكذب عليك هو رغبته في أن تأخذيه بعيدًا عن الحياة السيئة التي يعيشها.

أختي الكريمة، إن الحياة الزوجية لها قواعدُ تشيع فيها السعادةُ، وتنشر فيها الدفء، وتوفر فيها المودة والرحمة، وتضمن لها النجاح بإذن الله تبارك وتعالى.

ومن هذه القواعد، كما ذكرتْها الدكتورة رقية المحارب:
بركات الطاعة:
إن للطاعةِ بركة، والصلةُ بالله تجعل القلب عامرًا يقِظًا حيًّا، وتطرح البركة في الوقت والجهد، وتهب القوة لأداء الرسالة في الحياة، تحنن عليك الزوج وتعين على تربية الأبناء.

أعطِ.. لتأخذ:
هذه ببساطة معادلة السعادة الزوجية؛ لأن الزواجَ شركة بين الرجل والمرأة لإقامة جيلٍ صالحٍ، فقبل التحسُّر والتألم على الحالة الزوجية وانحسار المشاعر وبرودها لا بد من الانتباه والتحقق من صدق العطاء، والحرص على إسعاد الشريك.

إذا لم تجدْ ما تحب فأحبَّ ما تجد:
فإذا كان الزوجُ ليس الذي كنتِ تحلمين به، وطباع الزوج ليستْ تلك التي تودينها وغير ذلك، فاستعيذي بالله من وساوسك، وضخمي صفاته الجميلة في نفسك، واعزمي على تغيير صفاته السيئة إن وجدت؛ فالحياةُ السعيدةُ نحن الذين نسعى إليها، ونرسم ألوانها، وليست هي التي تأتي.

ضعي أصابعك في أذنيك:
فلو استمعتِ وركنت وفكرتِ وقارنتِ بمن هم أنداد لك في مجتمعك؛ لحزنتِ وأسفتِ وتحسرتِ وندمتِ، ولصنعتِ أكفان السعادة لنفسك في النهاية.

الابتلاء:
مَن تظل تعطي وتغدق على زوجها وأسرتها من العناية والمحبة، فلا ترى نتيجة لما تعطيه، بل لا تكاد تجد إلا تجاهلاً وإهمالاً وابتلاءً بزوج عنيد، نقول لها: أتِمِّي ما عليك مِن الواجب، وأدِّي ما ائْتَمَنَك الله عليك من رسالتك في الحياة؛ إنَّ مع العسر يُسرًا، وما تحلمين به من سعادة ستلقين أضعافها - إن صبرت - في الآخرة إن شاء الله.

لذلك أقترح عليك ما يأتي:
لا تشغلي بالَكِ بتصرفات أهل زوجك، فليس عليك مِن أمرهم من شيء سِوى نصيحتهم بالحسنى، وتجنَّبي الاختلاط بهم، وادفعي أذاهم عنك بالحسنى؛ فقد قال تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34] ، قال ابن عباس في تفسيره لهذه الآية: "أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب، والحلمِ والعفوِ عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك عَصَمَهُم الله مِن الشيطان، وخضع لهم عدوُّهم، كأنه وليٌّ حميم"؛ تفسير الطبري.

وإن تمادوا في إساءتهم إليك فتعاملي معهم بقول الشاعر:

وَاسْتَشْعِرِ الحِلْمَ فِي كُلِّ الأُمُورِ وَلاَ
تُسْرِعْ بِبَادِرَةٍ يَوْمًا إِلَى رَجُلِ


وَإِنْ بُلِيتَ بِشَخْصٍ لاَ خَلاَقَ لَهُ
فَكُنْ كَأنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ وَلَمْ يَقُلِ


استعيني بالدُّعاء، والْجَئِي إلى الله تبارك وتعالى، وخاصَّة في أوقات السحَر، فإنَّ لدعاء السحَر سهامًا لا تُخطئ: أن يهدي الله زوجك، ويشرح صدره لك، وأن يُنيرَ قلبه ببركة الطاعة، ويصرف عنه شؤم المعصية؛ ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

غضي الطرف عن زَلاَّت زوجك، واقبلي عذره واعتذاره، واتركي له دائمًا بابًا للرجوع، لعله يقف مع نفسه في يوم مِن الأيام، ويشعر بحرج موقفه أمامك.

عليك بالحوار الدائم معه عن حياتكما الزوجية، وما الأمور التي تؤدِّي إلى استمرار المودة بينكما، وما الأشياء التي يمكن أن تكدرَ صفوها.

انصحي زوجك بلُطْفٍ، وبَيِّني له خطورة الكذب إن وجدتِ أنه مستمرٌّ عليه، واستخدمي معه أسلوبَ الترغيب والترهيب بأن تحببي إليه الصدق، وتُذكريه بجزاء الصادقين عند الله تعالى، وخوفيه بالله، وحذريه مِن عُقوبته.

اكتبي أكثر مِن حديثٍ عن فضل الصدق، وذمِّ الكذب، وعلِّقيها داخل المنزل وفي أكثر من موضع، وخاصَّة في تلك الأماكن التي يقع نظره عليها، ويا حبذا لو عملتما مسابقة في حفظها!

اقرئي معه موقف الثلاثة الذين تخلفوا في غزوة تبوك، ومعرفة أن الصدقَ هو سبب توبة الله عليهما، وسبب نجاتهما من آفة النفاق في الدنيا، ومن عذاب الله تعالى في الآخرة.

لا تجعلي الأمر يؤثر على نفسيتك، ويجرُّك ذلك إلى العصبية، ويخرجك عن طاعتك لزوجك والمحافظة على علاقتكما.

لا تنسي الدعاءَ لزوجك في صلاتك، أن يجعله الله صادقًا في قوله وفعله، وأن يطهرَ لسانه مِن آفة الكذب، وأن يشرح صدره لقول الصدق دائمًا.

أسأل الله تعالى أن يُدِيمَ بينكما المودة والرحمة، وأن يصرف عنكما كيد الشيطان


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.29 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.78%)]