|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ليس حسنا.. بل قبيحا ربيع بن المدني السملالي ليس حسنًا، بل قبيحًا أن تكون جبانًا ضعيفَ القلب بين خلَّانك وفي أرض معاركك التافهة، لكن في حديثك مع أمك فمُك ينفثُ القَذارة، مستعرِضًا عضلاتِك الهزيلةَ على استكانتها وضَعفها. ليس حسنًا، بل قبيحًا أن تُحدِّث الصبايا بكلام كالعسل، وفي بيتكم لا تجد أدنى حرَجٍ في النطق بكلمات المنحرفين، الضائعين في طُرقات الغيِّ سَبَهْلَلًا. ليس حسنًا، بل قبيحًا أن تنفقَ مالك بسخاء على بناتِ الهوى، وعلى مشروباتك المُحرَّمة، وعلى أنواع لا حصر لها من المُخدِّرات، وفي قبيلتك وبين عشيرتك وأهل بيتك تَضَنُّ بكلمة طيِّبة، وتبخَل بمالك على أمِّك وأبيك وإخوانك المُعْوِزين. ليس حسنًا، بل قبيحًا أن ترفع عقيرتَك بالفضيلة وحبِّ الخير في المحافل والمناسبات، وفي واقعك تُقبِّل يدَ إبليس، وتجعله وليًّا حميمًا. ليس حسنًا، بل قبيحًا أن تكون رائحتك كريهة، وملبسك تنبعثُ منه رائحة عَفِنة تزكم أنوف المُقرَّبين منك، ثم تشمخ بأنفك بعد ذلك كأن الله لم يخلق في الوجود أحدًا سواك، وكما قالت العرب في أمثالها: أنف في السماء، واسْتٌ في الماء. ليس حسنًا، بل قبيحًا أن تترك الصلاة تركًا كليًّا، ثم تُحدِّثنا بزهو وافتخار بعد ذلك أن الإيمان في القلب، والدين المعاملة. ليس حسنًا، بل قبيحًا أن تكون قد تجاوزتَ العشرين والثلاثين من عمرك التالف، وتنتظر الملبسَ من أبيك، والمأكلَ من أمِّك، وثمنَ السجائر والمخدِّرات من أختك. ليس حسنًا، بل قبيحًا أن تشعر بالسعادة تحلِّق في سماءِ دنياك الضيقة وأنت تستمع إلى ترتيلات الشيطان المُوسيقية، وأمام آيِ الذِّكر الحكيم ينقبض صدرُك، وتضطرب عيناك، ويشرد فكرك نحو الخروج من هذا السجن (كما تراه). ليس حسنًا، بل قبيحًا أن تبكي بكاءً مرًّا، وتطلق العنان لدموعك وأشجانك السخيفة على موت قريب أو صديق أو حبيب، وفي الآن نفسه لا تحرِّك ساكنًا تجاه أقرب المقرَّبين إليك من الأحياء، بل تسيء إليهم كلما أزَّك الشيطان أزًّا. ليس حسنًا، بل قبيحًا أن تعطي لنفسك قيمةً أكبر من حجمها، وتُثني عليها ثناءً تَمُجُّه نفوس المحيطين بك، الذين يعرفونك حقَّ المعرفة، يعرفون أنك أبو جهل في ثياب أبي لهب. ليس حسنًا، بل قبيحًا أن تكون من المفسدين في مجتمعك وبيئتك، ثم تَعيب الزمان، وتلعن المجتمع، وتوزع الشتائم والسِّباب على البيئة الفاسدة التي انبثقتَ من بين أوحالها، فهلَّا أصلحت نفسَك أولًا يا صاح! ليس حسنًا والله، بل قبيحًا أن تعبد الله بحماس، وتذكره ذِكرًا كثيرًا، وتُحسِن الكلام مع أصدقائك الافتراضيِّين على صفحتك "الفيسبوكية" و"التويترية"، لكن في واقعك لا علاقةَ لك بالذِّكر والعبادة، وفراغُ المسجد منك ومن أمثالك خيرُ شاهد، ومعاملتُك الشريرة مع ذويك أسطعُ برهان، فهلَّا راجعتَ نفسك!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |