هو علي هين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1389 - عددالزوار : 140311 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-11-2020, 09:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,163
الدولة : Egypt
افتراضي هو علي هين

هو علي هين


أ. محمد بن عبدالله الفريح




عندما كنت أقلِّب كتاب الله عز وجل استوقفني جزء من آية كريمة، لدقة وصفها للقدرة الإلهية العظيمة في المنح والعطاء، توقفت عندها توقفًا قسريًّا كثيرًا جدًّا، وبدأت أرددها ترديد المتأمل لا القارئ فحسب، ثم ما لبثت أن حاولت الربط بينها وبين السياق الذي وردت فيه، فلاحظت أنها جاءت في سياقين في الكتاب العزيز لا ثالث لهما:

الأول: عندما منَّ الله على عبده ونبيه زكريا عليه السلام، وبشَّره بالذرية، وقد بلغ من الكبر عتيًّا، وكذلك كانت زوجته، طاعنة في السن أيضًا، ولديها علة عدم الإنجاب، فكيف بامرأة لا تلد وهي شابة وفي مظنة الولد، أن تلد بعد أن شاخت ووهن عظمها، وضمرت أعضاؤها الحيوية المتعلقة بالإنجاب، وهو ما كان مثارَ دهشة واستغراب نبي الله، ليأتيه الجواب بكل سلاسة: ﴿ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾ [مريم: 9] [مريم: 21]، منه، من الله لعبد طلب من خالقه شيئًا، وهو يعلم في قرارة نفسه أنه من شبه المستحيل تحققه: ﴿ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا ﴾ [الأنبياء: 89]. بل ويزيد في منته وفضله عليه بأن يجعله نبيًّا. ومن غير سابق اسم.



أما السياق الثاني: الذي وردت فيه هذه الصفة، فقد خرقت لها قوانين الكون ونواميسه، تجلى ذلك عندما وهب المتفضل سبحانه لمريم عليها السلام ابنًا ﴿ غُلَامًا زَكِيًّا ﴾ [مريم: 19] ومن دون لقاء طبيعي كما هي سنه الله في الخلق، ليثير ذلك في نفسها فضولاً، لتسأل باندهاش وتعجب وحيرة: ﴿ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ﴾ [مريم: 20]؟! فيأتها الجواب مباشرة: ﴿ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾ [مريم: 9] [مريم: 21].



إذا كانت نواميس الكون وقوانينه تخرق وتعدل لتوافق إجابة دعوات بعض عباد الله، فمن باب أولى وأحق أن تكون هينة على الله، (وكل شيء عنده هين) أن يحقق مطالب عباده مهما بانت أنها عظيمة وخارقة للعادة، وصعبة التحقق.

ماذا حدث لإبراهيم عندما ترك زوجه وولده في مكة ودعا لهما بالرزق؟

وماذا تحقق لسليمان عندما طلب ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده؟

وماذا تحقق لذي النون عندما دعا ربه وهو في بطن الحوت؟

وماذا تحقق لزكريا عندما نادى ربه نداءً خفيًّا؟

وماذا تحقق لنبي الله وكليمه موسى عندما سأل الله الوزير، فكان أخًا ووزيرًا ونبيًّا؟

هل سألت نفسك يومًا: كم من الأماني أجيبت لعبدالله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم؟

ستدهشك الإجابات والعطايا والمنح، عندما تبحث عنها في كتابه العزيز وبطون أمهات الكتب.

﴿ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴾ [النساء: 113].

كم وكم وكم من الأماني معلقة؟ تحتاج فقط الإدلاء بها على من ذكر لك أنه ﴿ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾ [مريم: 9] [مريم: 21].



ارجع بالذاكرة قليلاً، ستجد أن الله قد حقق لك بعضًا من أمانيك وأحلامك، إن لم تكن جميعها، تلك التي كنت ترى يومًا أنها عصية على التحقق، بل ربما تجد سيلاً من الأماني أدركت وأنت في غفلة عنها.



انثر أحلامك وأمانيك ومطالبك مهما بدا لك أنها عظيمة عند من لا يعجزه شيء، عند من أمره وقراره وتنفيذه بين حرفين لا أكثر، ستدهشك العطايا والهبات، من أجرى نواميس الكون وسننه هو من يملك قرار تعديلها وإيقافها، لتحقيق أماني عبد من عباده إذا لزم الأمر. فبقدر ما يعظم طلبك من الله بقدر ما يكون هين التحقق عنده. وكن على يقين تام أن المسافة بين الدعاء والإجابة هي ذاتها المسافة بين المفردتين في قوله تعالى: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]




أتذكر بهذا السياق قول الحق تبارك وتعالى واصفًا قدرته المطلقة والمهيمنة: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ﴾ [فاطر: 44].

كما تمر بذاكرتي تلك الخاطرة البديعة للطبيب والكاتب الأمريكي أوليفر وندل هولمز​ عندما قال:

تكون أي دعوة عظيمة إذا تم السعي وراءها بإصرار.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.55 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]