مع العيد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4955 - عددالزوار : 2058481 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4531 - عددالزوار : 1326970 )           »          How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-11-2020, 08:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي مع العيد

مع العيد
محمد بن محمود الصالح السيلاوي








إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فهو المهتدِ، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:



فها نحن نودِّع رمضان في هذه الليلة، ونستقبل فيها العيد، وهو اليوم الذي تعبِّرُ فيه الأمة عن فرحتها، وسرُّ هذه الفرحة هو تحقيق العبودية لله تعالى؛ بامتثالِ أمره في صيام هذا الشهر الكريم.








والعيد: اسمٌ لكل ما يُعتاد، وليس عند أمة الإسلام عيدٌ للأم، ولا عيدٌ للطفل، ولا عيدٌ للميلاد، بل ليس في قاموس الإسلام غيُر عيدين اثنين، الفِطر والأضحى؛ ففي سُنن أبي داود والنَّسائي بسند صحيح عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجَدهم يحتفلون بعِيدينِ، فقال صلى الله عليه وسلم: ((كان لكم يومانِ تلعبون فيهما، وقد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما: يوم الفِطر، ويوم الأضحى))[1].








لقد شرع الله تعالى لهذه الأمة في هذا العيدِ التكبيرَ، بل جُعل مِن شعائر العيد الخاصة حين قال عز وجل: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]، وللإنسانِ أن يبدأ في التكبير مِن حين غروب شمس آخر يوم مِن شهر رمضان، ولْيُصدَحْ بهذا التكبيرِ في البيوت وسائر الأمكنة؛ امتثالًا لأمر الله تعالى، ولْيَبقَ يردد هذا التكبير إلى أن يخرج الإمام لأداء صلاة العيد، وينبغي للإنسان ألا يخرج لصلاة عيد الفطر حتى يأكل تمراتٍ؛ لِما جاء عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمراتٍ، وفي هذا الأكل مبالغةٌ في بيان النهي عن الصوم في هذا اليوم، كما جاءت بذلك الآثار.








أيها الإخوة الصائمون، ها نحن نودِّع شهر رمضان المبارك، شهر القُرْآن والتقوى، والصبر والجهاد، والرحمة والغفران والرضوان، فهل حققنا حِكَم الصوم فيه، وحصلنا هذه المعاني في صيامه وقيامه وسائر وظائفه؟! هل تخرجنا في هذه المدرسة ذات الثلاثين يومًا بشهادة التقوى التي في قوله تعالى: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، وبشهادة الشُّكر التي في قوله تعالى: ﴿ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].








أخي الصائمُ، إن كنتَ ممَّن حقَّق مقاصد الصوم ومعانيه في هذا الشهر الكريم، فاحمَدِ اللهَ واشكُرْه، واسأَلْه الثباتَ على ذلك حتى الممات؛ كما قال تبارك وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ثم إياك - أخي المسلم - أن تنقُض غَزْلَك وعمَلَك بعد أن تعبتَ فيه فسهِرْتَ ليلك وأظمأت نهارك، إياك أن يكون حالُك حالَ تلك المرأة، سفيهةِ الرأيِ ضعيفةِ العقلِ، التي مكثت أيامًا طوالًا تغزل غزلها، حتى إذا اكتمل وتم عادت فنكَثَتْه ونقَضَتْه، فضرَب الله تعالى بها المثَلَ لكل مَن يجِدُّ في عمَلٍ، حتى إذا اكتمل عاد فنقَضَه كأنه لم يصنع شيئًا؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ [النحل: 92]، وتأمَّل في هذا المثل، كيف أن الإنسان ربما قام بالعمل وكان عمله هذا عملًا قويًّا؛ حيث قال تعالى: ﴿ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ﴾ [النحل: 92]، ثم يعود مِن بعد ذلك ليهدِمَه وينقُضَه، وهذا هو حالُ مَن يرجع إلى المعاصي بعد أن أتم صيام رمضان وقيامَه، وترك الأعمال الصالحة، التي كان قد اعتاد عليها في أيام هذا الشهر، فتراه يترك صلاة الجماعة، التي طالما واظَب عليها في رمضان، وتراه ترك تلاوة القُرْآن، التي كان له منها في كل يومٍ وِرْدٌ، وربما كانت له في رمضان ختمةٌ أو أكثر، وهذا مِن علامة عدم قبول العمل، والعياذ بالله؛ لأن الصائم الصادق هو الذي يفرحُ يوم العيد بفِطره، ويحمَد الله ويشكُرُه على أن وفَّقه للصيام والقيام والأعمال الصالحة، ومع ذلك تراه خائفًا يبكي ألا يتقبَّلَ الله منه؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 57 - 61]، وعن عائشة: أنها قالت: يا رسولَ الله، في هذه الآية: ﴿ الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 60]، يا رسول الله، أهو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر، وهو يخاف الله؟ قال: ((لا يا بنت أبي بكر، يا بنت الصِّدِّيق، ولكنه الذي يُصلي ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل "ألا يتقبَّلَ منه"))[2].








فالسرُّ في خوف المؤمنين ألا تُقبل منهم عبادتهم، ليس في خشيتهم ألا يوفِّيَهم اللهُ أجورهم؛ فإن هذا خلافُ وعدِ الله إياهم، بل إنه لَيُوفِّيهم أجورَهم ويَزيدُهم عليها؛ كما قال: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النساء: 173]، وإنما السرُّ في خوف المؤمنين أن القبولَ متعلِّقٌ بالقيام بالعبادة كما أمر الله عز وجل، وهم لا يستطيعون الجزم بأنهم قاموا بها على مراد الله، بل يظنون أنهم قصَّروا في ذلك؛ ولهذا فهم يخافون ألا تُقبَلَ منهم، فليتأمل المؤمن هذا؛ عسى أن يزداد حرصًا على إحسانِ العبادة، والإتيان بها كما أمر الله؛ وذلك بالإخلاص له فيها، واتباع نبيِّه صلى الله عليه وسلم في هَدْيِه فيها، وذلك معنى قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110].




هذا، والحمد لله رب العالمين



وصلَّى الله وسلَّم على نبينا وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين









[1] أحمد: 12827، والنسائي: 1556، وصححه الألباني في الصحيحة: 2021.




[2] أحمد: 25263، وابن ماجه: 4198، وصححه الألباني في الصحيحة: 162.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.65 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]