|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي الفصامي تسوء حالته الصحية والنفسية أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ ملخص السؤال: سيدة متزوجة مِن رجلٍ مريض بالفِصام، عندما تأتيه الحالة المرضية يشتمها ويسبّها، وقد ترَك العمل ولم يعد يُنفق على البيت، والآن تريد الطلاق، ولا تدري ماذا تفعل؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا سيدة مُتزوجةٌ منذ ما يَقْرُب مِن 12 عامًا، كنتُ أعيش عيشةً هَنِيَّةً لا يُكَدِّرها شيءٌ، سوى بعض الأمور المادية نتيجةَ ضَعْف راتب زوجي. بدأ زوجي يتغيَّر بعد إنجاب الولد الأول، فكان يغيب عن العمل وتُصيبه حالة مِن الضيق الشديدِ، ثم يُصيبه صمتٌ رهيبٌ، ثم أجده يتكلم كلامًا غير واضح وغير مفهوم، بل أحيانًا يَبيت الليل كله يَسُبُّ ويشتم، وأنا لا أملك إلا السكوت، ولا أعرف ماذا به؟! حاولتُ أن أُذَكِّرَه بالله تعالى، فيهدأ ويعود إلى طبيعته، وأُفاجأ بأنه لا يَدْري ما يفعل! زادتْ حالتُه حتى وصَل إلى أنه طعنني في شرفي، الأمر الذي لم أستطعْ معه الصبر، فلجأتُ إلى أهلي. لم ألجأْ لأهلي إلا بعدما تحمَّلْتُ الكثيرَ مِن الإهانات التي لا يدْري بها، والمسؤولية التي لا يعلم صُعوبتها إلا الله، وقام أهلي بمحاولة الصلح، لكن أهله أخذوه إلى معالج بالقرآن فقط، ولم يهتموا بالأمر. ما زادني ألمًا أنه في الصُّلح طلَب مني أن أُقْسِمَ أمام أهلي بأني لم أَخُنْهُ في غيبته، واضطررت لأن أقسم رغمًا عني لأُلَمْلِمَ شتات أسرتي! عُدْتُ إلى بيتي، ولم يَمُرَّ أسبوع حتى عاد كما كان، عاد إلى وساوسه وشكوكه، لكن هذه المرة زاد الأمر، حتى إنه يتهمني بأني أُدْخِل رجالًا البيت، ويتهمني بالزنا مع أناسٍ بالاسم، وأنا واللهِ لا أعرفهم. طلبتُ منه أن أكملَ دراستي، فقدَّم لي في كلية، لكن كانتْ تُصيبه الحالة وقت الامتحانات فيُمزق كتبي وملازمي، بل ومصحفي لم يسلمْ منه! زادتْ حالتُه فترك العملَ نهائيًّا، وكنتُ أُحاول أن أعملَ لكفاية البيت، لكنه كان إذا وجد مالًا في البيت أخذه ليشرب به السجائر والمخدِّرات! وجدتُه يومًا بعد أن سهرَ يتقيَّأ قيئًا غريبًا، رائحتُه كريهة جدًّا، ولونه أسود، ولا أعرف ما هو! أخبرتُ أهله وأقاربه بحالته، لكنهم لا يهتمون بالأمر، وأنا الآن مُعَلَّقة، والحمد لله أعمل وأُنفق على بيتي وأولادي، وهو عاطلٌ عن العمل! أعيش الآن صراعًا كبيرًا مع نفسي، ولا أعلم ماذا أفعل؟ الجواب وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته. أيتها الكريمةُ، ربط اللهُ على قلبكِ، وصرف عنكِ شر زوجكِ، وجعل لكِ في أبنائكِ خيرَ عِوَضٍ عما لاقيتِ. ليس مِن الضروري أن يدُلَّ القيءُ الأسودُ على وجود السحر، أو الإصابة بالمس، وقد يكونُ علامةَ نزفٍ معدي، أو يتوقف على نوعية الطعام الذي تَمَّ تناوُله قبيل التقيؤ بساعات. وبصَرْف النظَر عن هذا الأمر، ولأنه لم يتكررْ على حسب ما ذكرتِ، فدعينا نُرَكِّز على سائر الأعراض التي يُعاني منها زوجُكِ والتي في توقُّعي تُشير بقوةٍ إلى الإصابة بالفصام "Schizophrenia"، وهو مرضٌ دماغيٌّ يُصيب العقلَ، ويسيطر عليه؛ بحيث لا تتوقف الحالةُ على مجرد أوهام أو شكوك أو حديث نفس لا أصل له، بل تتوارد الهلاوس السمعيةُ أو البصريةُ، وتطرق الرأس بلا رحمة؛ فيسمع زوجته وهي تحادث أحدهم بما يُؤكد شكوكه فيها، ولا يدَع له مجالًا للتحقق، ولسنا بحاجةٍ لمزيدٍ مِن الأحاديث أو الخوض في تفاصيل هذا المرض الذي أضاع السعادة مِن الكثير، وأزال أحلامَهم، وحطَّم آمالهم. والذي أنصحكِ به، وهو ما زال زوجًا لكِ، وله عليكِ حقُّ مد يد العون على قدْر الاستطاعة، فالسعيُ لعلاجه عند طبيبٍ نفسي مختصٍّ، ليصفَ له العقار المناسب والذي ثبتتْ فعاليته - بفضل الله - على كثيرٍ مِن الحالات التي أعرف بعضها شخصيًّا، وقد زال عنها كل ما كانتْ تجد، لكن سيحتاج الأمر إلى صبرٍ ومجاهَدةٍ لا ريب في ذلك! إن لم يتيسرْ لكِ السعي لعلاجه، وأخفقتْ كل محاولاتكِ، وعجزتِ عن توفير الطبيب، أو التواصل معه أو مع أهله، الذين لا ألحظ لهم دورًا ولا رغبة في إصلاحه، فالوضعُ حاليًّا - كما فهمت - أنكِ في بيت أهلكِ، وهذا كل ما لديكِ، وفي الحقيقةِ فإن القليل مما قد يرد إليكِ خيرٌ من أمل تعيشين عليه يتلاشى يومًا بعد يومٍ بتجدد المعاناة، وتطور الألم في بيت لا يُمَثِّل دور الأب فيه إلا بالصراخ والسباب والطعن في والدتهم، إن فقدوا حنان الأب فقد فقدوا معه اتهامات متكررة لوالدتهم، وانتهاكات متوالية لسعادتهم، وبطشًا مستمرًّا على أمِّهم، ولستُ أرى في رجوعكِ - والحال لم يتغيرْ - إلا المزيد مِن الألم، وقطف ثمار المعاناة المُرَّة. فلا مجال للعودة لمثْل هذه الحياة وزوجكِ لم يعمل على ذلك مِن جديدٍ، ولم يرغب به أو يطلبه، وأنصحكِ عند فقْد الأمل في إصلاح حاله بالتفكير الجادّ في اتخاذ إجراءات الطلاق على حسب النظام المتبَع في بلدكِ، وحيث إنكِ لم تذكري مِن أي بلدٍ أنتِ، فلن يتيسر لي إرشادكِ إلى سُبلٍ مِن شأنها أن تُيَسِّر ذلك عليكِ دونما خسارات جسيمة. وعلى كل حالٍ فلا مَناص مِن السعي لذلك بكل السبُل المتاحة لكِ، والتي تبدأ بمناقشة المشكلة مع أهل الرأي والخبرة من عائلتكِ؛ فقد يقترحون عليكِ خطوات تسير بكِ في ذلك الاتجاه، على أن تتذكري - سواء تمَّ الطلاق أم لم تتمكني مِن الحصول عليه - أن أولادكِ ما زالوا أولاده، ومن كامل حقه التواصل معهم، وزيارتهم بصفة دورية، ولا يجوز حرمانه حقه مِن باب العقاب. بالطبع تتألم المرأةُ إذا ما عُلِّقت دونما زواجٍ أو طلاقٍ، وقد نهى الشرعُ عن الظلم بكافة أنواعه بما فيه تعليق المرأة مِن أجل تحصيل منفعة دنيوية، ولكن إذا كان ولا بد من التسليم لأحد الحالين إما العيش معه أو التعليق بمنأى عنه، فلا خيار ولا بديل عن الثاني بصفة مؤقتةٍ! ولتعلمي أن تربية أبنائكِ دون والدٍ لن تكون يسيرةً، ولكن بتأمل الحال نجد الكثير من الأمهات ممن قاسين مرارة العيش بلا زوجٍ لأي سبب، واستمرتْ بهنَّ الحياة مع أبناء صغار، فحقَّقْنَ أفضل درجات النجاح بحُسن تربية الأبناء والتوفيق في رعايتهم والواقع يزخر بالأمثلة، فلا تضيعي وقتكِ وجهدكِ في التحسُّر على أمورٍ قُدِّرت عليكِ، ولا حيلة لكِ فيها، واسعدي بأبنائكِ، وأسعديهم بكِ، ولتعملي على ملء أوقات فراغهم، وبث روح التعاون بينهم، وتشجيعهم بكافة السُبل ليكونوا بذورًا صالحة تنفع المجتمع ولا تضره، علميهم الاعتماد على أنفسهم، وازرعي فيهم تحمُّل المسؤولية، وأشعريهم بعِظَمِ واجب المرء في الحياة؛ واجبه تجاه نفسه وأهله ومجتمعه، واحذري أن تذْكُري والدهم بسوء؛ فليس ذلك مِن شِيَم أهل الصلاح والخير. إن تَيَسَّرَ لكِ إمدادنا ببعض المعلومات حول نظام قانون الأحوال الشخصية فمرحبًا بكِ في أي وقت، واللهَ أسأل أن يُيسر أمركِ ويفرج همكِ. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء سبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |