|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تدبر القرآن الكريم د. شريف فوزي سلطان إن الله تعالى إنما أنزل القرآنَ ليُنذر الناس، ويُزكي نفوسهم، ويُصلح قلوبهم وأحوالهم؛ قال تعالى: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾ [الفرقان: 1]، وقال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ ﴾ [البقرة: 185]، وقال تعالى: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 2]. فهو هدًى لعموم الناس، بمعنى أنه يُبين لهم طريق الرشاد، وهو هدًى للمتقين، بمعنى أنهم ينتفعون به، ويستفيدون منه ويستضيئون بنوره. ولا تتأتى هذه الهداية إلا إذا تدبرنا معناه وتفهَّمنا مغزاه؛ كما قال تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29]. قال الإمام القرطبي رحمه الله: "فيه دليل على وجوب معرفة معاني القرآن..."[1]. وقال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37]، فلا ينتفع بالقرآن ولا يهتدي به، إلا من ألقى له سمعه، وأحضر له قلبه، وهذا هو التدبر. وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا ﴾ [الأنفال: 2]. كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن؟ عن حذيفة رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتحالنساء، فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها مُترسلاً إذا مرَّ بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مَرَّ بتعوُّذ تعوَّذ"؛ (رواه مسلم). عن أبي ذر رضي الله عنه: قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية أصبح يردِّدها: "﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة: 118]"؛ (رواه ابن ماجه والنسائي، وحسنه الألباني). كيف كان الصحابة يقرؤون القرآن؟ عن عبدالله بن عروة بن الزبير رضي الله عنه، قال: قلت لأسماء بنت أبي بكر: كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن؟ قالت: كانوا كما نعتهم الله تَدمَع أعينهم، وتَقْشَعِرُّ قلوبهم"[2]. وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال: لقد عشنا دهرًا طويلًا وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، فتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم، فنتعلم حلالها وحرامها، وآمرها وزاجرها، وما ينبغي أن يوقف عنده منها، ثم لقد رأيت رجالًا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ فاتحة الكتاب إلى خاتمته لا يدري ما آمره ولا زاجره، وما ينبغي أن يقف عنده منه، ينثره نثر الدَّقَل" [3]. سئل زيد بن ثابت: كيف ترى في قراءة القرآن في سبع؟ قال: حسن، ولأن أقرأه في نصف شهر أو عشرين أحبُّ إليّ، وسلني لِمَ ذلك؟ قال: فإني أسألك، قال: لكي أتدبره وأقف عليه"[4]. وعن عثمان وابن مسعود وأُبي بن كعب رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُقرِئُهم العشر، فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى، حتى يتعلموا ما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعًا" [5]. قال الحسن بن عليّ: إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل، ويتفقدونها بالنهار[6]. من أقوال السلف: قال محمد بن كعب القرظي: لأن أقرأ: ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴾ [الزلزلة: 1]، ﴿ الْقَارِعَةُ ﴾ [القارعة: 1]، أرددهما وأتفكر فيهما - أحب إليّ من أن أبيت أهز القرآن [7]. قال بشر السري: "إنما الآية مثل التمرة، كلما مضغتها استخرجت حلاوتها". قال ابن مسعود: "لا تهزوا القرآن هز الشعر، ولا تنثروه نثر الدَّقَل، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة "[8]. قال ابن تيمية: من تدبر القرآن طالبًا الهدى منه، تبيَّن له طريق الحق" [9]. قال ابن القيم: تدَّبر القرآن إن رمت الهدى، فالعلم تحت تدبر القرآن [10]. كيف يجاهد الإنسان نفسه على تدبر القرآن؟ 1- إحضار القلب وترك حديث النفس. 2- تعظيم المتكلم (الله). 3- التفهم لما تقرأ. 4- التكرار. 5- أن تعلم أنك المخاطب. 6- الترتيل " لا التعجيل". 7- ضع القرآن على قائمة أولوياتك، (لا يشغلك شيء عنه). [1] الجامع لأحكام القرآن. [2] الزهد والرقائق، ابن المبارك، الجامع لشعب الإيمان للبيهقي. [3] السنن الكبرى للإمام البيهقي. [4] مصنف عبدالرزاق. [5] الجامع لأحكام القرآن ج1. [6] التبيان للإمام النووي. [7] الزهد لابن المبارك. [8] أخلاق حملة القرآن للآجري. [9] العقيدة الواسطية. [10] النونية.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |