|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() المناسبة بين اسم سورة الفرقان ومحورها أ. د. مصطفى مسلم تقدم أن السورة تسمى سورة الفرقان وليس لها اسم غيره وقد ثبت الاسم في الحديث الصحيح كما مر[1]. والمناسبة بين اسم السورة (الفرقان) ومحورها واضح جلي، فإن محور السورة يدور على إثبات صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال معجزته العظمى (القرآن الكريم). • ففيها دلائل نبوَّته من حيث: • نظمه الخاص المنزل منجماً ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ [الفرقان: 32]. • ومن خلال اشتماله على أسرار السماوات والأرض التي سيكشف العلم والتطور الحضاري جوانب كثيرة منها: ﴿ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 6]. • ومن خلال اشتماله على أنباء الغيب الذي لم يكن محمد صلى الله عليه وسلم على علم ودراية بها: ﴿ وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا ﴾ [الفرقان: 35]. ﴿ وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً... ﴾ [الفرقان: 37]. ﴿ وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا ﴾ [الفرقان: 38]. ﴿ وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ... ﴾ [الفرقان: 40]. إن الحديث عن القرآن الكريم وبيان مزاياه والرد على الشبهات التي أثارها المشركون حوله والقضايا الغيبية والعلوم الكونية التي اشتمل عليها؛ يستغرق معظم السورة، ويأتي في المرحلة الثانية الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه وبيان سنَّة الله في الرسالات. فجملة الحديث في السورة يدور حول الرسول ومعجزته الدليل الأكبر على صدق ما جاء به من الهدى. ولا شك أن قضية الألوهية وتوحيد الله سبحانه وتعالى وتنزيهه عن الشريك والولد هو من مضامين الرسالة والمعجزة وما يدعو إليه النبي الموحى إليه القرآن. ولعلنا ندرك بعد تحديد العلاقة بين اسم السورة والمحور السر في تقديم ذكر القرآن على العبد في هذه السورة، كما جاء في الافتتاحية ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾ [الفرقان: 1]. بينما نجد في سور أخرى تقديم ذكر العبد على القرآن، كما في سورة الكهف ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ﴾ [الكهف: 1]. وفي سورة النجم ﴿ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ﴾ [النجم: 10]. وفي سورة الحديد ﴿ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ﴾ [الحديد: 9]. فحيثما كان الاهتمام منصباً على شخص الرسول صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه وبيان صدقه فيما جاء به كان تقديم كلمة العبد على الكتاب أو الوحي كما جاء في آية التحدي في سورة البقرة ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ... ﴾ [البقرة: 23]. وحيثما كان الاهتمام منصباً على إبراز المعجزة كان تقديم ذكر الكتاب على العبد. فمحور السورة معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم العظمى القرآن الكريم، الفرقان الذي يفرق به بين الصادق والكاذب، وبين الحق والباطل، وبين الحقائق والأساطير، وبين الصراط المستقيم والسبل المائلة المزورة بين العدل والظلم. [1] انظر ما تقدم، ص 57.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |