شرح حديث: اتقوا اللعانين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-11-2020, 03:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث: اتقوا اللعانين

شرح حديث: اتقوا اللعانين
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح





عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ" قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ: "الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ فِي ظِلِّهِمْ". رواه مسلم.


ألفاظ الحديث:
(اللَّعَّانَيْنِ): مثنى مفرده (لعّان) صيغة مبالغة، قال أبو سليمان الخطابي: " المراد باللعانين، الأمرين الجالبين لِلَّعن، الحامِلَيْن الناس عليه، والداعيين إليه. وذلك أن من فعلهما شُتم ولُعن. يعني عادة الناس لعنه، فلما صارا سببا لذلك أضيف اللعن إليهما ".


وجاء في لفظ أبي داود (اتقوا اللاعنين) وأما لفظ مسلم فهو (اللعانين)، قال النووي: " والروايتان صحيحتان وقال في معنى رواية أبي داود: " اتقوا اللاعنين: اتقوا الأمرين الملعون فاعلهما " (انظر: " شرح مسلم " (3/ 164).


(الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ): أي يتغوط في موضع يمر به الناس.


(أَوْ فِي ظِلِّهِمْ ): إضافة الظل للناس دليل على أن المراد الظل المنتفع به الذي هو محل جلوسهم وليس كل ظل.
قال الخطابي وغيره من العلماء: المراد بالظل هنا مستظل الناس الذي اتخذوه مقيلاً ومناخاً ينزلونه ويقعدون فيه. وليس كل ظل يحرم القعود تحته.

من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: الحديث فيه ثلاث زيادات عند غير مسلم وهي:
أ- زيادة عند أبي داود من حديث معاذ رضي الله عنه: "اتقوا الملاعن الثلاث "الاثنتين في أصل الحديث والثالثة "البراز في الموارد " وهي زيادة في إسنادها ضعف لأن أبا سعيد الحميري لم يسمع من معاذ بن جبل رضي الله عنه فيكون السند منقطع.


قال ابن حجر عن أبي سعيد الحميري رضي الله عنه: " شامي مجهول من الثالثة، وروايته عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرسلة " انظر: " التقريب ".


ب- زيادة عند أحمد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: " اتقوا الملاعن الثلاث " الاثنتين في أصل الحديث والثالثة " في نقع ماء"وهي زيادة في إسنادها ضعف أيضاً لوجود ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ.
قال الهيثمي: " رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، ورجل لم يسم " انظر: " مجمع الزوائد" (1/ 204).


ومن باب الفائدة: اختلف في ابن لهيعة في قبول روايته على تفصيل في قبول روايته أوردُّها مطلقاً:
فمن أهل الحديث من يرى أن رواية العبادلة الثلاثة عن ابن لهيعة مقبولة والعبادلة هم عبدالله بن المبارك وعبدالله بن يزيد المقرئ وعبدالله بن وهب رضي الله عنه لأنهم سمعوا منه قبل احتراق كتبه.


قال الحافظ عبدالغني بن سعيد الأزدي: "إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح وكذلك قال قتيبة بن سعيد وكذلك الذهبي، لأن ابن لهيعة سيئ الحفظ احترقت كتبه فحدث من حفظه فخلَّط ".
ومن أهل الحديث وهم المحققون يرون تضعيف ابن لهيعة مطلقاً قبل احتراق كتبه وبعدها.


ج- زيادة عند الطبراني من حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخلى الرجل تحت شجرة مثمرة، ونهى أن يُتخلى على ضَفَّة نهر جارِ " انظر: "الأوسط".
وهذا إسناده ضعيف أيضاً لأن في سنده فرات بن السائب وهو متروك الحديث كما قال البخاري وغيره.


وخلاصة ما سبق أن الزيادات الثلاثة كلها ضعيفة ولا يصح إلا أصل الحديث الذي عند مسلم وهو حديث الباب والله أعلم.


الفائدة الثانية: في الحديث النهي عن التخلي في طرق الناس التي يمشون فيها ويطرقونها، أما الطرق المهجورة فيجوز التخلي فيها عند الحاجة.


الفائدة الثالثة: في الحديث النهي عن التخلي فيما يستظل به الناس سواءً كان شجرة أو جداراً أو مظلة من خشب أو حديد ونحوه أو غيرها مما ينتفع بها ويلحق بذلك الأماكن التي يتردد إليها الناس كالمنتزهات والحدائق، وأماكن الاستراحات التي تكون في بعض طرق الناس، وأما ما لا ينتفع به الناس ولا يجلسون فيه فيجوز التخلي فيه لقوله صلى الله عليه وسلم " أو في ظلهم " فأضاف الظل لهم وهو الذي ينتفعون به.


الفائدة الرابعة: ظاهر النهي عن التخلي في طريق الناس أو ظلهم التحريم وهو الصحيح والله أعلم لعدم الصارف إلى الكراهة ولأنه عمل يستوجب اللعنة ولما فيه من الأذية للمؤمنين قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً ﴾ [سورة الأحزاب: 58].


الفائدة الخامسة: في الحديث بيان كمال الشريعة الإسلامية وشمولها من حيث النظافة والنزاهة والبعد عما يضادها وبيان أماكن قضاء الحاجة والأماكن التي لا يجوز قضاء الحاجة فيها.


مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الطهارة)



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.72 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]