الدنيا سجن ( قصيدة )

[ابوالوليد المسلم]

الدنيا سجن ( قصيدة )




يزيد عبدالرحمن جعيجع

خشعتُ لمَّا عَدَاني الحولُ مُفتقراً

للهِ.. يا روضةَ الإيمانِ أيناكِ؟

خضعتُ لما رأيتُ الناسَ غافلةً
قلوبُهم عن مَعاني حُبكِ الزاكي

سألتُ عنكِ وعمَّا ينتهي بخُطى
مِثلي إليكِ فلاَ مُصغٍ ولا حاكِ

نعيتُ حظي لأَني وسْطَ مَن خبثتْ
نفوسُهم، وأنا منهم لهُم شاكِ

عرَّجتُ بالذكرِ في أسفار ناصيَتي
وقيلَ في مُرتقاها: طابَ مَسراكِ

ما حجَّةُ الآثمين الدهرَ مُوصدةٌ
أبواب توفيقهِ عنهم ولا باكِ

وثقتُ باللهِ حين اختَرتُ مَوعظةً

كالحنظلِ المرِّ، أهذي: ما أُحيلاكِ!

عاينتُ في الرزقِ والإيمان ملحمةً
والرابحُ اللهَ محفوفاً بأملاكِ

مِن ركَّعٍ سجَّدٍ، من خائفينَ، ومِن
حُمَّالِ أمرٍ وقُوَّامٍ ونُسَّاكِ

• • •
يتبع

[ابوالوليد المسلم]

• • •

يا قلبُ، يا مُضغةً في الكون، لَو كشفتْ
حُجْبٌ من الغيبِ عما في نواياكِ

لكنتِ أثقلَ مما في السماءِ ومِن
أرضٍ ومن جبلٍ.. إنَّا بلَوناكِ

في ساعةٍ ألفُ ألفٍ مِن مَكامنها
تسعى بهنَّ لدى التاريخِ رجلاكِ

حبٌّ وبغضٌ وتَحنانٌ وتَصليةٌ
نارُ الملاماتِ في عصيانِ مَولاكِ

رجاؤهُ خوفهُ دمعٌ وغطرسةٌ
والعقلُ يكشفُ أخراكِ بأُولاكِ

صدقٌ ولكن ببغيٍ لو غسلتِ بما
ءِ البحرِ تاللهِ لَم تطهرْ خَباياكِ

إلاَّ إذا مَنَّ ذُو الآلاءِ في كَرمٍ
فصارَ في روضةِ الحُسنى سَجاياكِ