|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() إذا تعارض نصان ثابتان يجمع بينهما ولا يكذب أحدهما محمد بن علي بن جميل المطري سلسلة الردّ المجمل على الطاعنين في أحاديث صحيح البخاري (6) إذا تعارض نصان ثابتان يُجمع بينهما ولا يُكذَّب أحدهما إذا تعارض نصان ثابتان - سواء كانا آيتين أو آية وحديثاً أو حديثين - فإنَّ العلماء يقولون: يُجمع بينهما، فإن لم يمكن؛ يُنظر الناسخ من المنسوخ، فإن لم يُعرف المتقدم من المتأخر؛ يُرجح بينهما، ثم إن لم يمكن الترجيح يقولون: نتوقف، وفوق كل ذي علم عليم. فهذه طريقة أهل العلم قديماً وحديثاً، أما طريقة أهل الأهواء فالتكذيب والرد لما يظنونه لا يدخل عقولهم! وطريقتهم هذه مبتدعة ومتناقضة، وقد توصلهم إلى الكفر إن أعملوها في نصوص القرآن الكريم، وهم إنْ لم يُعملوها في القرآن وأعملوها في السنة فقد تناقضوا؛ فإن القرآن والسنة الصحيحة كلاهما وحي وكلاهما حق، وإن صدَّقوا ببعض الآيات القرآنية وإنْ لم تدخل عقولهم؛ فلماذا لا يقبلون بعض ما في السنة مما لم يدخل عقولهم؟! وهذا التناقض الواضح يكفي في بيان بطلان منهجهم، فإنَّ في القرآن العظيم أشياء تُحَيِّرِ العقل، ويجب الإيمان بها وإن لم تدخل عقولنا، وسأذكر ثلاثة أمثلة من سورة الكهف: 1- قصة أصحاب الكهف العجيبة وفيها قال تعالى: ﴿ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ﴾[الكهف:25]، وهذا شيء عجيب جداً، قد لا يدخل عقول الكفرة، ولكننا نؤمن به ولا نشك فيه؛ لقول الله، ولو جاءت هذه القصة في حديث صحيح لما شَكَّكْنا فيه أيضاً، فإن النبي صلى الله عليهوسلم لا ينطق عن الهوى؛ إن هو إلا وحي يوحى. 2- قصة موسى مع الخضر عليهما الصلاة والسلام فيها عجائب كثيرة، منها قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ﴾ [الكهف:61]، أي أحياه الله بعد موته، واتخذ طريقاً في البحر، حيث حبس الله جرية الماء؛ فصار هناك نفقاً في مكان دخول الحوت البحر! وهذا شيء عجيب جداً، كما قال فتى موسى: ﴿ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ﴾ [الكهف:63]، فهل يدخل هذا العقل؟! نعم يدخل عقول المؤمنين، ومن كذَّب بهذا كفر، ولو كان هذا في حديث صحيح لآمنا به، ولم نكذبه كما يكذب الطاعنون في السنة النبوية! 3- قصة ذي القرنين وبنائه الردم، قال تعالى حاكيا عنه: ﴿ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴾ [الكهف: 96-97]، وهذا أمر عجيب جداً يُحَيِّر العقول، ولكن ليس مُحالاً، فالله آتى ذا القرنين من كل شيء سبباً، ونحن نؤمن بهذه القصة التي أخبرنا الله عنها ولا نشك فيها، ومن شك فيها وقال: هذا من أساطير الأولين؛ فقد كفر، ولو كانت هذه القصة في حديث رواه البخاري لسمعنا المنكرين للسنة يقولون: هذا من خرافات الأولين! هذا لا يدخل العقل ولا يمكن تصديقه أبداً! وكأني بالإمام أبي محمد بن قتيبة رحمه الله المتوفى سنة (276هـ) يَرُدُّ على هؤلاء في كتابه "تأويل مختلف الحديث" (1/14): "قال أبو محمد: وقد تدبرت -رحمك الله- مقالة أهل الكلام فوجدتهم يقولون على الله مالا يعلمون ويفتنون الناس بما يأتون ويبصرون القذى في عيون الناس وعيونهم تطرف على الأجذاع ويتهمون غيرهم في النقل ولا يتهمون آراءهم في التأويل ومعاني الكتاب والحديث وما أودعاه من لطائف الحكمة وغرائب اللغة لا يدرك بالطفرة والتولد والعرض والجوهر والكيفية والكمية والأينية ولو ردوا المشكل منهما إلى أهل العلم بهما وضح لهم المنهج واتسع لهم المخرج ".
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |