
06-11-2020, 05:10 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة :
|
|
مَفْقُود
مَفْقُود
نبيل عبد المحيي الحجيلي
من الحياة الاجتماعية
تجحظُ لها الأعين
وتقشعرُّ منها الأبدان
تضيق بها النفس
وكأن الإنسان
لم يفهم معنى الحياة!!
فئةٌ قد ضلت الطريق
تعجبت!!
وتساءلت: أيا ترى ماذا جرى في كيان تلكم الفئة؟؟
بحثت عن السبب
فعرفت أن الحُبَّ...
مَفْقُود
العُمرُ يَمضي والأسَى يتكلَّمُ *** والقلبُ يَنزفُ جُرحُهُ ; يتألَّمُ
قصَصٌ تُعانق مَسْمَعي وجَوارحي *** مِن هَولها أصبحتُ لا أتبسَّمُ
صُورٌ تُهَيِّجُ أدْمُعي ومشاعري *** مِن جَوْرِهَا ; عَجَبَاً غَدوتُ أُلمْلِمُ
فعجبتُ مِن رَجُلٍ يُعاقبُ طفلَهُ *** بحذائه ركلاً وباليد يَلطِمُ!!
ومِن الذي بالبُخل يَسحَق أهلَهُ!! ***. تَبَّاً لمن أضحى هَواهُ الدِّرهَمُ
ومِن الذي مِن بيته سِجنٌ لهُمْ!! *** فَهَلَ الذي رغِبَ البَشَاشةَ مُجرمُ؟!
ومِن الذي أرخَى الزِّمَامَ لمن رعَى!! *** يا غافلاً، عمَّا فعلتَ ستَندمُ
وعجبتُ مِن ولدٍ يكافئ أمَّهُ *** دارَ الرِّعايةِ وهيَ عَظمٌ يَهرَمُ!!
قالت: بُنيَّ أليسَ عندكَ مَضْجَعٌ؟! *** فأجابَ: كلاَّ ; زوجتي لا تَرحَمُ
هل تُهملُ الأمُّ التي قد حُمِّلتْ *** وَهْنَاً ويُسقَى مِن يَديها البَلسَمُ؟!
هل تُهملُ الأمُّ التي قد أرضَعَتْ!! *** كلاَّ و ربُّ مُحمدٍ.. بَلْ تُكرَمُ
ومِن الذي يُلقيْ أبَاهُ وما دَرى *** أنَّ اللياليَ صورةٌ قد تُرسَمُ!!
أوَ كيفَ يُهْمَلُ والِدٌ بَعد العَنَا *** ومَضَتْ بهِ الأيَّامُ وهوَ يُعَلِّمُ!!
وعجبتُ مِن زوجٍ يُحقِّرُ زَوجَهُ *** بالويلِ يُشبعُهَا وضَرباً يُطعِمُ!!
ومِن الذي باللؤم يأخذُ مَالَهَا *** قَهراً وفي نَفقاتِها يَتحكَّمُ!!
ومِن الذي يَقضي اللياليَ ساهراً *** وهي التي تَقضي اللياليَ تَحلُمُ!!
وعجبتُ مِن حَواءَ تُضْجِرُ زَوجَها *** مِن سَوْطهِ سَلِمَتْ.. فلا هو يَسلمُ!!
ومِن التي كي تَستقرَّ بها المُنى *** نَفَثَتْ لهُ عُقَداً ; فباتَ يُتَمْتِمُ!!
وعجبتُ كيفَ الصَّحْبُ أمْسَى حالَهُمْ *** جَعلوا المصالحَ بينهم تَتَقَدَّمُ!!
حتى إذا ما جَدَّ خَطْبٌ شُتِّتُوا *** فأعزُّهُمْ أضحى غريباً عَنهُمُ
ما ضَرَّ لو فَعَلَ المَكَارهَ كافِرٌ *** لكنَّ مَن فَعَلَ المَكَارهَ مُسلِمُ
فمضيتُ أبحثُ عن جوابٍ سَائلاً *** طَيفَ الغُروبِ لعلَّنِي أتَفهَّمُ
ياأيها السَّاري إلى جوفِ الدُّجى *** ما بالُ قَوْمي بَيتهُمْ يَتهدَّمُ؟!
فأجابني: ياحائِراً إني لِمَا *** أبْديتَ مِن سُؤلٍ يؤرِّقُ - أعلمُ
لُغَةُ القلوبِ إذا تَبَدَّلَ حالُهَا *** لم يُغنِ أزهارُ الرياضِ تَبَسُّمُ
الحُبُّ ألحانُ القلوبِ وعِطرُهَا *** يَعلُو بها فوق السَّحابِ ويَأدِمُ
والكُرهُ أشجانُ القلوبِ وجُرحُهَا *** يَدنُو بها تحت التُّرابِ ويَأرِمُ
ثُمَّ انْطَوى مُتَبَسِّمَاً وأشَارَ لي *** للخيرِ شُطآنٌ.. أبَتْ تَتَشاءمُ
فاصبر على البلوى فذاكَ دواؤها *** إنَّ المصائِبَ بالدُّعَاءِ تُقَوَّمُ
ربَّاهُ، إنَّ القومَ لَمْ يَتَدبرُوا *** أنَّ الحياةَ مَحبَّةٌ وتَرَاحُمُ
فاصْرفْ إلى الحُبِّ العفيفِ قُلوبَهم *** واجعَلهُ ما بين النُّفوسِ يُقَسَّمُ
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|