|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وقفات لغوية د. سيد مصطفى أبو طالب قال أبو عبيد: في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في ولي اليتيم: (أنه يأكل من ماله غير متأثِّل مالاً).[1] قال أبو عبيد: المتأثل الجامع وكل شيء له أصل قديم أو جمع حتى يصير له أصل؛ فهو مؤثَّل ومتأثل قال لبيد[2]: (الكامل) لله نافلةُ الأجَلِّ الأفضل *** وله العُلى وأثِيْثُ كلِ مؤثَّلِ وأثلة الشيء أصله.[3] صرح الشارح ها هنا بالدلالة الأصلية للأثل فقال: وأثلة الشيء أصله. قال ابن فارس: الهمزة والثاء واللام، يدل على أصل الشيء وتجميعه.[4] وقد أورد الشارح بعض فروع مادة (أثل) والتي يمكن النظر إلى دلالاتها في ضوء الدلالة المذكورة، وهذه الفروع، هي: أ) المتأثل، أي: الجامع. ب) أثلة الشيء: أصله.[5] ويمكن إضافة فروع أخرى، وهي: ج) أثل أثولاً: تأصل وقَدُم.[6] يقول بعض المحدثين: أثل الشيء: تأصل، يأثل أثولاً.[7] د) أثل الشيء: أصله، يقال: أثل ماله تأثيلاً: زكاه وأصَّلَه.[8] هـ) الأثال: المجد والشرف.[9] وعلى ذلك: فيلاحظ أنه قد أمكن رد دلالات الفروع المتولدة من مادة (أثل) إلى دلالتها الأصلية (أصل الشيء وتجمعه). • قال أبو عبيد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه نهى أن يبال في الماء الدائم ثم يتوضأ منه).[10] الدائم هو الساكن وقد دام الماء يدوم وأدمته أنا، إذا سكّنته. وكل شيء سكّنته؛ فقد أدمته. ويقال للطائر إذا صَفّ جناحيه في الهواء وسكَّنهما فلم يحركهما كطيران الحِدَأ والرَّخَم: قد دَوَّم الطائر تَدْوِيما، وهو من هذا أيضًا؛ لأنه إنما سمي بذلك؛ لسكونه وتركه الخفقان بجناحيه.[11] لم يصرح أبو عبيد هاهنا بالنص على أصالة للمادة اللغوية (دوم)، إلا أنه قال: وكل شيء سكنته؛ فقد أدمته، ويفهم من ذلك: أنه يعد (السكون) دلالة أصلية لها. قال ابن فارس: الدال والواو والميم أصل واحد يدل على السكون واللزوم.[12] وقد جمع أبو عبيد بعض دلالات فروع هذه المادة، والتي أدار دلالاتها حول هذه الدلالة الأصلية وهذه الفروع، هي: أ) دام يدوم، إذا سكن. وفي العين: دام الماء يدوم، وأدمته إدامة، إذا سكنته، وكل شيء سكنته؛ فقد أدمته.[13] ب) الدائم: الساكن. يقول ابن دريد: والشيء الدائم: الشيء الثابت لا يبرح.[14] ج) دوَّم الطائر تدويما، إذا سكن بجناحيه، كطيران الحدأ أو الرخم، وقيل: هو أن يدوم في السماء فلا يحرك جناحيه.[15] ويمكن إضافة فروع أخرى، وهي: د) أدمت الشيء: سكنته. والقدر: سكنت غليانها بماء أو غيره.[16] هـ) الديمة: مطر يكون مع سكون.[17] وفي القاموس: والمدام المطر الدائم.[18] و) المدامة: الخمر، سميت بذلك؛ لأنه ليس شيء يستطاع إدامة شربه غيرها، أو لأنها ديمت في الدَّن زمانًا بعدما فارت.[19] ز) الدأماء: البحر، لأنه ماء مقيم لا ينزع ولا يبرح.[20] وبعد: فقد تبين أن دلالة مادة (دوم) وفروعها المذكورة تدور حول الدلالة الأصلية لها، وهي (السكون). مما يشهد بصحة عدها دلالة أصلية لها. [1] البخاري (كتاب الوكالة -باب الوكالة في الوقف ونفقته) (2/ 813)، وأبو داود (كتاب الوصايا- باب ما جاء فيما لولي اليتيم أن ينال من مال اليتيم) (2/ 128). [2] ديوان لبيد (ص126) دار صادر. بيروت. 1386هـ- 1966م. الأثيث: الكثرة. المؤثل: ذو الأصل الراسخ. [3] غريب أبي عبيد (1/ 242، 243). [4] المقاييس (أثل) (1/ 58). [5] اللسان (أثل) (1/ 79). [6] الوسيط (أثل) (1/ 6). [7] معجم مصادر الأفعال الثلاثية (ص17). لأحمد محمد هريدي، وأبو بكر علي عبد العليم. مكتبة ابن سينا 2005م. [8] الوسيط السابق نفسه. [9] الصحاح (أثل) (4/ 1620). [10] البخاري (كتاب الوضوء-باب البول في الماء الدائم) (1/ 94)، ومسلم (كتاب الطهارة-باب النهي عن البول في الماء الراكد) (1/ 235)، ومصنف عبد الرزاق (1/ 89). [11] غريب أبي عبيد (1/ 281) وما بعدها. [12] المقاييس (دوم) (2/ 315) وما بعدها. [13] المقاييس (دوم) (2/ 315). [14] الاشتقاق (ص429). [15] اللسان (دوم) 3/ 454). [16] المعجم الوسيط (دام) (1/ 305). [17] اللسان (دوم) (3/ 452). [18] (دوم) (ص1108). [19] اللسان السابق نفسه. [20] المقاييس (دوم) (2/ 316).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |