|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الأنا بين المجتمع والمادة هشام محمد فقيري الإسراف المفرِط في المادِّيات وسيلةٌ لإثبات الذَّات المترهلة، التي فقدَت قيمتها الحقيقية من الداخل؛ لتبحث عنها في المظاهر الخارجية. إكمال النقص الداخلي (النفسي) بالمتغيرات الخارجية (المادية) أحدُ أبرز معالم الحضارة الماديَّة التي تَستهلك رغبات الإنسان بالجديد؛ بحثًا عن إشباع ذلك الفقدان الحقيقيِّ لقيمته كإنسان. هو يَشتري أفخم المراكب وأغلى الملابس وأثمنَ الساعات... إلخ؛ حتى يكون له وزنٌ عند البشر. ولو اطَّلعتَ على بـاطنه، لربما تجده مثل الكوخ المهجور المتهالك، في الليلة شديدة المطر! يجمع شتاته في لوحةِ حائط، وساعةِ يد، وقلمٍ فاخر؛ لعلها تُلهمه معنى الذات التي يفقدها! لا يستقر أبدًا؛ فالجديد تتخطَّاه ساعات الزمن ليكون ذكرى قديمة، وتبقى الذات واجمةً على حافة الهاوية بين الأنا المجهولة عن ذاتها، وبين سطوة المادة الموهومة بالأنا. ما أعظم أن يكون الإنسان قَنوعًا بأخلاقه وصفاته الحميدة؛ مِن صدق وعمل، وعبادة وإنجاز؛ فـذلك الكنز المفقود، ولطالما غفَلنا عن المنجم الحقيقي بداخلنا! في أغلب الأحيان يكون المجتمع هو السببَ في ذوبان القيمة الحقيقية للإنسان؛ عندما يقدِّم المجتمعُ فئةً على أخرى في المعاملات والعلاقات وشؤون الحياة باسم الحسب والنَّسب والجاه، وينظر للآخرين نظرةَ شَزْرٍ ليأخذوا مكانتهم المعتادة بآخر الصفوف المتراكمة بثقافة المجتمع المتغطرس. ستكون تلك الفئة المنسيَّة بآخر الصفِّ سلعةً رابحة للماديات التي لعلَّها تحقِّق شيئًا من القيمة الاجتماعية المفقودة بحقِّهم، فتجد الواحد منهم يبحث من خلال الماديات عن لفت الأنظار والتقدير لذاته؛ لعله يتقدم خطوة نحو الصفوف، ويحظى بإحترام المجتمع له، بعدما كان مهمَلاً في آخر الصف.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |