التحلية قبل التخلية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وصفات طبيعية للتخلص من الندبات بخطوات بسيطة.. من جل الصبار لزيت اللافندر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          4 نصائح لحديثى التخرج تساعدهم على اقتحام سوق العمل من غير تشتت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          5 حيل تمنع تكتل الكونسيلر أسفل العينين.. لإطلالة ناعمة من غير تجاعيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          طرق تخزين الخضراوات فى الصيف.. دليلك لحفظها بأفضل جودة لأطول وقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          طريقة عمل موس الشوكولاتة بثلاثة مكونات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح منطقة الذقن.. تخلصى من المناطق الداكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          5 أسرار للحفاظ على نضارة البشرة بعد الخمسين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          4 أنواع سناكس خفيفة وصحية لأطفالك فى النادى.. بلاش فاست فود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          طريقة عمل طاجن البطاطس بالجزر وصدور الدجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          المرطب الأول ولا السيرم؟ اعرفى الترتيب الصحيح لمستحضرات العناية بالبشرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-11-2020, 08:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,261
الدولة : Egypt
افتراضي التحلية قبل التخلية

التحلية قبل التخلية
خالد عبد المنعم الرفاعي


السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل التخْلية تستدعي وقتًا وجهدًا مُنفصلًا عن وقت وجهد التحلية؟ أو إنه بمجرد التخلي عن السيئ من العمل القلبي أو الظاهري نتحلى بما يُضاده من العمل الواجب التحلي به باطنًا وظاهرًا؟ وهل تجتمع المعصيةُ القلبية والعمل القلبي الواجب؟
ريد تفصيلاً في المسألة حتى تكونَ واضحةً من الناحية العملية لا التنظيرية

الجواب:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فالذي يظهر أنك تقصدين -أيتها الابنة الكريمة- بالتخلية والتحلية نفْي كل عيب ونقْص، وإثبات كل كمال، كما هو معناها في العبارة الصوفية الشهيرة.
وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم قال -صلى الله عليه وسلم-: ((... وسبحان الله والحمد لله تَملآن -أو قال: تملأ- ما بين السموات والأرض)) جمعت هاتان الكلمتان بين التخلية والتحلية على قول مَن يقولها؛ أي: بين نفي كل عيبٍ ونقصٍ، وإثبات كل كمالٍ؛ فسبحان الله: نفيٌ للنقائص، وتنزيه لله عما لا يليق به في أسمائه، وصفاته، وأفعاله، وأحكامه، والحمد لله: فيها إثبات الكمالات.
وتنبَّهي في البداية أن بين أعمال القلب وأعمال الجوارح تأثيرًا وتأثرًا، فكلٌّ منهما يؤثِّر في الآخر ولا بد؛ ولهذا كان الإيمان قولًا وعملًا، قول القلب وعمله، وقول الجسد وعمله.
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة في مجموع الفتاوى (7/ 541): "وإذا قامَ بالقلب التصديقُ به والمحبةُ له، لَزِمَ ضرورة أن يتحرك البدَنُ بموجب ذلك مِن الأقوال الظاهرة والأعمال الظاهرة، فما يظهر على البدَن مِن الأقوال والأعمال هو مُوجَب ما في القلب ولازِمُه ودليلُه ومَعْلُولُه، كما أنَّ ما يقوم بالبدن مِن الأقوال والأعمال له أيضًا تأثيرٌ فيما في القلب، فكلٌّ منهما يؤثِّر في الآخر، لكنَّ القلبَ هو الأصل، والبدَنَ فرعٌ له، والفرعُ يستمدُّ مِنْ أصله، والأصلُ يَثْبُتُ ويقوى بفَرْعه؛ كما في الشجرة التي يُضْرَب بها المَثَلُ لكلمة الإيمان".
فأعمالُ الخير -كل الأعمال- سواءٌ أعمال قلوبٍ، أو أعمال جوارح -كلما تحلَّى المرء بها، وامتلأ العقل والقلب والجوارح بها أزاحتْ نسبة هذا الخير ما يقابلها تلقائيًّا وتدريجيًّا، وبدون عناءٍ، أو مجهودٍ يذكر؛ وكذلك كلما خلا القلبُ الذي هو مَلِك الجوارح وهي له تبعٌ -كلما خلا مِن الشر- حلَّ محله نسبة خيرٍ مساويةٍ للشر الذي قلع منه، وهذا أمرٌ يلْحَظُه كلُّ إنسانٍ منا في نفسه التي بين جنبيه يوميًّا، كلما فعل خيرًا شعر بنسبة سعادةٍ واطمئنانٍ على قدر الخير الذي فعله، وشعر بنقصانِ نسبةٍ مساويةٍ تقريبًا من التعاسة والقلق الذي كان.
وقد بدأتُ بالتحلِّي قبل التخلِّي؛ لأنه -في ظني- الأيسر والأسرع تنفيذًا، والأكثر أملًا للنفس التي فعلت خيرًا، فيدفعها إلى فعل المزيد من الخير؛ فالشخص الغَضوب مثلًا قد لا يستطيع التخلي عن الغضب لاعتياده عليه، وقد يصاب باليأس أو الإحباط إن كرر المحاولة وفشل، ولكن الأيسر أن ينشغل بالتركيز على ملء قلبه بفعل الخير، وما يعود نفعه على نفسه وعلى الناس، ويفعل ذلك مخلصًا لله، محبًّا لربه، وكذلك إذا دعا الله خالصًا من قلبه، واستغفر، وذكر الله كثيرًا، وقام بالصلاة، وقراءة القرآن، وغير ذلك نَسِيَ الغضب الذي هو من الشيطان، وغيره من الصفات الذميمة؛ كما قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) [محمد: 17]؛ فتذوق نفسُه حلاوة السعادة، وينْزاح عنها الشرُّ، وتتقلص مساحته جدًّا، بل النفس لما تتشبع بالحق تصبح تلقائيًّا تكره الشر كرهًا شديدًا، بل ويُصيبها بالمرارة، وكلُّ إنسانٍ يعلم هذا من نفسه، فالشابُّ المنحرفُ الذي يصاحب الفتيات ويَفعل الموبقات لو جلس مدةً من الزمان مع قومٍ يخشون الله، وشاركهم في أورادهم وعباداتهم إذا رجع بعد فترةٍ وقابل صُحْبته القديمة، نفر منهم، وشعر بالوحشة معهم، بل قد يدفعه ذلك اللقاء إلى الندم والبكاء وعدم العود إلى المَعاصي، وهذا الأمر يعلمه مَن دخل سجونٍ الظلَمة، أو قرأ عنها؛ إن وُجِدَ بين المسجونين الجنائيين رجلٌ من أهل الدين والصلاح يؤثِّر فيهم؛ حتى ترى اللصوص والقتَلة وأشباههم يتوبون على يديه، ويَسْلكون طريق الهداية؛ فلما تحلوا بأعمال الخير من الصلاة وقراءة القرآن والذكر تخلَّوا تلقائيًّا عن الشرور، وتابوا منها.
فيمكن أن نعكس العبارة الصوفية حتى تصبح: "التحلي قبل التخلي"، وليس العكس كما هو مشهورٌ؛ فهذا أنسب وأفضل.
أما مُزاحَمةُ المَعاصي القلبيَّة بطاعاتٍ قلبيَّة فتُجْدِي دون أدنى شكٍّ في التخْلِيَة، كما في الأعمال الظاهرة تمامًا، فلا تجتمع المعصية القلبية والعمل القلبي الواجب، ولا يجتمع الحق والباطل، والهدى والضلال، والغي والرشاد، والصدق والكذب، والصلاح والفساد، فمَن والى الكفار عاد المؤمنين، والعكس بالعكس.
والقرآن الكريم قد بيَّن أنه ليس للعبد قلبان يطيع بأحدهما ويعصي بالآخر؛ قال تعالى: (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) [الأحزاب: 4] قال الإمام القرطبي في تفسيره: "والمعنى: لا يجتمع في القلب الكفرُ والإيمان، والهدى والضلال، والإنابة والإصرار" وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يجتمع الإيمان والكفر في قلب امرئٍ، ولا يجتمع الصدق والكذب جميعًا في قلب مؤمنٍ، ولا تجتمع الخيانة والأمانة جميعًا)).
وقال العلامة ابن القيم في "روضة المحبِّين ونُزهة المشتاقين" (ص: 288): "... فأنت تجد تحت هذا اللفظ أن القلبَ ليس له إلا وجهةٌ واحدة، إذا مال بها إلى جهةٍ لم يَمِلْ إلى غيرها، وليس للعبد قلبان يطيع الله ويتبع أمره ويتوكل عليه بأحدهما، والآخر لغيره، بل ليس له إلا قلبٌ واحد، فإن لم يُفْرِدْ بالتوكل والمحبة والتقوى ربَّه، وإلا انصرف ذلك إلى غيره". اهـ.
وقال في طريق الهجرتين وباب السعادتين (ص: 18): "والله سبحانه لم يجعلْ لرجلٍ مِن قلبين في جوفه، فَبِقَدْرِ ما يدخل القلب مِن همٍّ وإرادة وحب يخرج منه هَمٌّ وإرادة وحب يُقابله، فهو إناءٌ واحدٌ، والأشربةُ مُتعددة، فأي شرابٍ مَلَأَهُ لم يبقَ فيه موضع لغيره، وإنما يمتلئ الإناءُ بأعلى الأشربة إذا صادفه خاليًا، فأما إذا صادفه مُمتلئًا من غيره لم يساكنه حتى يخرجَ ما فيه ثم يسكن موضعه؛ كما قال بعضهم:
أَتَانِي هَوَاهَا قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ الهَوَى***فَصَادَفَ قَلْبًا خَالِيًا فَتَمَكَّنَا
وفَّق الله الجميع لكل خيرٍ.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.43 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]