العودة إلى التربية القرآنية.. خطاب القرآن الكريم للإنسان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 141145 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-11-2020, 08:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي العودة إلى التربية القرآنية.. خطاب القرآن الكريم للإنسان

العودة إلى التربية القرآنية.. خطاب القرآن الكريم للإنسان
محمد العبدة



عندما يخاطب القرآن الإنسان (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم) فإنما يخاطب الإنسان المكلف بحمل الأمانة والعهد والوصية.
يخاطب الإنسان المتميز بالعلم والبيان والعقل (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)
يخاطب الإنسان المسؤول عن عمله لا يؤخذ واحد بوزر أحد (كل امرئ بما كسب رهين)
يخاطب الإنسان المعرض للابتلاء بالخير والشر، والمهيء بفطرته لاحتمال المسؤولية ومشقة الاختيار(لقد خلقنا الإنسان في كبد)
وأنه في الوقت نفسه هو مخلوق ضعيف لا يجب عليه أن يتكبر على خالقه ولا أن تأخذه نشوة الغرور، ويجب أن يتذكر دائماً نشأته الأولى (خلق الإنسان من علق) (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً)
كما تذكره الآيات القرآنية بطبيعته التي يستطيع أن يتخلص منها حين يزكي نفسه (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) (وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه).
كيف نستفيد في مجال الدعوة وطرائقها من أساليب القرآن الكريم في مخاطبة هذه النفس البشرية؟
وهذا يعتمد على نظرة القرآن للإنسان التي تخالف نظرة أصحاب الاتجاه المادي أو أصحاب نظرية التطور..
إن الإنسان في الإسلام ليس كما يعرفونه في الفلسفة (الكائن الناطق) وحسب، بل هو الكائن المكلف، وهذا تشريف له ورفع من مكانته ودرجته بين الخلائق، وهذ التكريم يستدعي أن يكون الإنسان على قدر هذه الغاية (في أحسن تقويم) ولا ينحط إلى أسفل سافلين.
وإذا كان هذا الإنسان كما وصفه القرآن ضعيفاً يرتكب الأخطاء ويعيش في صراع بين النفس التواقة للخير والنفس الأمارة بالسوء وهو وضع مرهق لاشك، ولكن من السهل تجاوزه حين نعينه على الخير ولا نعين الشيطان عليه أو نظهر الشماتة فيه وعندما وصفه القرآن بأنه (ظلوم كفار) أو (ظلوماً جهولاً) أو أنه (أكثر شيء جدلاً) إنما يكشف عن جانب من طبع الإنسان ليحذره ويهذبه وليس ليطرده من رحمته وذلك حين يتجه الإنسان نحو الصواب ونحو الخير.
والله - سبحانه - هو الذي خلقه وسواه على هذه الغرائز والطباع المختلطة الخيرة والشريرة ليبتليه كما قال: (وهديناه النجدين).
قال الشيخ ابن عاشور في تعليقه على قوله - تعالى -: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم): " تفيد الآية أن الإنسان مفطور على الخير وأن في جبلته جلب النفع والصلاح لنفسه وكراهة ما يظنه باطلاً أو هلاكاً " ويقول بعض علماء النفس: إن كلا الأمرين الشعور بإنسانية الإنسان وكرامته واستعداده للخير والضد من ذلك هو كامن موجود في طبيعة البشر، ولكن هناك رغبة عميقة ومتأصلة داخل الإنسان لأن يؤكد الجانب الخير
لماذا لا نخاطب هذه الفطرة المركوزة في الإنسان، وهو بفطرته إذا أصابه شيء يتجه إلى الخالق (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون) وقال - تعالى -: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير).
لماذا لا ننظر إلى الإنسان الذي نقابله ونتحدث معه أن عنده القابلية للخير، والقرآن الكريم يستثير هذه القابلية ويحرض عليها فيذكر الإنسان أنه مخلوق مكرم (ولقد كرمنا بني آدم)
لماذا لا نستشعر ضعف الإنسان كما قال - تعالى -: (يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً) قال المفسر ابن عطية في قوله - تعالى -حاكياً عن الملائكة (ويستغفرون لمن في الأرض): " واستغفار الملائكة هنا ليس بطلب غفران الله - تعالى -للكفرة وإنما استغفارهم لهم بمعنى طلب الهداية التي تؤدي إلى الغفران لهم "
القرآن يخاطب الإنسان بما يملك من جذور هي من طبيعته ولا يريد منه أن يكون من جنس الملائكة لا يخطئ أبداً، وإنما يذكره بعهده الأول حتى يحقق إنسانيته على أكمل وجه.
ليس صعباً أن يتم نقل الإنسان من دائرة المادة ودائرة المحسوس إلى دائرة الغيب وإن كان هذا الغيب مجهولاً عنده بل إن الأدلة على الغيب كثيرة ومن السهل إقامة البرهان عليه، فالعنصر الروحي في الإنسان يستعصي على التفسيرات المادية، وإنما هو فعل إلهي (كن فيكون) والإنسان لا يمكن أن يكون إنساناً إذا لم يكن هناك خالق هو بحاجة إليه في كل لحظة من حياته.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.14 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]