بين منهج التزكية والمنهج الإطرائي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          وصفات طبيعية لتقشير اليدين بانتظام.. من السكر لزيت جوز الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أبرز 5 تريندات ديكور منزلى في صيف 2025.. لو بتفكر تجدد بيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-11-2020, 02:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي بين منهج التزكية والمنهج الإطرائي

بين منهج التزكية والمنهج الإطرائي


محمد العبدة



في مسيرة التربية الإسلامية ومسيرة الدعوة الإسلامية كان التركيز على تزكية النفوس ( قد أفلح من زكاها ) وهو منهج الأنبياء عليهم السلام في الدعوة إلى الله وهذا مما قام به الرسول صلى الله عليه وسلم ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة).
في أسلوب التزكية عندما يقع الخطأ يقع التنبيه عليه والتحذير من عواقبه ، ففي موقعة بدر ورغم الانتصار الكبير الذي أحرزه المسلمون ولكن التزكية كانت حاضرة : العتاب للمسلمين بسبب اختلافهم حول الغنائم ، وكذلك حتى لايقع شيء من الغرور في أنفس المنتصرين قال لهم : ( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم ) ( وما النصر إلا من عند الله ) ولايعني هذا أن المسلمين لم يقاتلوا بل كانت بطولات وشهداء وتخطيط من الرسول صلى الله عليه وسلم غير مألوف عند قريش والعرب ولكنها تزكية النفوس . وفي معركة أحد تركزت الآيات حول نتائج مخالفة أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل فئة الرماة ، ولكن العتاب هنا كان خفيفاً فيه لملمة الجراح ولو كان شديداً لكان مؤلماً لهم فوق آلامهم وما أصابهم من الغم والجراح وخاصة جرح الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن هذا العتاب يتضمن تزكية لهم أيضاً ، ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا قل هو من عند أنفسكم ) وفي الخندق جاءت الآيات لتكشف عن خفايا النفوس (إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا ) .
هذا المنهج في التزكية يقابله المنهج الإطرائي الذي يقوم على انتقاء المواقف والإنجازات للإشارة إليها والتستر على الأخطاء أو تبريرها ونسبتها إلى مؤامرات خارجية أي إلى الأعداء، وهذا مما يريح أصحاب هذا المنهج من العتاب والمراجعة ، ومن روافد هذا المنهج الإطرائي المبالغة في كل شيء ، في المديح والفخر وفي الحوادث التي تضخم ، فيقال : الدماء تسيل أنهاراً ، والموقف خطير جداً ، ويقال للذي شدا شيئاً من العلم : العالم أو العلاّمة ، والشعوب المتأخرة تتقبل هذه المبالغات بل وتفرح لها ولهذا يعمد القصاصون للإغراب في وصف أبطالهم مما يثير الخيال ويعجب العقول الصغيرة .
مدح الرسول صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه ولكنه مدحهم بما فيهم من خصال متميزة ، وهو من باب ذكر الفضائل وحتى يقدر الناس قدرهم ويضعوهم في الموضع اللائق بهم ، والأحاديث الصحيحة التي تذكر فضائل الصحابة معروفة مشهورة كقوله صلى الله عليه وسلم : ” قد كان في الأمم قبلكم مُحدّثون فإن يكن في أمتي أحد فإن عمر بن الخطاب منهم ” وقوله ” لكل نبي حواريٌ وحواريَّ الزبير”.
منهج التزكية يهتم بطهارة القلب قبل طهارة البدن ، ويهتم بتنمية الاستعدادات الخيّرة الموجودة لدى الإنسان ، كما يهتم بتزكية الدوافع الفطرية كدافع الحب والخوف والغضب ودافع الشهوات ، وكل هذه الدوافع ضرورية إذا وجهت توجيهاً سليماً ووضعت في مواضعها ، كأن تتحرك شهوة الطعام للحفاظ على البدن ليقوى على العبادة ،وشهوة الجنس نحو الهدف المشروع وهو الزواج لحفظ النوع ، والقوة الغضبية حين تٌزكى تصبح شجاعة ولكن حين تطغى تصبح عدواناً على الآخرين،وهكذا كل الدوافع إذا زكيت تكون معتدلة تلتزم الصدق والعدل ، وحين تطغى يكون الفجور في الخصومة والقسوة والمكر والخداع .

عندما تتزكى البيئة الأدبية يتحول الشعر والرواية إلى خدمة الأهداف الصحيحة وليس للغواية وقلب الحقائق ، وعندما تُزكى البيئة السياسية يرفض الناس كل أنواع الظلم والطغيان ، ويتعلمون كيف تكون المطالبة بالحقوق والقيام بالواجبات ، ويكون التركيز على قيم العدل وكرامة الإنسان.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.55 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.95%)]