|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ناولني يراعًا جديدًا أ. سميرة بيطام أليس من الإبداع أن أنتقي قلمًا يجذب إعجابي بمدادِه؟ ثم ما السر في شرطي هذا؟ وهل كل مَن يكتب يشترط يراعًا جديدًا أو جذابًا أو بمقاييس الجمال؟ هل أنا في ملل حينما طلبت تجديدًا في مدادي، أم أنا في رغبةٍ لمظهر جديد من السرد الكتابي بقلمي؟ نعم، أنا أنسبه إليَّ؛ لأنه يتكلم عني ما يوافق سطر الأحرف الباكية والمفرحة، المتألقة والمتواضعة، الثائرة والهادئة. نعم، هي أنا بأوصاف التلوُّن بحسب الجرح، والفرح، والألم، والمستقبل، والأمس. تُرَى ما دواعي كل هذا التجديد؟ هل ثَمَّة خطب؟ هل أصبحت أكتب بشروط؟ هل شيء ما تغيَّر بداخلي؟ ولو أني في شك من أمري، فإني أحتفظ بالكثير من الذكريات المتواضعة، وأبغي الرائع من الحاضر، ترى هل ارتديت ثوب التعقل والحكمة المتناهية، ولو أني أنتقي أثوابي الحقيقية بذوق صعب؛ لأني أُحبِّذ اللون والمقاس والاحتشام بداخله، والرفعة عن السفاسف في طوله، فما حكاية اليراع الجديد؟ لستُ أستهين بقلمٍ؛ فهو الترجمان عني، وكما أريد؛ لأن أناملي تطبع ما يمليه عليها عقلي. هل أبغي اللحظة إقرارًا في أن أستنكر لنفسي ما يقابل المثل لغيري؟ ربما الحجة في قول أبي العتاهية: اكرَهْ لنفسِك ما لغيرِك تكرَهُ ![]() وافعَلْ بنفسك فعلَ مَن يتنَزَّهُ ![]() وادفَعْ بصمتِك عنك خاطرةَ الخَنَا ![]() حذر الجواب فإنه بك أشبهُ ![]() وكلِ السفيهَ إلى السفاهة وانتصِفْ ![]() بالحلم أو بالصمت ممن يسفَهُ ![]() والصمتُ للمرء الحليم وقايةٌ ![]() ينفي بها عن عِرْضِه ما يكرَهُ ![]() لا تنسَ حلمك حين يقرعُك الأذى ![]() من كلِّ ما يجني عليك ويجبهُ ![]() إن كان كذلك، فما سر الصمت بروعة اليراع على امتداد طوله أمام عيني؟ ألأنِّي أحب أن أثور في كل مكان؛ حيث السكن والهدوء، لأخط كلامًا عن صفاء البال؟ وهناك حيث مزيج التناقض من صدق وكذب، من إحسان وعدول عنه، ربما كان عليَّ أن أنتصف في حكاياتي لمن سأترك لهم قصصًا عشتُها يومًا ما أن الدنيا لا تدوم على حال، والعباد لا يسكن الصدق قلوبهم طويلاً، فمن التفوق ما أغرق سفنَ مَن خِلْناهم سينقلوننا على متنِها، لكنهم رفضوا الركب الجماعي، ورفضوا أن يروا فينا طلعة بهية من نور التواضع، لكننا سنصر على الإحسان معهم، وأن ما كتبناه من إبداع بالأمس القريب فقط هو رسالة إليهم أننا في سكينة من أمرنا. ربما لهذا طلبتُ يراعًا جديدًا، أو ربما لأكتب هذه الأبيات نقلاً عن أبي العتاهية دائمًا: أرى الدنيا لمَن هي في يديهِ ![]() عذابًا كلما كثرت لديهِ ![]() تهينُ المُكرِمينَ لها بصُغرٍ ![]() وتُكرِم كل مَن هانتْ عليهِ ![]() إذا استغنَيْتَ عن شيءٍ فدَعْهُ ![]() وخذْ ما أنت محتاج إليهِ ![]() نعم، استغنيت عن طلب الغالي والكماليات من الأشياء، ومما قد يحلو في عيني، واكتفيت بيراع جديد؛ لأن أفكاري تحتاج لمداد متجدِّد؛ حتى لا يموت بداخلي كل من: الحق - العدل - الجمال - الود - الإبداع - التقوى - الزهد - الكرم - الإيثار، وإني أُفضِّل يراعًا جديدًا يجدد بين أناملي أحرفي، خيرًا من أن أبحث عنه فيما قد يُضيِّع عني نكهة الحب للكلمة الصادقة، وبيراعي الجديد أقول لكم: دمتم أوفياء.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |