تأملات في حياة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 118571 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40142 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366851 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20-10-2020, 10:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي تأملات في حياة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب

تأملات في حياة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
للشيخ فارس العزاوي



تأملات في حياة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب :الحديث عن العلماء والدعاة إلى الله أصبح في واقعنا المعاصر أمراً ضرورياً ، خاصة مع انتشار المفاهيم الخاطئة عند كثير من الناس حتى عند المتصدين للدعوة إلى الله .
والمقصود بالعلماء العلماء العالمون بشرع الله تعالى ، المتفقهون في الدين ، العاملون بعلمهم على هدى وبصيرة وهم في ذلك مقتدون بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سائرون على منهج أهل السنة والجماعة من سلف هذه الأمة ومن اقتدى بهم ، وهم الداعون إلى الله بالحكمة التي وهبهم الله إياها ، قال تعالى: ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ) . البقرة : 269 .
والعلماء لا يمكن أن تخلو الأرض منهم ، فان الله تكفل بحفظ هذا الدين ، ومن مقتضيات هذا الحفظ أن تبقى طائفة من الأمة ظاهرة منصورة تدعو إلى الحق وتدافع عنه وترد الباطل .
ولا شك أن من هؤلاء العلماء الذين كان لهم الأثر الكبير في تجديد هذا الدين وقطع وإزالة ما شابه من الغبش العقدي والفكري والسلوكي : الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، فقد قام رحمه الله والناس قد انتشر فيهم الشرك وعمت فيهم البدع والمحدثات ، وظنوا أنهم على الحق والهدى وهم في حقيقة أمرهم على الضلال والهوى .
ولهذا سنقف مع هذا الإمام الرباني وقفات نتعرف من خلالها على حياته وعلمه وعقيدته وجهاده وشبهات خصومه ، لنكون على بينة من الأمر ولا يخدعنا ما يبثه أعداء الإسلام ودعاة الضلال والانحراف لتشويه صورة هذا العلم من علماء الإسلام ، فسنة التدافع بين الحق والباطل ماضية إلى قيام الساعة ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ، ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ) . الأنبياء : 18.
الوقفة الأولى :ولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في العيينة شمال الرياض عام 1115من الهجرة ونشأ نشأة صالحة ، فقرأ القرآن مبكرا وحفظه قبل بلوغه عشر سنين، اجتهد في الدراسة والتفقه على أبيه عبد الوهاب بن سليمان وكان فقيهاً كبيراً وقاضياً لبلدة العيينة ، ولما بلغ الشيخ الحلم حج وقصد البلد الحرام ، وأخذ العلم عن بعض علماء الحرم الشريف ، ثم توجه إلى المدينة فاجتمع بعلمائها وأقام مدة وأخذ العلم عن عالمين كبيرين هما : الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي ، والشيخ محمد حياة السندي ، ثم رحل إلى العراق فقصد البصرة واجتمع بعلمائها ، وأظهر الدعوة هناك إلى توحيد الله ودعا الناس إلى السنة وأظهر للناس أن الواجب على جميع المسلمين أن يأخذوا دينهم عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وناظر على أساس هذه العقيدة ، واشتهر من مشايخه الشيخ محمد المجموعي . وقد ثار عليه بعض علماء السوء بالبصرة وحصلله شئ من الأذى ولشيخه . ولما أراد أن يقصد الشام قصرت عنه النفقة فتوجه إلى الزبير ثم إلى الأحساء واجتمع بعلمائها وذاكرهم في أشياء من أصول الدين ، ثم انتقل إلى العيينة وأميرها إذ ذاك عثمان بن نصار بن معمر فنزل عليه ورحب به وقال له : قم بالدعوة إلى الله ونحن معك وناصروك . وأظهر له الخير والمحبة والموافقة . ولا شك أن الدعوة تحتاج إلى أمرين هما : البيان والسنان ، فالبيان هو القرآن ، والسنان هو الجهاد ، وعلى هذين الأمرين أسس الشيخ دعوته . وبعد استقبال أمير العيينة له بدأ يشتغل بالتعليم والإرشاد والدعوة ، ثم دعا الأمير إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فقام بدعوته إلى هدم قبة زيد بن الخطاب وخشي الأمير ذلك بداية الأمر فثبته الشيخ فخرجوا في ستين مقاتلاً لهدم القبة فهدمها واستجاب لأمر النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في صحيح مسلم : أن علياً رضي الله عنه قال لأبي الهياج الأسدي : " ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا قبراً مشرفاً إلا سويته " ، فعندها بدأ الشيخ بمحاربة الشرك والبدع وذلك لان البلاد الإسلامية قد انتشر فيها الشرك الأكبر حتى عبدت القبور ووضعت القباب وقدست الأحجار والأشجار وعبد الناس من دون الله ، وهذا ليس خاصاً بنجد والحجاز بل كان منتشرا في العراق واليمن ومصر والشام وغيرها من البلاد ، فعندها بدأ الشيخ بالدعوة إلى الله وتبليغ الحجة على الناس وذلك من خلال نشر العلم وتدريسه وإرسال الرسائل إلى الأمراء ورؤساء القبائل. ثم خاف أمير العيينة على نفسه من الفتنة وذلك لأن أمير الأحساء سليمان الخالدي هدده بقطع المعونة إذا بقي مؤيداً للشيخ ، فخرج الشيخ من العيينة إلى الدرعية وهناك التقى بالإمام محمد بن سعود أمير الدرعية ، وتبايعا على النصرة والبقاء في البلد والجهاد في سبيل الله لإيصال هذه الدعوة إلى جميع الناس بشتى الوسائل المشروعة . وقد اتبع الشيخ طريقة المكاتبات ، ومن خلالها اشتهر أمره، وظل داعية إلى الله ينشر الإسلام ويحارب الشرك والبدع ، وبدأ الجهاد عام 1158من الهجرة ، وبقي مجاهدا حتى توفاه الله عام 1206 ، فرحم الله الإمام رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته .
ولا ينقضي العجب ونحن نتكلم عن هذا العلم الرباني ، حينما نرى ونسمع ونقرأ بعض المقالات الزائغة عن الهدى وهي تشوه صورة هذا الإمام ، وتبث الأكاذيب والأباطيل عنه وعن دعوته ، وتصدق في ذلك كل مارق وكافر وتجعله مرجعاً للتشكيك في دعوة الشيخ رحمه الله ، ويستندون في ذلك على بعض ما ألف وكتب من قبل أعداء الدعوة السلفية ، وأعداء الإسلام ، وأقرب مثال على ذلك ، المذكرات المتداولة بين كثير من المسلمين المسماة : ( مذكرات همفر ) ، وهي في حقيقتها مجموعة من الأكاذيب والافتراءات ، ولا نستغرب حقيقة مثل هذه الكتابات ، ولكن نستغرب حين يصدق بعض الجهلة من المسلمين مثل هذه الضلالات دون أن يتثبتوا من صحة مصادرها وعن حقيقة كاتبها ، وكتاب الله يدعونا إلى التثبت في خبر الفاسق ، حيث يقول الله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) الحجرات : 6 ، فكيف بخبر الكافر الذي لا يقبل أصلاً خاصة في شهادته على المسلم ، ومعلوم عند من درس علم مصطلح الحديث أن من شروط الأداء أن يكون المؤدي له مسلماً ، لذلك ندعو كل مسلم غيور على دينه وعقيدته ألا ينساق وراء أباطيل أعداء الله عز وجل ، وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهجه وسنته ، وأن يتثبت من الأخبار قبل الحكم على مضمونها وصدق من قال : وما آفة الأخبار إلا رواتها .
الوقفة الثانية :ما هو منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وما هي حقيقة دعوته ؟
هذا الأمر ندركه من خلال الاطلاع على مصنفاته وما كتبه من رسائل أرسلها إلى الأمراء ورؤساء القبائل والعشائر والعلماء والمفتين .
قال رحمه الله وهو يقرر منهجه وعقيدته في رسالة بعثها إلى أهل القصيم بتصرف : " وأؤمن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه أول شافع وأول مشفع ، ولا ينكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أهل البدع والضلال ولكنها لا تكون إلا من بعد الإذن والرضى كما قال تعالى :
( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) ، وقال : ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) ، وأؤمن بأن الصراط منصوب على شفير جهنم يمر به الناس على قدر أعمالهم ، وأؤمن بأن الجنة والنار مخلوقتان وأنهما اليوم موجودتان وأنهما لا تفنيان ، وأؤمن بأن المؤمنين يرون ربهم بأبصارهم يوم القيامة ، وأؤمن بأن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين وأن أفضل أمته أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم بقية العشرة ثم أهل بدر ثم أهل الشجرة ثم سائر الصحابة ، وأتولى أصحاب رسول الله وأسكت عما شجر بينهم . وأترضى عن أمهات المؤمنين المطهرات من كل سوء ، وأقر بكرامات الأولياء وما لهم من المكاشفات إلا أنهم لا يستحقون من حق الله تعالى شيئا ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله ، ولا أشهد لأحد من المسلمين بجنة ولا نار إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأرى الجهاد ماضياً مع كل إمام براً كان أو فاجراً ، وصلاة الجمعة خلفهم جائزة ، وأرى هجر أهل البدع و مباينتهم حتى يتوبوا ، وأعتقد أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وأرى وجوب الأمر بالمعروف على ما توجبه الشريعة المحمدية الظاهرة " . وقال رحمه الله في رسالة أخرى وهو يقرر عقيدة أهل السنة في الأسماء والصفات : " ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله من غير تحريف ولا تعطيل بل أعتقد أن الله سبحانه ليس كمثله شئ وهو السميع البصير " .
ومن خلال ما كتبه الشيخ رحمه الله في هذه الرسائل نستطيع أن ندرك أن الإمام لم يحدث أمراً ولم يأت بشيء جديد بل قرر عقيدة ومنهج السلف وقرر ما عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يخرج عنهما . وهذا فيه رد على الذين يقولون إن الدعوة السلفية إنما بدأت بحركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وهذا خطأ وجهل بحقيقة الأمر فان الذي يقرأ كتب السلف وما سطروه بل يقرأ قبل ذلك الكتاب والسنة يجد أن ما دعا إليه الشيخ لا يخرج عن ذلك كله ، وارجعوا إن شئتم إلى ما كتبه السلف في هذا كمالك وأحمد بن حنبل ونعيم بن حماد وابن قتيبة والدارمي ومحمد بن نصر المروزي والنسائي والطبري وابن خزيمة واللالكائي والآجري وابن تيمية وغيرهم من أئمة السنة الذين قرروا ما قرره شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .
الوقفة الثالثة :
ما هي الركائز التي تأسست عليها دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ؟
يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في رسالته ( الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته ) : " هي 1) إنكار الشرك والدعوة إلى التوحيد الخالص. 2) إنكار البدع والخرافات كالبناء على القبور واتخاذها مساجد ونحو ذلك كالموالد والطرق التي أحدثتها طوائف المتصوفة . 3) إنه يأمر الناس بالمعروف ويلزمهم به بالقوة ، وينهى عن المنكرات ويزجرهم عنها ، ويقيم حدودها ويلزم الناس بالحق " .
فلما اشتهر الشيخ بالدعوة إلى هذه الأصول والركائز ظهر كثير من حساده ومن مخالفيه الأمر الذي دفعهم إلى مواجهة الشيخ ودعوته ، يقول الشيخ ابن باز رحمه الله وهو يصف خصوم هذه الدعوة : " والخصوم في الحقيقة ثلاثة أقسام :
علماء منحرفون يرون الحق باطلا والباطل حقا ويعتقدون أن البناء على القبور واتخاذ المساجد عليها ودعاءها من دون الله والاستغاثة بها وما أشبه ذلك دين وهدى . وقسم آخر من المنسوبين للعلم جهلوا حقيقة هذا الرجل ولم يعرفوا عنه الحق الذي دعا إليه بل قلدوا غيرهم وصدقوا ما قيل فيه من الخرافيين المضللين.
وقسم آخر خافوا على المناصب والمراتب فعادوه لئلا تمتد أيدي أنصار الدعوة الإسلامية إليهم " .
الوقفة الرابعة :
ما هي شبهات الخصوم على الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته ؟
الشبهات لا تخرج عن أربعة أمور :
1) شبهات ذات جذور في الفرق السابقة ألصقوها بالشيخ مع أن له رأياً فيها هو رأي أهل السنة والجماعة .
2) أشياء مختلقة لا أساس لها من الصحة ولم ترد في أصل مما نقل عن نصوص ومؤلفات الشيخ ولا مؤلفات تلاميذه وأبنائه .
3) ظهور عجز من جادلوا أتباع الشيخ ومن باب الرغبة في تغطية هذا العجز بدأوا ينالون من الشيخ ودعوته وهذا من باب التلبيس على الناس .
4) كلام مبتور من أصل كلامه رحمه الله أو قول مؤول على غير معناه كمن يقرأ قوله تعالى : ( فويل للمصلين ) ثم لا يكمل الآية .
وتتلخص الشبهات فيما يأتي :
- وصف حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالحركة الوهابية :
وهذا الوصف خطأ من جانبين : جانب النسبة ، وجانب المعتقد ، فأما من جهة النسبة فان حركة الشيخ بهذا الاعتبار ترجع إلى والد الشيخ وليس إلى اسمه ، ووالده لا دخل له في حركة الشيخ رحمه الله . ومن جهة المعتقد هناك خطأ تاريخي وهو أن الوهابية فرقة من فرق الخوارج الإباضية أنشأها عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم المتوفى عام 197من الهجرة بمدينة تاهرت بالشمال الأفريقي . ومن المعروف أن دعوة الشيخ سلفية وهي ضد دعوة الخوارج وأعمالهم . وفي هذا يقول الشيخ محمد بهجت الأثري في كتابه ( محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث ) : "هذا اللقب من وحي أعداء الإسلام الذين كانوا يظنون أن العالم الإسلامي قد صار جثة هامدة لا حراك بها ولا بد أن تكون الدول الاستعمارية هي الوارثة لأرضه وكنوزه ومعادنه وخيراته فوضعت هذه الدعوة الجديدة التي انبعثت من قلب جزيرة العرب مدوية لجمع شمل المسلمين وإنقاذهم من المهالك فنبزتها بالوهابية وأذاعت هذا النبز الأنباء الذائعة الشهرة فتلقفته الأسماع ورددته الألسن وراق للدولة العثمانية هذا النبز فأجرته على ألسنة الدراويش ومرتزقة طعام التكايا والزوايا من تنابلة السلطان " . وبهذا النقل أدركنا أن هذا اللقب لا يصح إطلاقه على دعوة الشيخ رحمه الله ـ وان كان قد جرى عليه بعض الكتاب والمؤلفين ـ سداً لذرائع النبز والقدح في هذه الدعوة .
- موقف الشيخ محمد بن عبد الوهاب من الأئمة الأربعة : وهذه الشبهة قد بثها في عهده سليمان بن سحيم الذي راسله الشيخ ودعاه إلى التوحيد ونبذ الشرك ، فأجاب الشيخ عن هذه الشبهة قائلا : " ثم لا يخفى عليكم انه بلغني أن رسالة سليمان بن سحيم قد وصلت إليكم والله يعلم أن الرجل افترى علي أموراً لم أقلها ولم يأت أكثرها على بالي فمنها قوله : أنى مبطل كتب المذاهب الأربعة وأني أقول أن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شئ وأني أدعي الاجتهاد وأنى خارج من التقليد وأني أقول أن اختلاف العلماء نقمة ... " ثم قال : " سبحانك هذا بهتان عظيم " . فموقفه من الأئمة الأربعة لا يتغير ولا يتبدل وهو موقف التقدير والتكريم والتعظيم ، ولا خلاف على صلاحهم وقبولهم عند الأمة قبولاً عاماً ولكن ليس معنى هذا أن أقوالهم تقبل جملة وتفصيلاً على حساب الحق ، قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في فتح المجيد :
" فيجب الإنكار على من ترك الدليل لقول أحد من العلماء كائناً من كان ونصوص الأئمة على هذا وانه لا يسوغ التقليد إلا في مسائل الاجتهاد التي لا دليل فيها يرجع إليه من كتاب ولا سنة واما من خالف الكتاب والسنة فيجب الرد عليه " .

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 93.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 92.12 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.83%)]