
14-10-2020, 12:40 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة :
|
|
في سياسة الذات
في سياسة الذات (1)
محمد عماد نوفل
(أ)
مَن لم يُجبل على الحلم والأناة، فلا أقلَّ من أن يتعلم ثقافة الاعتذار عند احتمال وقوع الخطأ، بلْه تحقُّقه، وأن يتعنَّى الأمر، ولو أن يتعالى على نفسه حتى (اعتياده)؛ هذا أقرب من انتظار (عاقبة التحلُّم)، وهو خطوة على الطريق، ثم إن طول المسافة ها هُنا لا يَحتمِل أن يَجتمع في النفس داءان فتهلك: داء العجلة، وداء التعالي!
والله العاصم، وهو الموفِّق - تبارك اسمه.
قال صلى الله عليه وسلم: ((إنما العلم بالتعلُّم، وإنما الحلم بالتحلُّم، ومَن يتحرَّ الخير يُعطَه، ومن يتَّق الشر يوقه)).
في سياسة الذات
(ب)
إذا هممتَ بأمر فلتضع نفسك مكان الشخص الذي تظنُّ أذيته وظلمه، أو تقدِّر انزعاجه وعدم إنصافه؛ ستجد نفسك مُحجِمًا عن كثير من الأقوال والأفعال التي ما كنت لتبصر خطأها وتستظهِر عيوبها لو بقيتَ مكانك مُستغنيًا عن النظر إلا مِن زاويتك!
هذا ميزان عدل وتعقُّل وحكمة، المعيار فيه نفسك وما تَرتضيه لها؛ فإن استقمت استقام لك وصلح، وإن اعوججْتَ اعوجَّ وفسَد!
وهو - إذا استقام - صخرة تتحطم عليها كل التبريرات التي قد نَخدع بها أنفسنا، والحجج التي قد نَستغفِل بها غيرنا، وعند التحقيق ما هذه ولا تلك إلا زيف وهوى!
وفي هذا يقول نبينا صلى الله عليه وسلم مُرشدًا من أحب أن يُزحزَحَ عن النار ويدخل الجنة: ((وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه)).
وفوق ذلك، وأصعب من مُجرَّد كفِّ الأذى عن الناس وطلب السلامة لهم: أن تُحبَّ لهم ما تحب لنفسك من الخير؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه)).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|