|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الفعل ومتعلقاته في الحزب الأخير من القرآن (دراسة تحليلية) (1) شفاء محمد خير يوسف المقدمة: الحمد لله الذي أنزل القرآن عربياً غير ذي عِوج والصلاة والسلام على من سرى وعرج. وبعدُ فهذا بحث نحوي تطبيقي على القرآن الكريم وعنوانه (الفعل ومتعلقاته في الحزب الأخير من القرآن الكريم). وقد قسمته إلى فصلين: أحدهما: نظري والآخر تطبيقي، ففي الفصل النظري شرحتُ ووضحت ما سأستخرجه وأعربه من أفعال ومتعلقاتها في الفصل التطبيقي، ثم قسمت كل فصل إلى مباحث، الفصل النظري: سبعة مباحث تتنقل ما بين حقيقة الفعل إلى أقسامه المتنوعة إلى متعلقاته المتعددة، والفصل التطبيقي: مبحثان، مبحث لاستخراج الأفعال التامة ثم إعرابها، ومبحث لاستخراج الأفعال الناقصة ثم إعرابها. ثم ختمت بحثي بملخص، فتوصيات. ثم إن السبب الرئيس في اختيار هذا البحث هو عدم ارتوائي من منهل علم النحو وتعطشي لمعرفة المزيد عنه، ثم قصر متطلبات هذا البحث حتى أركز جهدي عليه فيظهر متقنًا للقارئ الكريم. أما عن أهميته، فتتمثل في أنه ينظم للقارئ الكريم المعلوماتِ النحويةَ المتعلقة بالفعل، ثم إنه يعتبر خدمة لحزب من القرآن العظيم الذي لا يكف البحاثة من اكتشاف أسراره وأسرار أسراره. التمهيد: في هذا التمهيد حديث عن الجملة بقسميها، وعن تحزيب القرآن الكريم. أولاً: الجملة من ناحية اسميتها وفعليتها: الجملة: "هي الكلام الذي يتكون من كلمتين أو أكثر وله معنى مفيد مستقل، والجملة العربية نوعان لا ثالث لهما: أ) جملة اسمية: للجملة الاسمية: وهي التي تبدأ باسم، ولها ركنان أساسيان متلازمان... هما المبتدأ وهو الاسم الذي يقع في أول الجملة لكي نحكم عليه بحكم ما، وهذا الحكم الذي نحكم به على المبتدأ هو الذي نسميه الخبر"[1]. ويعرِّف موضّح الألفية المبتدأ بأنه "اسم أو بمنزلته مجرد عن العوامل اللفظية أو بمنزلته مخبر عنه أو وصف رافع لمكتفى به "[2]. ويعرِّف الخبر بأنه "الجزء الذي حصلت به الفائدة مع مبتدأ غير الوصف المذكور، فخرج فاعل الفعل، فإنه ليس مع المبتدأ، وفاعل الوصف، وهو إما مفرد أو جملة"[3]. ب) وجملة فعلية: هي "التي تبدأ بفعل غير ناقص، وحيث إن الفعل لا بد أن يكون تاماً والفعل يدل على حدث، فإنه لا بد له من محْدث يحدثه، أي لا بد له من فاعل"[4]. ويجلِّي لنا الإمام ابن هشام الفعل بعلامات أربع: "أولها: تاء الفاعل... (كقمتُ مصليةً)، وثانيها: تاء التأنيث الساكنة... (كقامت الفتاة)، وثالثها: ياء المخاطبة... (كقومي يا امرأة)، ورابعها: نون التوكيد شديدة أو خفيفة، مثل (ليُسْجَننََّ وَلَيَكُوْنًا)" [5]. "والفاعل هو الذي يفعل الفعل، وحكمه في العربية الرفع، وهو لا يكون جملة بل لا بد أن يكون كلمة واحدة"[6]. ثانيًا: الجملة من حيث محلِّها الإعرابي: كلُّ جملة صحَّ تأويلها بمفرد فلَهَا محلٌّ من الإعرابِ: "الرفع أو النصب أو الجر"؛ كالمفرد الذي تؤول به، ويكون إعرابُهَاكإعرابه؛ إذْ تكون واقعة موقعه، وكلُّ جملة لا يصحُّ تأويلها بمفرد؛ لأنّها غير واقعة موقع مفرد، فليس لها محلُّ من الإعراب. "قال أبو حيان: أصل الجملة ألاّ يكون لها محل موضع من الإعراب، وإذا كان لها موضع من الإعراب تقدّرت بالمفرد"[7]. أ) الجمل التي لا محل لها من الإعراب: وسأكتفي بذكر أنواعها دون التمثيل لها وذلك لأن لكل نوع منها أمثلة متعددة في القسم التطبيقي من البحث: 1- "الجملة الابتدائية: هي التي تكونُ في بدء الكلام. 2- الجملة الاستئنافية: الاستئناف لغةً: هو الابتداء... وهي الجملة تأتي في أثناء الكلام منقطعة عما قبلها صناعياً، لاستئناف كلامٍ جديد. 3- الجملة التابعة لجملةٍ لا محلّ لها من الإعراب. 4- الجملة الاعتراضية: وهي الجملة التي تعترض بين شيئين متلازمين. 5- الجملة التفسيرية: وهي الجملة التي تكون فضلة كاشفة لحقيقة ما تليه. 6- جواب القسم: هو الجملة يجاب بها القسم الصريح أو المقدر"[8]. 7- جواب الشرط غير الجازم. 8- صلة الموصول. ب) الجمل التي لها محل من الإعراب: 1- الواقعة خبرًا. 2- الواقعة مفعولاً به. 3- الواقعة مضافًا إليه. 4- الواقعة صفة. 5- الواقعة حالاً. 6- الواقعة تابعة لجملة لها محلٌُّ لها من الإعراب. 7- جوابًا لشرط جازِمٍ. 8- الواقعة جواباً لشرط جازم، وشرطها أنْ تقترن بالفاء أو بإذا الفجائية، ومحلُّها من الإِعراب الجزم[9]. ثالثًا: تحزيب القرآن: "قال أبو داود في سننه، في باب (تحزيب القرآن): بعد حديث أوس بن حذيفة في قدومهم على رسول الله في وفد ثقيف... كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من كل ليلة بعد العشاء يحدثنا... قال: فلما كانت ليلة أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه، فقلت: لقد أبطأت علينا الليلة، قال: إنه طرأ علي حزبي من القرآن فكرهت أن أجيء حتى أتمه"[10]. والحزب هو: "ما يجعل على نفسه من قراءة أو صلاةٍ كالورد، والحزب: النوبة في ورود الماء، وتحزيب القرآن تجزئته واتخاذ كل جزء حزباً له"[11]. "قال أوس: فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تحزبون القرآن؟ فقالوا: ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصّل وحده[12]. وحينئذٍ فإذا عددت ثمانيًا وأربعين سورة كانت التي بعدهن سورة (ق). بيانه: ثلاث: البقرة وآل عمران والنساء، وخمس: المائدة والأنعام والأعراف والأنفال وبراءة، وسبع: يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل، وتسع: سبحان والكهف ومريم وطه والأنبياء والحج والمؤمنون والنور والفرقان، وإحدى عشر: الشعراء والنحل والقصص والعنكبوت والروم ولقمان وألم السجدة والأحزاب وسبأ وفاطر ويس، وثلاث عشر: الصافات وص والزمر وغافر وحم السجدة وحم عسق والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف والقتال والفتح والحجرات، ثم بعد ذلك حزب مفصل وأوله سورة (ق)" [13]. ويقوم هذا البحث بعملية مسح، ثم إعراب للأفعال التامة والناقصة ومتعلقاتهما في الجزء الأخير من حزب المفصل، ويبتدئ من (سورة الأعلى) إلى (سورة الناس)، هذا الحزب الذي ينصح أغلب المتخصصين في تحفيظ القرآن بالبدء بحفظه أولاً للمبتدئين في حفظ القرآن. المبحث الأول: الفعل حقيقته وأقسامه: أولاً: حقيقته: "الفعل ما دلّ على معنى وزمان وذلك الزمان إما ماضٍ وإما حاضر وإما مستقبل، وقلنا (وزمان) لنفرق بينه وبين الاسم الذي يدل على معنى فقط،... والاسم إنما هو لمعنى مجرد من هذه الأوقات... أو لوقت مجرد من هذه الأحداث والأفعال، وأعني بالأحداث التي يسميها النحويون المصادر نحو الأكل والضرب... والأفعال التي يسميها النحويون (المضارعة) هي التي في أوائلها الزوائد الأربع... تصلح لما أنت فيه من الزمان ولما يستقبل... وجميع الأفعال مشتقة من الأسماء التي تسمى مصادر كالضرب والقتل... ألا ترى أن (حمِدتُ) مأخوذة من الحمد و(ضربتُ) مأخوذة من الضرب، وإنما لقّب النحويون هذه الأحداث مصادر لأن الأفعال كأنها صدرت عنها، وجميع ما ذكرت لك أنه يخصّ الاسم فهو يمتنع من الدخول على الفعل والحرف وما تنفرد به الأفعال دون الأسماء والأسماء دون الأفعال كثير يبين في سائر العربية"[14]. ولن أتطرق هنا بالتفصيل إلاّ إلى أقسام الفعل من حيث الزمن ومن حيث التمام والنقصان؛ وذلك لأني سأتحدث عن معظمها في مباحث قادمة إن شاء الله، وإلا فأقسام الفعل ككل معروفة وكثيرة وهي: الجامد والمتصرف – الصحيح والمعتل – المجرد والمزيد – المعلوم والمجهول – المتعدي واللازم – التام والناقص - المعرب والمبني. ثانياً: وأما أقسام الفعل الزمنية: "فثلاثة أقسام: أ- ماضٍ، ويعرف بتاء التأنيث الساكنة وبناؤه على الفتح، كضربَ، إلا مع واو الجماعة، فيُضم كضربوا، أو الضمير المرفوع المتحرك فيسكن كضربتُ. ب- أمر، ويعرف بدلالته على الطلب مع قبوله ياء المخاطبة، وبناؤه على السكون كاضرب، إلا المعتل فعلى حذف آخره كاغزُ واخشَ وارمِ، ونحو قومَا وقوموا وقومي، فعلى حذف النون. ج- مضارع، ويعرف بلم وافتتاحه بحرف من حروف نأيت نحو نقوم وأقوم ويقوم وتقوم..." [15]. ثالثاً: الأفعال من حيث التمام والنقصان: الأفعال الناقصة: "هي أفعال لا تتم الفائدة بها وبمرفوعها كما تتم بغيرها وبمرفوعه، بل تحتاج مع مرفوعها إلى منصوب، هذا نقصها عن الأفعال التامة التي تتم الفائدة بها وبمرفوعها، مثل: سافر أخوك. وتدخل الأفعال الناقصة على جملة اسمية لتقيد إسنادها بوقت مخصوص أو حالة مخصوصة، فهي وسط بين الأفعال التامة والأدوات (أحرف المعاني)، وهي زمرتان كبيرتان: زمرة (كان) وزمرة (كاد)"[16]. المبحث الثاني: المعرب والمبني من الأفعال: لنبين للقارئ الكريم معنى الكلمة المعربة والكلمة المبنية: "فالكلمة المعربة هي الكلمة التي يتغير آخرها بتغير العامل، أما الكلمة المبنية فهي التي لا يتغير آخرها مهما يتغير عليها من عوامل"[17]. توضيح: "الإعراب هو العلامة التي تقع في آخر الكلمة وتحدد موقعها من الجملة، أي تحدد وظيفتها... وله أركان أربعة: العامل – المعمول – الموقع – العلامة"[18]. أولاً: المعرب من الأفعال: هو "الفعل المضارع غير المتصل بنون التوكيد المباشرة أو بنون النسوة. ولإعرابه ثلاث حالات، لكلِّ حالة منها علامة خاصة، هي: أ- الرفع وعلامته الضمة. ب- النصب وعلامته الفتحة. ج- الجزم وعلامته السكون"[19]. مثل يقرأ محمدٌ كتاباً، لن يقومَ زيدٌ، لم يقرأْ عليٌّ ورده اليوم. "وهناك علاماتٌ أخرى غير هذه الحركات وهي التي نسميها الإعراب بالحروف، وهي الألف والواو والياء والنون... فالأفعالُ الخمسة ترفع بثبوت النون وتنصب وتجزم بحذفها... مثال: على الرفع: المحتاجون يطلبون العون من القادرين... والنصب والجزم: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}. [البقرة – 24]"[20]. ثانيًا: المبني من الأفعال: " هي أكثر من الأفعال المعربة وهي: الفعل الماضي – فعل الأمر – الفعل المضارع المتصل بنون التوكيد المباشرة أو بنون النسوة: أ- الفعل الماضي: للماضي ثلاثُ حالات في البناء: • يُبنى على الفتح إذا لم يتصل به شيء، أو إذا اتصلت به ألف الاثنين وتاء التأنيث، فتقول: فهمَ الطالب...، وفهمَت الطالبة، والطالبان فهمَا. • ويُبنى على السكون إذا اتصل به ضمير رفع متحرك...، فتقول: فهمتُ الدرس، أو فهمْنا الدرس أو فهمْتن الدرس. • ويُبنى على الضم عند اتصاله بواو الجماعة، فتقول: الطلاب فهمُوا الدرس. ب- فعل الأمر: يُصاغ فعل الأمر من الفعل المضارع بعد حذف حرف المضارعة دون أي تغيير: (يكتب: اكتب)، ولجأنا إلى همزة الوصل؛ لأن حذف حرف المضارعة يؤدي إلى أن يكون أول الفعل ساكنًا، وهذا مستحيل في العربية. ج- الفعل المضارع: • يُبنى على السكون عند اتصاله بنون النسوة، فتقول: الطالبات يكتبْن. • ويُبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد المباشرة الثقيلة والخفيفة، أي لم يفصل بينها وبينه بفاصل، تقول: والله ليفلحَنَّ المجدُّ"[21]. وللموضوع تتمة
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |